العبارات الهيدروجينية الكهربائية.. نقلة "هجينة" بشراكة فرنسية
هبة مصطفى

يترقب تطوير العبارات الهيدروجينية الكهربائية حقبة جديدة، مع إعلان تعاون بين شركتين فرنسيتين للدمج بين التصميم والتقنيات، وفق أحدث قاعدة بيانات التقنيات الحديثة بقطاع الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة.
جاء ذلك بالتنسيق بين شركتي: غرين نيفي (Green Navy) التابعة لـ(فالير Vallair)، وسيكو مارين (SECO Marine) التابعة لمجموعة فيتيس (Fetis).
وتؤسس الشراكة طويلة الأمد لتوجُّه بدأ يظهر جليًا في عدد من الدول الأوروبية، إذ خاضت الدنمارك تجربة مشابهة قبل وقت قليل، بإطلاق أولى عبّاراتها الكهربائية.
وتشكّل هذه العبّارات (التي توصف بأنها سفن صغيرة الحجم، تركّز على نقل الركّاب والبضائع بين موقعين) انعكاسًا لتطوير سفن الشحن البحري، وتحويل مسارها من العمل بالوقود الأحفوري لمواكبة الأهداف المناخية ومتطلبات خفض الانبعاثات.
تطوير العبارات الهيدروجينية الكهربائية
تركّز الشراكة الفرنسية على تطوير العبارات الهيدروجينية الكهربائية، والاستفادة من تقنيات أنظمة الدفع والتسيير العاملة بالوقود النظيف.
وفي عملية الدفع الهجين تستعمل خلايا الوقود لتحويل الهيدروجين إلى كهرباء، التي توجّه بدورها إلى دفع محركات العبّارة.
يستهدف الاتفاق في المقام الأول عبّارات بطول 30 مترًا فقط من طراز "القطمران"، الذي يتألف بدوره من هيكلين متوازيين يربطهما جسر لزيادة سعة النقل وضمان التثبيت على سطح الماء، وفق تفاصيل نشرها موقع ماريتايم جورنال.
وتؤدي الشراكة إلى استفادة السوق من الجمع بين:
- تركيز "سيكو مارين" على دمج الهيدروجين في نظام الدفع، ومتابعة التشغيل والصيانة وضمان السلامة.
- خبرة "غرين نيفي" في التصميم والتعديل خلال البناء في أحواض السفن.
ويعزز مزيج الخبرات بين الشركتين طرح أسطول جديد في السوق الفرنسية، يدمج العبارات الهيدروجينية الكهربائية في قطاع الشحن البحري، ويقدّم نموذجًا أوسع نطاقًا من مجرد اتفاق تقني.
وتُشير التقديرات إلى أن العبّارات الهجينة ستُعَدّ الخيار الأفضل للتطبيقات الرسمية، ولدى مشغّلي الخدمات اللوجستية أيضًا.

الشحن البحري
يستفيد قطاع الشحن البحري الفرنسي من التعاون بين "سيكو مارين" و"غرين نيفي"، لضمّ سفن تعمل بوقود الهيدروجين معتمدة وحاصلة على شهادات موثقة إلى أسطوله.
يأتي ذلك في إطار مساعي التوجه الأوروبي والعالمي بخفض انبعاثات الشحن البحري، وتصميم سفن قابلة للتكيف مع تطبيقات الهيدروجين.
ويعدّ الاتفاق الفرنسي نموذجًا متكاملًا لنشر العبارات الهيدروجينية الكهربائية، إذ يغطي مراحل نشر العبارات الهجينة بالكامل، بدءًا من التصميم الهندسي وعملية بناء السفن والعبارات، مرورًا بإصدار شهادات اعتماد، وصولًا إلى التشغيل والصيانة، وفق موقع إتش تو فيو.

وتأخذ الشركتان على عاتقهما إنجاز جيل جديد من السفن والعبارات ذات التصميم المرن، القابل للدمج مع الأنظمة الكهربائية الحديثة وخلايا وقود الهيدروجين، طبقًا لما أورده موقع فيول سيلز ووركس.
وكانت شركة "غرين نيفي" قد ضخّت استثماراتها بتطوير حلول تخزين الهيدروجين في العبارات "قطمران" المصنوعة من الألومنيوم منذ عام 2019.
أمّا شركة "سيكو مارين"، فقد خاضت تجربة ناجحة سابقة في مجال التزود بالهيدروجين وتخزينه، من خلال تجميع الوقود وضخّه في الخزانات المخصصة على متن السفن، ما يمهّد لصناعة بحرية مستقبلية تراعي معايير الاستدامة.
موضوعات متعلقة..
- اعتماد وقود الهيدروجين في قطاع الشحن البحري يتطلب استثمارات كبيرة
- الدنمارك تدعم النقل البحري بعبّارتين كهربائيتين بحلول 2028
- قطاع الشحن البحري العالمي يتجه إلى توديع الوقود الأحفوري.. هل ينجح؟
اقرأ أيضًا..
- 4 خبراء يناقشون أزمة الغاز في العراق.. وحلول إستراتيجية بعيدًا عن إيران
- محطات الطاقة الشمسية في الصحراء.. ما هي الدول العربية المستفيدة؟
- أنس الحجي: أسعار النفط وأوبك لن تتأثرا باستئناف تصدير خام كردستان
المصادر..
- تحويل مسار العبارات "القطمران" بطول 30 مترًا للعمل بالهيدروجين، من ماريتايم جورنال
- تفاصيل الاتفاق المتكامل لتطوير العبّارات بين الشركتين الفرنسيتين، من إتش تو فيو
- الدمج بين الهيدروجين والكهرباء في العبّارات الهجينة، من فيول سيلز ووركس