
نجحت الكويت في تجاوز صيف 2025 من دون اللجوء إلى قطع مبرمج للكهرباء، رغم التوقعات السابقة بزيادة كبيرة في الأحمال، خاصة خلال ساعات الذروة.
ورجّحت بعض التقديرات أن تواجه الدولة انقطاعات يومية تصل إلى 4 ساعات في بعض المناطق، إلّا أن ذلك لم يحدث.
ويعود السبب في ذلك إلى استقرار درجات الحرارة مقارنةً بالتوقعات، وعدم تجاوزها مستوى 50 درجة مئوية لمدد طويلة، كما أسهمت وفرة الإمدادات من الوقود، بجانب الصيانة المبكرة للمحطات، في توفير هامش أمان إضافي للشبكة الوطنية.
ووفقًا لتقديرات منصة الطاقة المتخصصة، فإن الأداء اللافت هذا الصيف جاء رغم النمو المستمر في عدد السكان والتوسع العمراني، وهما عاملان يرفعان الطلب على الطاقة عامًا بعد عام.
وكان عام 2024 قد شهد انقطاعات واضحة نتيجة الضغط على الشبكة، لكن الصيف المنصرم مثّلَ نقطة تحول، إذ تمكنت الحكومة من الجمع بين خطط الطوارئ قصيرة الأجل، والمشروعات الإستراتيجية طويلة المدى، ما عزّز قدرة المنظومة على مواجهة ذروة الاستهلاك.
الكهرباء في الكويت خلال 2025
يرى وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة، صبيح المخيزيم، أن التعامل مع أزمة الكهرباء في الكويت خلال 2025 أثبت نجاحه، رغم أن درجات الحرارة بلغت 51 درجة مئوية في بعض الأيام.
وأوضح أن الحمل الأقصى تراجع بنسبة 0.17% على أساس سنوي، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاعه 4%.
ويعكس هذا التراجع نجاح خطط الوزارة في موازنة العرض والطلب، بعدما كانت بعض المناطق قد شهدت العام الماضي انقطاعات منظمة للتيار.
ويُعزى ذلك بالدرجة الأولى إلى تأمين إمدادات إضافية من الغاز المسال وتحديث المحطات.
شحنات إضافية من الغاز المسال
في أغسطس/آب 2024، وقّعت الكويت اتفاقية جديدة مع قطر لتوريد الغاز الطبيعي المسال لمدة 15 عامًا، بكمية مليوني طن سنويًا، بدءًا من 2025.
وأتت هذه الصفقة إضافة إلى عقد آخر قائم حتى عام 2035، ما يعزز الاعتماد على قطر بصفتها مورّدًا رئيسًا.
وبلغت واردات الكويت من الغاز المسال 6.89 مليون طن في 2024، بزيادة 12.2% على أساس سنوي، معظمها من الدوحة.
وتستقبل الدولة وارداتها عبر مرفأ الزور بطاقة تصميمية تصل إلى 22 مليون طن سنويًا، ما يجعلها أكبر مستورد للغاز المسال في الشرق الأوسط.
هذه الإمدادات أسهمت في توفير وقود إضافي للمحطات، وقللت الحاجة إلى خفض الإنتاج كما حدث في صيف 2024 عندما اضطرت الحكومة إلى قطع التيار في بعض المناطق.
استثمارات كبرى لتعزيز الإنتاج
وضعت الكويت خطة لإضافة 14.05 غيغاواط إلى قدرات التوليد بحلول عام 2031.
وتتضمن هذه الخطة تنفيذ مشروع محطة الزور الشمالية (المرحلتين الثانية والثالثة) بقدرة 2.7 غيغاواط، بالشراكة مع تحالف يضم شركة سعودية ومؤسسة الخليج للاستثمار، بتكلفة تفوق مليار دينار (3.27 مليار دولار).
(الدينار الكويتي = 3.27 دولارًا أميركيًا)
كما يشمل البرنامج المرحلتين الأولى والثانية من مشروع الشقايا للطاقة المتجددة بقدرة 1.6 غيغاواط، إضافة إلى مرحلتين لاحقتين بقدرة 3 غيغاواط، بالتعاون مع الصين.
ومن بين المشروعات المرتقبة أيضًا محطة الخيران للطاقة وتحلية المياه، بقدرة 1.8 غيغاواط و125 مليون جالون يوميًا من المياه.
أمّا مشروع محطة النويصيب، الذي تُقدَّر طاقته الإجمالية بـ7.2 غيغاواط، فمن المقرر تنفيذ جزء منه بعد 2031 حتى العقد المقبل، ما يعكس رؤية إستراتيجية بعيدة المدى لضمان أمن الطاقة.

صيانة محطات الكهرباء في الكويت
خصصت وزارة الكهرباء 238 مليون دينار (780 مليون دولار) لأعمال صيانة وتحديث محطات القوى الكهربائية وتقطير المياه.
وشملت العقود صيانة الوحدات التوربينية الغازية والبخارية، وتطوير الغلايات بمحطة الدوحة الغربية لإطالة عمرها 20 عامًا إضافية، ورفع كفاءتها التشغيلية.
وبدأت الوزارة في ديسمبر/كانون الأول 2024 أعمال صيانة لمحطات التحويل الثانوية في المحافظات الـ6، استعدادًا لصيف 2025.
وأسهمت هذه الإجراءات بتعزيز مرونة الشبكة وضمان استقرارها في مواجهة الضغط الموسمي.

خطة مواجهة أزمة الكهرباء
أظهرت تجربة الكهرباء في الكويت خلال 2025، وخاصة في الصيف، أن الدولة نجحت في الدمج بين إدارة الأزمات الفورية والتخطيط الطويل الأجل.
فقد ساعدت شحنات الغاز المسال في سد احتياجات عاجلة، بينما أسهمت أعمال الصيانة والاستثمارات الجديدة في بناء قدرة إضافية على مواجهة ذروة الطلب.
ومع دخول مشروعات جديدة إلى الخدمة خلال السنوات المقبلة، يُتوقع أن يشهد قطاع الكهرباء في الكويت مزيدًا من الاستقرار، إلى جانب تعزيز حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء.
وبذلك، تضع الدولة نفسها على مسار أكثر أمانًا واستدامة في تلبية الطلب المتنامي على الكهرباء.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الكهرباء في الكويت.. 5 مستهدفات لتعزيز الشبكة (تقرير)
- أزمة الكهرباء في الكويت.. تحديات و3 سيناريوهات لـ"الإنقاذ الذاتي" (مقال)
اقرأ أيضًا..
- محطة استيراد الغاز المسال في العراق.. "عقد أميركي" وشروط مُبهمة
- خطة تخزين النفط الإماراتي في مصر تنطلق بـ3 اتفاقيات
- صفقة تطوير 4 حقول نفط في العراق تدعم الإنتاج بـ328 ألف برميل يوميًا
- شواحن المركبات الكهربائية ثنائية الاتجاه تعزّز إمدادات الشبكة العامة (تقرير)
المصدر: