التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا يواجه تحديات مصيرية (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • تكلفة مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا تضاعفت إلى 14 مليار دولار
  • قطاع البتروكيماويات في شل لم يحقق أرباحًا منذ 2022
  • إيرادات قطاع البتروكيماويات في شل هبطت بشدة إلى 9.6 مليار دولار في 2024
  • الشركة بحاجة إلى إعادة النظر في استثمارات القطاع

تحوَّل مشروع شل للبتروكيماويات الواقع بمنطقة موناكو في بنسلفانيا خلال سنوات قليلة من مشروع إستراتيجي يعزز موقع الشركة في السوق الأميركية إلى عبء مالي يثير تساؤلات حول جدوى الاستثمار فيه.

ففي عام 2016، كشفت شركة الطاقة متعددة الجنسيات عن مشروع ضخم لإنتاج الإيثيلين ومشتقاته، مرتكزةً إلى تقييمات تعود إلى عام 2012، ومراهنات على انخفاض أسعار الغاز الصخري الأميركي، فضلًا عن مزايا القرب من أسواق شمال شرق أميركا.

في البداية، توقعت تقارير مستقلة أن تبلغ أرباح المشروع -قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك- قرابة 575 مليون دولار، في حين توقعت شل -لاحقًا- أن تتراوح أرباحها من مليار دولار إلى 1.5 مليار عند تشغيل المشروع بكامل طاقته.

بيد أن هذه النظرة المتفائلة كانت قاصرة، وتنطوي على مبالغات، خاصة أن قطاع الكيماويات لدى الشركة لم يحقق أرباحًا بهذا الحجم في السنوات الأخيرة، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

بالإضافة إلى ذلك، أصبح مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا درسًا آخر في قائمة المشروعات الضخمة التي تجاوزت تقديرات التكاليف والتأخيرات الزمنية، إذ قفزت تكلفته من 6 مليارات دولار إلى 14 مليارًا، ليتحول إلى أحد أضخم مشروعات البتروكيماويات تكلفة في أميركا الشمالية.

تحديات مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا

أظهر التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي أن مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا يواجه واقعًا سوقيًا صعبًا يتّسم بعدم اليقين، نتيجة عدّة عوامل:

  • فائض المعروض، وضعف الطلب.
  • تراجع معدلات التشغيل.
  • تنامي المخاطر المرتبطة بالسياسات التجارية.
  • انخفاض هوامش الأرباح.

فقد دخل مصنع شل للبتروكيماويات -الذي تبلغ طاقته الإسمية 1.5 مليون طن سنويًا من الإيثيلين و1.6 مليون طن من البولي إيثيلين- حيز التشغيل أواخر 2022، لكنه لم يعمل بكامل طاقته سوى في الربع الأول من عام 2024 بعد سنوات من التأخير، ثم تأثّر في منتصف عام 2025 بحريق أحد الأفران.

كما امتدّت الأزمات إلى المشكلات البيئية، عندما وجهت إدارة حماية البيئة في بنسلفانيا عدّة مخالفات للمشروع تتعلق بجودة الهواء والتلوث خلال مرحلة البناء والتشغيل التجريبي.

وتفاقمت الأزمة مع إغلاق جزء من المشروع في مارس/آذار (2023) لإجراء إصلاحات، قبل أن توافق الشركة في مايو/أيار (2023) على تسوية تضمنت تحمُّلها غرامة مالية.

مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا
مشروع شل للبتروكيماويات في بنسلفانيا - الصورة من سي آند إي إن

مشروع شل للبتروكيماويات يتحول إلى عبء مالي

يرى تقرير معهد اقتصادات الطاقة أن الأرباح السنوية المحتملة قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك لمشروع شل للبتروكيماويات لن تتجاوز نطاقًا يتراوح من 416 إلى 987 مليون دولار.

وأشار إلى أن العائد المتوقع ضئيل، ولن يتجاوز 4% إلى 7% استنادًا إلى استثمار بقيمة 14 مليار دولار، مع مدة استرداد تمتد من 14 إلى 34 عامًا، متجاوزًا الحدّ الأدنى لمعدلات العائد المقبولة لدى شل المتراوحة من 10 إلى 15%، فضلًا عن معدلات العوائد في المشروعات المنافسة.

ومع تفاقم التحديات التشغيلية وتدهور أوضاع السوق العالمية، أعلنت شل اتجاهها نحو تنفيذ مشروعات أقل حجمًا في 2023، قبل أن تبدأ -مؤخرًا- بالبحث عن شركاء جدد للمشروع.

وفي تعليق الشركة على نتائج أعمال الربع الثاني من 2025، قللت شل من أهمية المشروع ضمن محفظتها الاستثمارية الكبيرة.

وعمومًا، يواجه قطاع البتروكيماويات لدى شركة شل تحديات، فبعد أن بلغت إيرادات القطاع ذروتها في عام 2021 عند 16.9 مليار دولار، هبطت بحدّة بنسبة 43%، لتصل إلى 9.6 مليارًا في 2024.

ومع هذا التراجع الحادّ، تقلصت مساهمة القطاع في الإيرادات المجمعة من 6% إلى 3% بحلول 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وامتدّ ذلك إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، التي تهاوت من 2.96 مليار دولار في 2021 إلى 939 مليونًا في 2024، أي بانخفاض قدره 68%.

كما انكمشت هوامش الأرباح من 17% إلى 10%، تحت وطأة ضعف الأسعار وارتفاع تكاليف المواد الخام، ولم يحقق القطاع أرباحًا صافية معدلة منذ 2022، وسجل أرباحًا إيجابية في ربعين فقط من أصل 15 ربعًا.

ووفقًا للمؤشرات، يُتوقع أن يظل قطاع البتروكيماويات في شل عبئًا، ما لم تتحسن أوضاع السوق أو تُقدم الشركة على إعادة الهيكلة.

أحد مشروعات شل للبتروكيماويات
أحد مشروعات شل للبتروكيماويات - الصورة من موقع الشركة

تناقض في إستراتيجية شل

رغم اتخاذ شركة شل خطوات عبر التخلص من الأصول المتعثرة، فإن تحركاتها الأخيرة تكشف تناقضًا في أولوياتها الاستثمارية.

ففي مارس/آذار 2025، أقرّ الرئيس التنفيذي وائل صوان بأن قطاع البتروكيماويات لم يعد يحقق العائد المطلوب، معلنًا التوجه نحو الغاز المسال والتخارج من الأصول غير التنافسية.

غير أن هذه الخطوة اصطدمت بإعلان الشركة استثمارًا جديدًا بقيمة 4.2 مليار دولار في الصين، رغم التحديات التي تواجه قطاع البتروكيماويات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما تراجعت الشركة عن صياغة إستراتيجية واضحة للحياد الكربوني بعد 6 سنوات من النقاشات، ما يثير تساؤلات حول قدرتها على مواءمة تخصيص رأس المال مع التحولات الكبرى في سوق الطاقة.

ويتعين على الشركة إجراء اختبار انخفاض القيمة وتعزيز مستوى البيانات المالية، إلى جانب وضع خريطة طريق واضحة لإعادة تخصيص رأس المال، بحسب توصيات تقرير المعهد.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تحديات تواجه مشروع شل للبتروكيماويات في ولاية بنسلفانيا، من معهد اقتصادات الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق