بوتين يحذر من إبعاد النفط الروسي: الأسعار ستصل إلى 100 دولار للبرميل
محمد عبد السند

حذّر الرئيس فلاديمير بوتين من تداعيات إخراج النفط الروسي من السوق العالمية، مؤكدًا أن تلك الخطوة لها تأثيرات عميقة لن تسلم منها الاقتصادات العالمية.
وقال الرئيس الروسي إن أسعار النفط العالمية سترتفع بمستويات قياسية غير مسبوقة حال حرمان السوق العالمية من الخام الروسي؛ ما سيشعل اضطرابات على الأصعدة كافة، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي تحذيرات بوتين ردًا على تصريحات أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوصي فيها باحتجاز السفن التابعة لما يُسمى "أسطول الظل" الروسي.
ويرى ماكرون أن توقيف سفن الأسطول لمدة أيام أو حتى أسابيع في عرض البحر سيزيد الضغوط على موسكو عبر تعطيل الإمدادات وتجفيف منابع تمويل آلة الحرب الروسية في أوكرانيا.
وأسطول الظل هو مصطلح يشير إلى شبكة من السفن القديمة المتهالكة العاملة خارج إطار القانون الدولي، وغالبًا ما تكون غير مقيدة رسميًا.
وكانت مجموعة الدول الـ7 قد أعلنت في الآونة الأخيرة اقترابها من التوصل إلى اتفاق لتغليظ العقوبات على إيرادات موسكو النفطية التي تُعد رافدًا رئيسًا لتمويل جهود الكرملين الحربية.
أسعار النفط
قال بوتين إن محاولات طرد النفط الروسي من السوق العالمية سترفع أسعار النفط لأعلى من 100 دولار للبرميل في ضوء تنامي الاستهلاك العالمي لموارد الطاقة.
وجاءت تصريحات بوتين في معرض تعليقه على الدعوات المطالبة باحتجاز الناقلات المحملة بالنفط الروسي، على هامش مشاركته في فعاليات منتدى فالداي الدولي للحوار (the Valdai International Discussion Club) - وهو مركز أبحاث ومنتدى نقاش مقره موسكو-.
وأكد أن إخراج النفط الروسي لا يصب أبدًا في مصالح الاقتصادات العالمية، بما فيها أوروبا.
احترام القانون
قال بوتين: "خصومنا، ودعنا نلقبهم هكذا بكل لطف، دائمًا يطالبون باحترام القانون الدولي؛ ونحن من جانبنا نطالبهم باحترام القانون الدولي".
وتابع: "لا يوجد في القانون الدولي ما يجيز لأحد أن ينهب ويستولي على سفن الغير دون سند قانوني؛ ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى عواقب وخيمة".
وواصل: "وإذا كان العالم متعدد الأقطاب قد كافح من أجل مصالح الجميع، ووجد أدواتٍ للتوافق على تلك المواقف، لما كنا وصلنا إلى تلك النقطة".
في الوقت نفسه قال الرئيس الروسي: "أيًا كان ما سيحدث، فإنني على ثقة تامة بأن الطاقة العالمية ستمضي قدمًا وستستقر".
الاقتصاد العالمي يترقب
قال بوتين: "نظرًا إلى أن الاقتصاد العالمي ينمو بمعدلات مطردة، سيزيد الطلب على موارد الطاقة الرئيسة، وأخص بالذكر هنا اليورانيوم والنفط والغاز".
وتابع: "ويعني هذا أن الأسواق العالمية ستستهلك موارد الطاقة تلك بشكل أو بآخر".
وخلال أغسطس/آب الماضي لامس إجمالي صادرات موسكو من النفط الخام المنقول بحرًا نحو 3.36 مليون برميل يوميًا، تراجعًا بنحو 3% عن صادرات يوليو/تموز (2025)، البالغة 3.47 مليونًا، وفق بيانات وحدة أبحاث الطاقة.
واستحوذت الصين والهند وحدهما على 79%. من إجمالي تلك الصادرات.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد من وحدة أبحاث الطاقة- صادرات النفط الروسي المنقول بحرًا بين عامي 2024 و2025:
أميركا والسعودية وروسيا
أشار فلاديمير بوتين إلى أن الولايات المتحدة هي ثاني أكبر منتِج للنفط في العالم، تليها المملكة العربية السعودية، ثم روسيا في المرتبة الثالثة.
واستطرد: "لكن من المستحيل أن تتخيل أن غياب النفط الروسي عن المشهد سيحافظ على الوضع الطبيعي في سوق الطاقة العالمية والاقتصاد العالمي".
وأردف: "هذا لن يحدث لأنه حتى في الأحلام المفزعة، يمكن للمرء أن يتخيل أنه يمكن إخراج المنتجين والتجار الروس الذين يزوّدون السوق العالمية بحصة كبيرة من إمدادات الخام، من المعادلة، لكن هذا مستحيل لأنه سيرفع الأسعار لمستويات قياسية ربما تتجاوز 100 دولار للبرميل".
ثم تساءل بوتين متعجبًا: "هل يصب هذا في مصلحة اقتصادات الدول التي تسجل انكماشًا في الوقت الراهن، بما في ذلك الاقتصادات الأوروبية؟!".
وأردف: "لكن أيًا كان ما سيحدث، فإن احتياجات الاقتصاد العالمي تلك ما تزال تُلبى"، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن يضطلع السياسيون والمواطنون والمنظمات العامة في الدول التي يحاول قادتها مفاقمة الأوضاع، بمسؤولياتهم ويحثون قادتهم على إنقاذ الأمور ومنعها من التدهور والانزلاق في الهاوية".
يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الرئيس الروسي مخطئ في تقديره، لأن أسعار النفط، حال حظر الخام الروسي ستتجاوز 130 دولارًا للبرميل".
وأضاف الحجي، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "إكس": "مع ذلك، لا أحد في الغرب يرغب في تقليص إمدادات النفط الروسية.. تستقبل إدارة ترامب واردات النفط الروسي من الهند وتركيا ودول أخرى كأداة لتحقيق أهداف أخرى".
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الروسي بين الصين والهند.. ضغوط ترمب تعيد رسم المسار
- النفط الروسي مرفوض أوروبيًا بدءًا من 2028.. هل ينجح سيناريو البديل الأميركي؟
- إمدادات إضافية من النفط الروسي إلى الصين
اقرأ أيضًا..
- المفاعلات النووية الصغيرة تشهد جهودًا عالمية لتشغيل السفن
- إنتاج النفط في نيجيريا ينخفض 283 ألف برميل
- انتكاسة.. عقود طاقة الرياح البحرية تنخفض 70% في 2025
المصدر: