التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

تغير المناخ يواجه مقاومة غير متوقعة من غابات الأمازون (دراسة)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • الأشجار الكبيرة أكثر قدرة على التكيف مع تغيرات المناخ مما كان يُعتقد سابقًا
  • النباتات الاستوائية السليمة تعمل بصفتها مصرف كربون فاعلًا رغم ارتفاع درجات الحرارة
  • بوليفيا تواصل إزالة الأشجار بمعدلات مثيرة للقلق لزراعة فول الصويا وتربية الماشية
  • أفضل مناطق الغابات حمايةً ما تزال حليفةً مهمةً في النضال من أجل استقرار المناخ

كشفت دراسة حديثة عن دور إيجابي للغابات المطيرة -خاصة أشجارها الكبيرة- في الحد من تداعيات تغير المناخ، من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي واحتجازه.

وتشهد غابات الأمازون نمو الأشجار وازدياد أعدادها، وفقًا لدراسة جديدة تُظهر كيف يمكن للغابات المطيرة السليمة المساعدة في احتجاز ثاني أكسيد الكربون في اللحاء والجذع والفروع والجذور.

وقال العلماء إن الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر بلانتس"، خلال سبتمبر/أيلول 2025، تمثّل دليلًا مشجعًا به على أن الأشجار الكبيرة تُظهر قدرة على التكيف مع تغير المناخ مما كان يُعتقد سابقًا، بحسب التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأوضحوا أن النباتات الاستوائية السليمة ما تزال تعمل بصفتها مصرف كربون فاعلًا على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الشديد.

احتجاز الكربون في غابات الأمازون

حذّر الباحثون من أن احتجاز الكربون في غابات الأمازون مُعرّض للخطر بصورة متزايدة، بسبب الحرائق وتجزئة الأراضي وتجريفها الناجم عن توسع الطرق والمزارع.

وقال أستاذ علم البيئة الاستوائية في كلية الجغرافيا بجامعة ليدز، البروفيسور أوليفر فيليبس: "إنها أخبار جيدة بالتأكيد".

وأضاف: "تنطبق نتائجنا فقط على الغابات السليمة الناضجة، وهو المجال الذي نراقبه من كثب".

وأردف: "تشير هذه النتائج إلى أن غابات الأمازون تتمتع بقدرة ملحوظة على الصمود في وجه تغير المناخ، وأخشى أن هذا قد لا يُجدي نفعًا إلا إذا تمكنا من وقف إزالة الغابات".

يأتي هذا التحذير في الوقت الذي تخطّط فيه البرازيل لتمهيد طريق رئيس -الطريق السريعة "بي آر-319"- عبر وسط الأمازون، بالقرب من إحدى آخر المناطق التي لا تزال تضم مساحات شاسعة من الغابات البكر.

من ناحية ثانية، تواصل بوليفيا إزالة الأشجار، بمعدلات مثيرة للقلق؛ بهدف زراعة فول الصويا وتربية الماشية.

محمية غابات "أدولفو دكي" للغابات بالقرب من مدينة مانوس فيالبرازيل
محمية غابات "أدولفو دكي" للغابات بالقرب من مدينة مانوس في البرازيل - الصورة من مونغاباي

نضال الأشجار ضد تغير المناخ

أجرى الدراسة ما يقرب من 100 باحث من 60 جامعة في البرازيل والمملكة المتحدة وغيرهما؛ إذ فحصوا التغيرات في الغابات في 188 قطعة أرض في الأمازون على مدار الأعوام الـ30 الماضية.

ووجد الباحثون أن متوسط ​​المقطع العرضي لجذوع الأشجار يزداد سمكًا بنسبة 3.3% كل عقد، مع تسجيل أكبر زيادة في الأشجار الأكبر حجمًا.

ويُعزى هذا التوسع إلى ارتفاع كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، نتيجةً لحرق الغاز والنفط والفحم من قِبل الإنسان، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويمكن للأشجار الكبيرة، مثل الكاستانهيراس (أشجار الجوز البرازيلي)، والسوماوماس (الكابوك)، وأنجيليم فيرميلهو، أن ترتفع فوق 30 مترًا، ما يجعلها تهيمن على غطاء الأشجار وتقود المنافسة بين النباتات على الضوء والماء والمغذيات اللازمة لعملية التمثيل الضوئي.

وتُبرز النتائج كيف أن أفضل مناطق الغابات حمايةً ما تزال حليفةً مهمةً في النضال من أجل استقرار المناخ، على الرغم من أنها وحدها لا تكفي للتعامل مع جميع ثاني أكسيد الكربون الإضافي الذي يُضخ في الهواء عالميًا من السيارات والمصانع ومحطات الكهرباء.

منع إزالة الغابات

تسلط الدراسة الضوء على أهمية منع إزالة الغابات، فقد تحولت مناطق الأمازون التي تضررت بشدة جراء الأعمال الزراعية والبنية التحتية -ومعظمها في الجنوب الشرقي- من مصارف للكربون إلى مصادر له.

وتُعدّ الأشجار الكبيرة أكثر عرضة للرياح القوية والحرائق والجفاف إذا كانت معزولة أو تُركت على حافة الحدود بين الغابات والأراضي الزراعية أو المراعي.

ولعقود من الزمن، كان يُفترض أن الأشجار الضخمة -حتى في الغابات الكثيفة- ستموت بسرعة أكبر مع ارتفاع درجات الحرارة؛ إذ كان يُعتقد أن جذورها ضحلة نسبيًا مقارنة بحجمها.

وتُظهر الدراسات الحديثة أن العديد منها له جذور رقيقة جدًا يمكنها امتصاص الماء من أعماق أكبر بكثير.

ولم يتضح بعد كيف تأثرت اتجاهات الوفيات بالجفاف الشديد الذي ضرب معظم مناطق الأمازون في السنوات القليلة الماضية.

حرائق غابات الأمازون المطيرة في البرازيل
حرائق غابات الأمازون المطيرة في البرازيل – الصورة من رويترز

وقالت إحدى المشاركات في الدراسة الجديدة، الأستاذة لدى قسم علم البيئة الحرجية العالمية بكلية الجغرافيا وعلوم الأرض والبيئة في جامعة كامبريدج، أدريان إسكيفيل-مولبرت: "إن الأشجار الكبيرة كانت مهمة بشكل غير متناسب لعمل النظام الحيوي".

وأوضحت أنه "على الرغم من أنها لا تمثّل سوى 1% من الأشجار في الغابة، فإنها كانت مسؤولة عن 50% من دورة الكربون وتخزينه، وربما نسبة مماثلة من دورة المياه".

وأضافت: "تُصبح الغابات أكثر جفافًا بعد موت الأشجار الكبيرة، ويؤثر ذلك في بنية الغابة، ويستغرق الأمر وقتًا طويلًا لاستعادة عافيتها؛ لأن الأشجار الكبيرة تستغرق وقتًا طويلًا في النمو".

وأردفت: "من المأمول أن نجدها تتزايد حجمًا وعددًا في جميع أنحاء الأمازون".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. "الأشجار الكبيرة في الأمازون أكثر مقاومة لتغيرات المناخ مما كان يُعتقد سابقًا،" من "الغارديان"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق