
تفتح أول عملية تزويد بوقود الميثانول الأخضر من سفينة إلى أخرى في الصين، الباب أمام استعمال هذا الوقود على نطاق واسع تجاريًا لخفض البصمة الكربونية في قطاع الشحن البحري.
وأشرفت شركة كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري (COSCO Shipping Heavy Industry) على إدارة العملية التي شهدت تزويد سفينة بأكثر من 2000 طن من الميثانول، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وخفّضت طريقة التزويد بوقود الميثانول من سفينة إلى أخرى زمن العملية المذكورة إلى 10 ساعات بدلًا من 70 ساعة التي تستغرقها عادةً عمليات التزود التقليدية بالوقود نفسه من "شاحنة إلى سفينة".
كما يقترن التزويد بوقود الميثانول من سفينة إلى أخرى بمزايا أخرى تتعلق بالسلامة؛ إذ تستلزم العملية اتصالًا بواجهة واحدة فقط على جانب السفينة؛ ما يخفض المخاطر الناجمة عن حوادث التسرب.
إنجاز كبير
أنجزت "كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري" أول عملية تزويد بوقود الميثانول الأخضر من سفينة إلى سفينة في الصين؛ ما يمثّل إنجازًا كبيرًا في استعمال مصادر الوقود البحري البديلة في الصين.
جاء ذلك من خلال حوض بناء السفن التابع لشركة كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري؛ إذ تولت سفينة كوسكو شيبنغ ليبرا (COSCO Shipping Libra) عملية تزويد 2100 طن من الميثانول في غضون 10 ساعات.
وقدّمت شركة بيورو فيريتاس سوليوشنز مارين أند أوفشور (Bureau Veritas Solutions Marine & Offshore)، وهي الذراع الاستشارية التقنية التابعة لشركة "بيورو فيريتاس مارين أند أوفشور"، تقييمات المخاطر والدعم التقني للعملية المُنجَزة.
وقالت "بيورو فيريتاس سوليوشنز مارين أند أوفشور" إن عملية التزود بالوقود الناجحة تقدم نموذجًا يمكن الاحتذاء به في التحول إلى استعمال وقود الميثانول مستقبلًا.

حلول شاملة
تُظهِر العملية قدرة "كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري" على تقديم حلول شاملة عبر مراحل التجهيز والتحويل والتزوّد بالوقود، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة.
وتُسهم إمكانات الشركة تلك بتسريع التحول من الوقود التقليدي إلى بدائل أكثر نظافة وصداقة للبيئة.
وفي إطار استعدادها لإنجاز التزود بوقود الميثانول، تعاونت "كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري" مع العديد من حاملي الأسهم. كما أجرت الشركة مراجعات تقنية للتثبت من جدوى وسلامة ومطابقة سفينة التزود بالوقود، البالغة سعتها 20 ألف حاوية نمطية مكافئة (TEU) -وهي وحدة قياس لسعة شحن السفن والحاويات-.

برامج تدريبية
نظّم حوض بناء السفن برامج تدريبية على التزوّد بوقود الميثانول، بالإضافة إلى تدريبات طوارئ، ومبادرات لإدارة السلامة، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة.
وخلال المشروع قدّمت "بيورو فيريتاس سوليوشنز مارين أند أوفشور" الدعم اللازم للمشروع، عبر إجراء تقييمات شاملة لتحديد المخاطر ودراستها وقابلية التشغيل عبر 5 مراحل رئيسة: نقل الشاحنات إلى السفن، ورسو سفن التزويد بالوقود، والنقل من سفينة إلى أخرى، والتطهير بعد التزويد بالوقود، وأخيرًا مغادرة السفن.
ووضعت المراحل الـ5 المذكورة تلك حجر الأساس لإطار سلامة قوي وموثوق لعمليات تزويد السفن بالوقود.
وقال نائب الرئيس التنفيذي لقسم الصناعات والسلع في "بيورو فيريتاس سوليوشنز مارين أند أوفشور" ماثيو دي توغني: "عبر العمل من كثب مع شركة كوسكو شيبنغ هيفي إنداستري، فإننا نثبت أهمية دور التعاون والإعداد وإدارة المخاطر القوية في جعل التزويد بوقود الميثانول الأخضر آمنًا وعمليًا".
وأضاف: "هذه العملية تحدد معيارًا جديدًا بالنسبة إلى استعمال الوقود البديل في الصين، وتلتزم شركتنا بدعم الصناعة في إطار توجهها نحو تحول الطاقة".
أول رحلة بحرية
في وقت سابق من العام الجاري أنجزت أول سفينة محلية عاملة بوقود الميثانول أولى رحلاتها البحرية إلى ميناء يانغبو جنوب الصين.
كما أكملت السفينة المسماة "كوسكو شيبنغ يانغبو"، البالغة سعتها 16 ألفًا و136 حاوية مكافئة أول عملية تزويد بالوقود في محطة يانغبو للحاويات في أوائل شهر يوليو/تموز (2025).
ويلامس طول السفينة 366 مترًا، وعرض 51 مترًا، وهي مجهزة بمستودع ضخم لتخزين الميثانول سعة 11 ألف متر مكعب، وفق أرقام رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وبمقدور السفينة إكمال رحلة بحرية من الشرق الأقصى إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية دون الحاجة إلى التزوّد بالوقود.
موضوعات متعلقة..
- أوابك تكشف خريطة مشروعات الميثانول منخفض الكربون في 5 دول عربية
- تطوير منشأة لتزويد السفن بوقود الميثانول المستدام في الإمارات
- افتتاح أول مصنع في العالم لإنتاج الميثانول الأخضر على نطاق تجاري
اقرأ أيضًا..
- صفقات الحفر العربية في سبتمبر 2025 تنتعش باستثمارات جديدة
- أدنوك لأنابيب الغاز تشهد صفقة استحواذ من شركة عالمية
- مسؤول: العراق يسبح على بحر من النفط
المصادر:
1.عملية تزويد بوقود الميثانول الأخضر من سفينة إلى سفينة في الصين من "أوفشور إنرجي".
2.مزايا نظام التزود بوقود الميثانول من "سفينة إلى سفينة" من موقع "بورت نيوز".