رئيسيةأخبار الغازغاز

المغرب يتفاوض مع تركيا لاستئجار سفينة إعادة تغويز.. صفقة مماثلة لمصر

سامر أبووردة

يجري المغرب محادثات مع تركيا لاستئجار وحدة عائمة لإعادة التغويز، في خطوة قد تعزّز حضور أنقرة في أسواق الغاز الإقليمية، بعد نجاحها في إبرام صفقة مماثلة مع مصر في وقت سابق من هذا العام.

وقال وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، في مقابلة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن بلاده بدأت مؤخرًا استعمال سفنها العائمة لتخزين الغاز المسال وإعادة تغويزه لأغراض التصدير، مشيرًا إلى أن النقاشات مع الرباط تأتي ضمن هذا التوجّه.

وأضاف بيرقدار: "هناك مشروع يتعلّق بمصر الآن، ونبحث مشروعًا مماثلًا مع المغرب، لأن أشهر الصيف هي أيضًا توقيت تزداد فيها احتياجاته من الغاز، وبالنسبة إلينا، نستهلك في فصل الصيف نحو 30% من الغاز المنتج محليًا".

ورغم أن الوزير لم يكشف عن تفاصيل إضافية بشأن المفاوضات أو عقود التأجير المرتقبة مع المغرب، فإن الخطوة تمثّل استمرارًا لإستراتيجية تركية تهدف إلى تصدير خبرتها وبنيتها التحتية في قطاع الغاز المسال، اعتمادًا على أسطولها المتنامي من السفن العائمة.

سفينة عائمة لتخزين الغاز وإعادة تغويزه

تأتي التطورات بعد أن وقّعت تركيا في مايو/أيار 2025 صفقة غير مسبوقة مع مصر، لتأجير سفينة عائمة لتخزين الغاز وإعادة تغويزه (FSRU) من أسطول شركة الطاقة الحكومية التركية "بوتاش".

وأعلن الوزير بيرقدار، حينها، عقب اجتماعه مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس كريم بدوي، أن الاتفاق يشكّل المرة الأولى التي تعمل فيها وحدة تركية من هذا النوع خارج البلاد، في خطوة عدّها معلمًا بارزًا في التعاون بين القاهرة وأنقرة.

وبحسب الاتفاق، يُنتظر نشر الوحدة العائمة في ميناء سوميد قرب الإسكندرية في الربع الأخير من عام 2026، لتحلّ محل سفينة "هوغ غاليون" المتعاقد عليها منذ سنوات، التي ينتهي عقدها في فبراير/شباط 2026.

وأوضح بيرقدار أن صفقة سفينة الغاز مع القاهرة تُتيح تطبيق نموذج مرن وفعّال يُسهم في تأمين إمدادات الغاز الطبيعي للبلدين، مؤكّدًا أنها تفتح صفحة جديدة في علاقات الطاقة الثنائية.

من مراسم توقيع الصفقة
من مراسم توقيع الصفقة- الصورة من حساب وزير الطاقة التركي على إكس

اهتمام تركي بالسوق المغربية

أبدت شركة "كارباورشيب" اهتمامًا بسوق الغاز المسال في المغرب؛ إذ ترى الشركة أن الحلول العائمة، سواء لتوليد الكهرباء أو لإعادة التغويز، تمثّل أداة انتقالية مهمة لتأمين إمدادات الطاقة في البلاد حتى اكتمال مشروع خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب.

وأوضح نائب رئيس مبيعات كارباورشيب في أفريقيا، علي حجيج، في تصريحات سابقة، أن توليد الكهرباء عبر محطات عائمة يمكن أن يكمّل أهداف الطاقة الخضراء الطموحة للمملكة التي تسعى إلى رفع حصة مصادر الطاقة المتجددة إلى 52% من إجمالي القدرة المركّبة بحلول عام 2030.

وتشغّل كارباورشيب أكثر من 17 محطة عائمة حول العالم، بينها 10 دول أفريقية، بطاقة تتجاوز 1700 ميغاواط، ما يجعلها أحد أبرز اللاعبين في قطاع الكهرباء العائم.

محطات كهرباء عائمة
محطة كهرباء عائمة تابعة لشركة كارباروشيب - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

أهمية الصفقات

تسعى تركيا من خلال المبادرات إلى تثبيت موقعها لاعبًا محوريًا في تجارة الغاز الإقليمية، مستفيدةً من خبرتها في تشغيل أسطول متنوع من وحدات التخزين وإعادة التغويز الذي يمنحها قدرة على التوسع خارج حدودها.

وفي المقابل، يوفّر للمغرب خيارًا عمليًا لتأمين إمدادات الغاز على المدى القصير، مع مرونة في الشراء من أسواق متعددة، ريثما تُستكمل مشروعات البنية التحتية طويلة الأجل مثل أنبوب الغاز المغربي-النيجيري.

وتتماشى الخطوات مع إستراتيجية الرباط في تنويع مصادر الطاقة؛ إذ تراهن على مزيج يجمع بين الطاقات المتجددة والغاز الطبيعي، لتأمين الإمدادات وضمان استقرار منظومة الكهرباء، ولا سيما في أوقات الذروة الصيفية.

وبينما لم تُعلَن بعد تفاصيل المفاوضات التركية المغربية بشأن وحدة إعادة التغويز، فإن المؤشرات الحالية تعكس توجهًا متسارعًا نحو تعزيز التعاون في قطاع الغاز، مع احتمالية أن تشهد الشهور المقبلة إعلان اتفاق رسمي، يُضاف إلى سجل أنقرة المتنامي من صفقات الغاز الإقليمية.

وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار- الصورة من وكالة رويترز

الخلاصة..

بهذا، يظهر أن تركيا لم تكتفِ بتأجير وحداتها لمصر، وإنما تتحرك لتكرار التجربة مع المغرب، في وقت تواصل فيه سوق الغاز المسال لعب دور حاسم في تأمين احتياجات الطاقة لدول المنطقة.

ومن شأن أيّ اتفاق مقبل أن يعزّز مكانة أنقرة بصفتها لاعبًا رئيسًا في خريطة الطاقة المتوسطية والأفريقية، ويمنح المغرب حلًا مرنًا لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والغاز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق