شواحن المركبات الكهربائية ثنائية الاتجاه تعزّز إمدادات الشبكة العامة (تقرير)
نوار صبح

- بطاريات الشاحنات تُعيد الكهرباء المُخزّنة إلى شبكة التوزيع المحلية خلال أوقات ذروة الطلب
- بطاريات المركبات يُمكن أن تؤدي دورًا حاسمًا في تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية
- برامج "من المركبة إلى الشبكة" تُظهر إمكانات واعدة بفضل سعة التخزين الهائلة
- ولاية أستراليا الغربية تُجري التجربة الأولى من نوعها لتقنية "من المركبة إلى الشبكة"
تُسهم شواحن المركبات الكهربائية ثنائية الاتجاه في تعزيز إمدادات الشبكة العامة، حسبما أثبتت بعض التجارب الحديثة في الولايات المتحدة وأستراليا.
في هذا الإطار، تُشغّل "صن ران" (Sunrun)، الشركة الأميركية الرائدة في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية وتخزين الطاقة للمنازل، أول برنامج في البلاد، لربط المركبات بالشبكة الكهربائية، بالشراكة مع شركة "بالتيمور غاز آند إلكتريك كومبني" (BGE).
ويُسجّل هذا البرنامج التجريبي مجموعة من شاحنات فورد لايتنينغ الكهربائية في برنامج شبكة كهربائية، إذ تُعيد بطاريات الشاحنات الكهرباء المُخزّنة إلى شبكة التوزيع المحلية خلال أوقات ذروة الطلب على الكهرباء في الصيف والخريف.
وحسب تغطية تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُمكن لمالكي شاحنات فورد لايتنينغ، عبر استعمال شواحن السيارات الكهربائية ثنائية الاتجاه، شحن الكهرباء وتفريغها من بطارياتهم.
تقاسم الطاقة المُخزّنة مع الشبكة الكهربائية
قال مدير حلول الطاقة النظيفة لدى شركة "بالتيمور غاز آند إلكتريك كومبني"، ديفيست غوبتا: "من خلال تقاسم الطاقة المُخزّنة مع الشبكة الكهربائية عند الحاجة إليها، تُحسّن هذه المركبات نظام الطاقة لدينا، وتُساعد حتى في خفض تكاليف الكهرباء للعملاء".
وابتداءً من يوليو/تموز 2025، وصّلت شاحنات إف-150 لايتنينغ المُسجّلة الكهرباء إلى الشبكة بين الساعة الخامسة والتاسعة مساءً خلال أيام الأسبوع.
وحصل العملاء المشاركون على مبلغ بناءً على كمية الطاقة المُتقاسمة، بحد أقصى 1000 دولار أميركي لموسم الربط الذي يستمر حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025.
وقال أحد سكان مدينة باليتمور في ولاية ميريلاند الأميركية، مورغان غروف: "اشتريتُ شاحنة فورد إف-150 لايتنينغ لعدة أسباب، أحدها القدرة على تشغيل منزلنا في أثناء انقطاع التيار الكهربائي. الآن، يُمكنني كسب المال عن طريق توصيل الطاقة مباشرةً إلى شبكة الكهرباء".
وفي الوقت نفسه، يضم هذا البرنامج التجريبي الصغير 3 عملاء مُشاركين، ويُمثل سابقةً على مستوى البلاد، وفق أحدث متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة.
وقالت الرئيسة التنفيذية لشركة "صن ران"، ماري باول: "يُظهر هذا الدور الحاسم الذي يُمكن أن تؤديه بطاريات المركبات الكهربائية في تشغيل شبكة الكهرباء الوطنية، ما يُسرّع من استقلالية الولايات المتحدة في مجال الطاقة وسيطرتها".
وأضافت: "بالإضافة إلى إظهار كيف يُمكن للسيارات الكهربائية تشغيل المنازل، وإضافة التغذية إلى شبكة الكهرباء، ومساعدة شركات المرافق على تلبية الطلب على الكهرباء في أوقات الذروة، يُوفّر هذا البرنامج فرص دخل إضافية للعملاء".

إمكانات برامج "من المركبة إلى الشبكة"
تُظهر برامج "من المركبة إلى الشبكة" إمكانات واعدة بفضل سعة التخزين الهائلة التي يُمكن الاستفادة منها. ففي حين تتراوح سعة البطارية المنزلية غالبًا بين 10 و15 كيلوواط/ساعة، فإن بطارية فورد لايتنينغ أكبر بـ10 مرات تقريبًا، إذ تتراوح سعتها بين 98 و131 كيلوواط/ساعة.
وأشارت دراسة أجراها المختبر الوطني للطاقة المتجددة إلى أنه حتى مع معدلات المشاركة المنخفضة التي تتراوح بين 12% و43%، فإن سوق المركبات إلى الشبكة قد تمثّل سعة تقنية تتراوح بين 32 و62 تيراواط/ساعة على مستوى العالم بحلول عام 2050.
وهذا أعلى بكثير من 3.4 إلى 19.2 تيراواط/ساعة من التخزين التي حدّدتها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، لتكون مطلوبة بحلول عام 2050، من أجل تحقيق نظام طاقة محايد كربونيًا.
اختبار شحن ثنائي الاتجاه من المركبة إلى الشبكة
أكملت شركة هورايزون باور (Horizon Power)، وهي مزوّد الطاقة الإقليمي المملوك لولاية أستراليا الغربية، تجربةً استمرت 12 شهرًا لاختبار شحن ثنائي الاتجاه من المركبة إلى الشبكة في بلدة إكسماوث، على بُعد 1252 كيلومترًا شمال مدينة بيرث.
وكانت هذه التجربة الأولى من نوعها في أستراليا الغربية ضمن "خطة عمل المركبات الكهربائية" لدى حكومة الولاية، وقد أثبتت قدرة تقنية من "المركبة إلى الشبكة" على إدارة تدفق الكهرباء ثنائي الاتجاه بنجاح.

وصرّحت وزيرة الطاقة وإزالة الكربون في ولاية أستراليا الغربية، أمبر-جيد ساندرسون، بأن "التجربة تُمثّل إنجازًا مهمًا في مسيرة تحول الولاية نحو الطاقة النظيفة، وفي اختبار التقنية التي قد تجعل الشحن ثنائي الاتجاه ممكنًا في أستراليا الغربية".
وأكدت النتائج لشركة "هورايزون باور" قدرة تقنيتها على إدارة شحن السيارات الكهربائية وتفريغها بذكاء؛ ما يساعدها في الحفاظ على استقرار الشبكة، مع تمهيد الطريق لمنتجات طاقة مرنة تلبي احتياجات العملاء، وفقًا لساندرسون.
وأكدت أن "نجاح هذه التجربة يشكّل أساسًا قويًا لدمج السيارات الكهربائية في أنظمة الكهرباء لدينا".
وأضاف ساندرسون أنه بالإضافة إلى المساعدة في استقرار الشبكة، تتمتع السيارات الكهربائية بالقدرة على تشغيل المنازل وخفض فواتير الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- السيارات الكهربائية وأنظمة تسخين الماء تدعم استقرار الشبكة بمدن أستراليا (تقرير)
- نظام لشحن السيارات الكهربائية يستعمل ألواحًا كهروضوئية وخلية وقود هيدروجيني
- السيارات الكهربائية تغذّي الشبكة في أستراليا.. ميزة عكسية للمرة الأولى عالميًا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: أوبك بريئة من تسريح عمال شركات النفط الكبرى
- الطلب على الغاز عالميًا قد يتجاوز 4.8 تريليون متر مكعب (تقرير)
- مادة جديدة ترفع كفاءة الخلايا الشمسية لأكثر من 20% (دراسة)
المصادر:
- "بطاريات شاحنات فورد لايتنينغ الكهربائية تُغذي شبكة الكهرباء في ماريلاند"، من مجلة "بي في ماغازين".
- "ولاية أستراليا الغربية تُكمل بنجاح تجربة شحن المركبات إلى الشبكة الكهربائية"، من مجلة "بي في ماغازين".