التقاريرتقارير الغازتقارير النفطرئيسيةغازنفط

مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.. موقفان حكوميان متناقضان (تقرير)

نوار صبح

تواجه مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني موقفين حكوميين متناقضين تمثلهما وزيرة المالية راشيل ريفز، ووزير الطاقة إد ميليباند.

وأشارت راشيل ريفز إلى أن حزب العمال سيخفف من صرامة قبضته على نفط بحر الشمال، في ضربة لطموحات إد ميليباند بتحقيق الحياد الكربوني، بحسب التفاصيل التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

في كلمتها أمام المؤتمر السنوي لحزب العمال، تعهّدت وزيرة المالية بدعم "الطاقة المحلية"، وقالت إن هذا يشمل النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.

في المقابل، يتعرّض الوزير ميليباند لضغوط متزايدة لتخفيف الحظر المقترح على تراخيص النفط والغاز ببحر الشمال، في ظل اعتماد بريطانيا المتزايد على الواردات المكلفة من الخارج.

التعصب للطاقة الخضراء

رفضت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز، طموحات وزير الطاقة إد ميليباند، في تحقيق الحياد الكربوني، قائلةً إنها ليست "متعصبة للطاقة الخضراء".

وتعهدت ريفز بدعم الإمدادات "المحلية" من مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.

ويرى محللون أن كلماتها القوية ستُوجه ضربةً لوزير الطاقة الذي التزم بتعهد حزب العمال في بيانه الانتخابي بعدم إصدار تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.

وتعرّض الوزير ميليباند لضغوط من الشركات والنقابات لتخفيف الحظر بعد أن ألقت الشركات باللوم على هذه السياسة في خفض الإنتاج وفقدان الوظائف.

وتُعد الوزيرة ريفز أحدث شخصية تنتقد الوزير ميليباند، الذي رفض التخلي عن منصبه في التعديل الوزاري الأخير.

وزيرة المالية راشيل ريفز ووزير الطاقة إد ميليباند البريطانيين
وزيرة المالية راشيل ريفز ووزير الطاقة إد ميليباند البريطانيين - الصورة من ذا تيليغراف

الطاقة المحلية

في خطاب ألقته أمام الشركات، مساء الإثنين 29 سبتمبر/أيلول الماضي، قالت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز: "تحدثتُ عن الطاقة المحلية، وهي مصادر الطاقة المتجددة، ولكنها موجودة في بحر الشمال.

وأضافت "قبل الموازنة، ينبغي أن ننشر إستراتيجيتنا المتعلقة ببحر الشمال، التي آمل في أن تمنح القطاع بعض اليقين ليتمكن من الاستثمار في المملكة المتحدة".

وأوضحت: "سنعتمد على النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني لسنواتٍ عديدة مقبلة".

وأردفت: "أفضّل أن نستعمل النفط والغاز من المملكة المتحدة بدلًا من استيرادهما من الخارج".

وأكدت للحضور أنها "ليست من المتحمسين للطاقة الخضراء"، مضيفةً: "أنا ملتزمةٌ بتعزيز أمن الطاقة في البلاد؛ لأن أمن الطاقة يُصبح أمنًا وطنيًا بشكل متزايد؛ لذا فإن الاستثمار في الطاقة المحلية أمرٌ بالغ الأهمية".

النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني

في الأسبوع الماضي، تبيّن أن وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند، كان يُفكّر في تخفيف الحظر من خلال السماح لشركات الطاقة بحفر حقول نفط وغاز جديدة في بحر الشمال البريطاني مجاورة للحقول القائمة.

ورغم حظر الحكومة؛ فلا تزال أعمال الاستكشاف مستمرة؛ حيث أعلنت شركة شل (Shell) في 30 سبتمبر/أيلول الماضي افتتاح حقل غاز جديد قادر على إمداد 2% من منازل وشركات المملكة المتحدة بالطاقة.

من ناحية ثانية، يتعرّض الوزير ميليباند لضغوط من النقابات العمالية التي اجتمعت في مدينة ليفربول لحضور المؤتمر السنوي للحزب.

وادّعى الأمين العام لاتحاد عمال بحر الشمال غاري سميث، أن تقييد الاستثمار في بحر الشمال مع زيادة الاعتماد على الواردات باهظة الثمن من الخارج "جنونٌ مطلق".

منصة نفطية في منطقة كرومارتي فيرث بإسكتلندا
منصة نفطية بمنطقة كرومارتي فيرث في إسكتلندا – الصورة من الغارديان

زيادة أنشطة الحفر والتنقيب

ضغط الرئيس الأميركي دونالد ترمب، على رئيس الوزراء السير كير ستارمر؛ ليُطالبه بزياد أنشطة الحفر والتنقيب، خلال زيارته الرسمية، قائلًا له: "لديك ثروة عظيمة هنا".

وقال أحد المطلعين على القطاع إن تعليقات الرئيس ترمب عكست جزئيًا مخاوف الشركات الأميركية؛ بما في ذلك أباتشي وإكسون موبيل، التي تنسحب من بحر الشمال بسبب سياسات حزب العمال.

وأشار حلفاء الوزير ميليباند، سابقًا، إلى أنه لا يزال هناك الكثير من احتياطيات النفط والغاز المرخصة في بحر الشمال، وأن حظر التطوير المستقبلي لن يُحدث فرقًا يُذكر؛ نظرًا إلى تدهور وضع الحوض.

بدروهم، يرى المسؤولون التنفيذيون في قطاع النفط والغاز أن سياسات حزب العمال قد سرّعت من هذا التراجع؛ ما أدى إلى تقليص الاستثمارات قبل الأوان، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وحذّر خبراء وزارة الخزانة من أن البدء في إغلاق منصات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني -خلال وقت مبكر- قد يؤدي إلى انخفاض الإيرادات الضريبية عن المتوقع، مع بدء عمليات إيقاف التشغيل ومطالبة الشركات بالإعفاءات الضريبية.

ونتيجة للغموض بشأن الموافقة على مشروعات تطوير رئيسة مثل حقلي جاكدو وروزبانك، أصبح الاستثمار موضع تساؤل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

  1. "ليست متعصبة للطاقة الخضراء": راشيل ريفز تُشير إلى تراجعها في بحر الشمال في ضربة لإد ميليباند،" من صحيفة "ديلي ميل"
  2. "ريفز تشير إلى تراجع في بحر الشمال في ضربة لميليباند،" من صحيفة "ذا تيليغراف"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق