تقارير الهيدروجينالتقاريررئيسيةهيدروجين

3 عوامل لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا.. وموقع فريد يميز المغرب (تغطية خاصة)

مراكش - أحمد شوقي

ارتفع زخم مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا خلال السنوات القليلة الماضية، لكنها ما زالت في حاجة إلى التحول من مرحلة التجارب والإعلانات إلى الإنتاج الصناعي والتجاري.

وخلال القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب، ناقشت جلسة بعنوان "توسيع نطاق إنتاج الهيدروجين باستعمال مصادر الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي"، ما الذي يمكّن هذا الوقود النظيف من التوسع السريع في الأسواق العالمية؟

وأكدت الجلسة، التي حضرتْها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، أن التطور السريع للهيدروجين يحتاج إلى مزيج من تعزيز التقنيات، والإستراتيجيات الواضحة، والتعاون الإقليمي والعالمي.

أدار الجلسة مسؤول البرنامج الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" طارق أحمد، مناقشًا قادة بارزين من شركات شنايدر إلكتريك، وإنجي، وسيمنس إنرجي، وأكسيليرا باي كومينز، وجون كوكريل.

كيف يمكن تسريع نطاق إنتاج الهيدروجين الأخضر وتجارته؟

شدد المتحدثون على 3 عوامل أساسية حتى تُسهم تقنيات الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي في دفع عجلة النمو السريع للهيدروجين الأخضر، كالتالي:

  • التكلفة التنافسية: توافر مصادر الطاقة المتجددة منخفضة التكلفة وانخفاض نفقات رأس المال والتشغيل للمحللات الكهربائية أمران أساسيان لضمان تعزيز إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وفي هذا الصدد، قالت مسؤولة مبيعات المحللات الكهربائية في شركة "أكسيليرا باي كومينز"، ماجدولين ميخائيل، إن التوسع الصناعي وتوحيد معايير المحللات الكهربائية هما الأساس لخفض التكاليف وتوسيع نطاق الهيدروجين الأخضر.

  • تكامل الأنظمة وتعزيز الرقمنة بين مختلف مصادر الطاقة المتجددة: فمن خلال تكامل الشبكات الذكية، والمراقبة الرقمية، يمكن التكييف مع التغيرات في إمدادات الطاقة المتجددة، وهذا يؤدي إلى زيادة كفاءة استعمال الموارد في إنتاج الهيدروجين لأخضر وتقليل الهدر.
  • تعزيز أطر التمويل والسياسات: من الممكن أن تسهم عقود الفروقات وضمانات شراء الإنتاج وأنظمة الشهادات أو الاعتمادات في تقليل المخاطر المرتبطة بالاستثمارات.

وهذه الأدوات تساعد المستثمرين في الحصول على تأمين ضد تقلبات الأسعار، وتوفر لهم ضمانات بأن المشروعات ستكون مجدية اقتصاديًا.

أثْرت مخرجات هذه الجلسة فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته، التي عُقدت في مدينة مراكش يومي 1 و2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بحضور أكثر من 1750 مشاركًا من 40 بلدًا.

مسؤولة مبيعات المحللات الكهربائية في شركة "أكسيليرا باي كومينز" ماجدولين ميخائيل في أثناء الجلسة
مسؤولة مبيعات المحللات الكهربائية في شركة "أكسيليرا باي كومينز" ماجدولين ميخائيل في أثناء الجلسة

ونُظِّمت القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب، بإشراف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، وبشراكة مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، وتجمع الهيدروجين الأخضر في المغرب، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن).

مزايا تقنيات إنتاج الهيدروجين

من جانبه، قال المدير العام لشركة شنايدر إلكتريك في المغرب وموريتانيا، نادر الزعبي، إن تقنيات إنتاج الهيدروجين الأخضر أصبحت متاحة لتوسيع نطاق هذا الوقود النظيف.

وأشار -خلال القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب- إلى وجود شبكات ذكية قادرة على تعظيم استعمال مصادر الطاقة المتجددة ودمجها معًا لإنتاج الهيدروجين عبر التحليل الكهربائي.

وأضاف أن الهيدروجين عنصر جيد من حيث المرونة، إذ يمكن تحويل أيّ فائض من الطاقة المتجددة إلى الهيدروجين، على عكس التوربينات البخارية، التي قد تُجبرنا على خفض تدفّق البخار لعدم هدر الطاقة الفائضة المنتجة.

النقطة الثانية الخاصة بالمرونة -حسب قوله- هي أنه في غياب استثمار بمحطات الطاقة الشمسية أو في البنية التحتية اللازمة لتشغيلها اقتصاديًا، لإنتاج الهيدروجين الأخضر، يستطيع المنتجون بكل سهولة فصلَ النظام الشمسي وعدم الاعتماد عليه، لأن تشغيله لن يكون مجديًا.

المتحدثون في جلسة توسيع نطاق إنتاج الهيدروجين خلال القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب
المتحدثون في جلسة توسيع نطاق إنتاج الهيدروجين باستعمال مصادر الطاقة المتجددة والتحليل الكهربائي

أهمية النظر إلى الطلب المحلي

عن رؤيته بشأن إمكانات المغرب ودول شمال أفريقيا لتصدير الهيدروجين الأخضر، قال الرئيس التنفيذي لشركة إنجي لمنطقة شمال أفريقيا، ريك دي بيزيري، إن هناك مؤهلات كثيرة تمتلكها هذه الدول لتصدير الهيدروجين، لكن لا يجوز أن نغفل إمكان تعزيز الطلب المحلي على هذا الوقود النظيف.

وأضاف خلال الجلسة، التي حضرتها منصة الطاقة: "المغرب يتمتع بموقع فريد عندما نتحدث عن الهيدروجين الأخضر؛ فالأمر لا يتعلق فقط بوفرة الموارد المتجددة التي يمتلكها البلد، بل -أيضًا- بقربه من أسواق التصدير المحتملة، وتحديدًا أوروبا".

ومع ذلك، أوضح ريك دي بيزيري أن النهج الأمثل بالنسبة للمغرب للاستفادة من هذه الموارد هو الجمع بين الاستهلاك المحلي والتصدير، كونه يتيح تنويع المخاطر.

فرغم مزايا التصدير، فإنه من الناحية العملية، إذا لم يوجد مشترٍ مضمون، فلن يكون هناك مشروع من الأساس، بحسب مسؤول شركة إنجي.

وأشار إلى أنه مع توقعات ارتفاع الطلب المحلي على الهيدروجين في المغرب، فمن المهم النظر إليه أولًا، لتفادي مخاطر وصعوبات النقل والتصدير في البداية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق