رئيسيةتقارير الطاقة المتجددةطاقة متجددة

توتال إنرجي تتخلص من الطاقة المتجددة.. تفاصيل 48 ساعة ساخنة

أسماء السعداوي

على مدار الـ48 ساعة الماضية، اتخذت شركة توتال إنرجي الفرنسية خطوات إلى الوراء من أصولها بقطاع الطاقة المتجددة في أميركا الشمالية وأوروبا.

وفي الوقت نفسه، كشفت الشركة خطة لزيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي بنسبة 3% سنويًا بحلول عام 2030، والتدفق النقدي المتوقع لقطاع الغاز المسال بأكثر من 70% بحلول نهاية هذا العقد، وفق 3 بيانات صحفية حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ووسط الشكوك والقيود التنظيمية التي تعرقل نمو الطاقة المتجددة، تُعوّل الشركة على مشروعات نفط وغاز في دول على رأسها العراق وقطر والولايات المتحدة لدعم مالياتها المنتشرة في نحو 120 دولة حول العالم.

وبفضل سياسة الانضباط المالي و"انتقاء" الإنفاق على الطاقة منخفضة الكربون، قررت توتال منح الأولوية لتوزيع الأرباح على المساهمين بدعم من مشروعات الوقود الأحفورية عالية الربح، ولا سيما حقل الشمال القطري.

بيع أصول الطاقة المتجددة

تتوافق تحركات شركة توتال إنرجي لبيع أصول الطاقة المتجددة مع نموذجها المتكامل لقطاع الكهرباء الذي يضم مشروعات طاقة شمسية ورياح برية وبحرية وبطاريات تخزين الكهرباء ومحطات الغاز العاملة بتوربينات الدورة المركبة.

ويستهدف النموذج زيادة ربح القطاع بنسبة 12% من خلال التخارج من نصف أصولها المتجددة فور وصولها لتاريخ التشغيل التجاري وإزالة المخاطر منها، بما يسمح للشركة بتعظيم قيمة تلك الأصول وإدارة المخاطر.

وتدعم تلك الآلية طموح توتال للتوسع بقطاع الطاقة المتجددة، مع الحفاظ على الانضباط المالي، وهو طريق سلكته أيضًا شركات النفط الكبرى مثل شل متعددة الجنسيات وإيني الإيطالية عبر تقاسم ملكية أصول الطاقة المتجددة مع مستثمرين ماليين، لتجمع بالنهاية بين مستهدفات الوفاء بأهداف تحول الطاقة ومرونة الميزانية العمومية.

مزرعة رياح برية
مزرعة رياح برية- الصورة من موقع شركة توتال إنرجي

وفي 29 سبتمبر/أيلول المنقضي (2025)، أعلنت توتال إنرجي بيعها 50% من أصولها للطاقة الشمسية في أميركا الشمالية إلى شركة الاستثمار العالمية "كيه كيه آر" (KKR).

يصل إجمالي سعة حافظة "توتال" للطاقة الشمسية في أميركا إلى 1.4 غيغاواط (1.3 غيغاواط+ 41 أصول توليد موزعة)، بعدد 6 مشروعات، قُدِّرت قيمتها بـ1.25 مليار دولار.

وستحصل الشركة الفرنسية على 950 مليون دولار بعد إتمام صفقة البيع وإعادة التمويل المصرفي في الصفقة التي يتركز معظم أصولها في الولايات المتحدة.

ورغم تخلُّصها من ملكية 50% من تلك الأصول، ستحتفظ توتال إنرجي بدور المشغّل، كما ستتولى التسويق لبيع إنتاج الكهرباء من بعض تلك المشروعات.

وربما يعكس ذلك حالة عدم اليقين التي تحيط بقطاع الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة عقب عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسلطة، وخاصة بعد تخلُّصه من قانون خفض التضخم الذي عزّز حافظة توتال للطاقة المتجددة خلال مدة حكم الرئيس السابق جو بايدن.

وبالأمس (30 سبتمبر/أيلول)، أعلنت توتال إنرجي اكتمال صفقة بيع 50% من أصولها للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في فرنسا بسعة إجمالية 270 ميغاواط لصناديق استثمارية تديرها "إيفل انفستمنت غروب" (Eiffel investment Group).

وقُدِّرت القيمة الإجمالية للأصول عند 265 مليون يورو، بما يعادل 311.5 مليون دولار، وستتولى "توتال" إدارة الأصول وتسويق معظم إنتاجها.

(اليورو يعادل 1.18 دولارًا أميركيًا).

وفي مايو/أيار (2025)، باعت توتال 50% من شركتها "بولسكا غروبا بيوغازوفا" (Polska Grupa Biogazowa) لإنتاج الغاز الحيوي في بولندا لشركة الاستثمارات النرويجية "هاي تيك فيجن" (HitecVision).

وحتى نهاية النصف الأول من 2025، وصل إجمالي السعة المركبة لمشرعات الطاقة المتجددة لدى توتال إنرجي إلى أكثر من 30 غيغاواط، مع هدف زيادة تلك السعة إلى 35 غيغاواط بحلول نهاية هذا العام، وإنتاج أكثر من 100 تيراواط/ساعة من الكهرباء بحلول عام 2030.

الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه
الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي باتريك بويانيه- الصورة من الموقع الرسمي

إستراتيجية توتال إنرجي

في إعلان إستراتيجية توتال إنرجي حتى عام 2030، ركّزت الشركة على هدفَي خفض الإنفاق وزيادة إنتاج النفط والغاز لقيادة نمو عوائد المساهمين.

وأول أمس الإثنين 29 سبتمبر/أيلول، كشف الرئيس التنفيذي للشركة باتريك بويانيه أهداف الخطة، ممثلةً في النقاط التالية:

  • زيادة إنتاج الطاقة (النفط والغاز والكهرباء) بنسبة 4% سنويًا.
  • زيادة إنتاج النفط والغاز بنسبة 3% بالمقارنة بعام 2024.
  • زيادة إنتاج الكهرباء بنحو 20% سنويًا، ما سيؤدي لنمو يتراوح بين 100 إلى 120 تيراواط/ساعة سنويًا، تشكّل الطاقة المتجددة منها 70% والغاز 30%.
  • استمرار التركيز على مشروعات التنقيب والإنتاج ذات هوامش الأرباح العالية.
  • تحقيق وفورات بقيمة 7.5 مليار دولار من خلال تقليص نفقات رأس المال والتشغيلية.
  • تخفيض مستهدفات صافي النفقات الرأسمالية بمقدار مليار دولار إلى 116 مليار في 2026، وما يتراوح بين 15 و17 مليار سنويًا بين عامي 2027 و2030.
  • اتّباع نهج انتقائي بشأن النفقات الرأسمالية لمشروعات الطاقة منخفضة الكربون، لتمثّل 4 مليارات دولار فقط، بما في ذلك 3 إلى 4 مليارات لقطاع أعمال الكهرباء المتكاملة.
  • خفض انبعاثات التشغيل بنسبة 50% من النطاقين 1 و2 في 2030، مقارنة بعام 2015، وكذلك خفض انبعاثات الميثان بنسبة 80% مقارنة بعام 2020.

وبدعم من بدء مشروعات بحافظة أعمالها "الثرية"، تقول توتال إنرجي، إن 95% من نمو إنتاج النفط والغاز المتوقع بحلول 2030 إمّا قيد التشغيل أو التطوير حاليًا.

وفي 2025 و2026، سيتجاوز نمو قطاع النفط والغاز بنسبة 3% سنويًا بدعم من بدء تشغل مشروعات نفطية عالية هوامش الربح قبالة سواحل الولايات المتحدة والبرازيل والعراق وأوغندا ومشروعات غاز طبيعي وغاز مسال في قطر وماليزيا.

ومن المتوقع نمو التدفق النقدي لقطاع الغاز المسال بأكثر من 70% بحلول عام 2030، من 70 دولارًا للبرميل و8 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية في عام 2024.

وسيدعم ذلك نمو المبيعات بنسبة 50% في مشروع ريو غراندي بالولايات المتحدة وحقل الشمال القطري، كما ستطور الشركة الفرنسية مشروعات توليد الكهرباء بالغاز في دول، على رأسها أميركا وأوروبا.

وبفضل الانضباط في السياسة الاستثمارية وتوقعات نمو التدفق النقدي الحر بنحو 10 مليارات دولار بحلول 2030 مقارنة بعام 2024، قرر مجلس إدارة الشركة منح الأولوية لتوزيعات الأرباح.

وشدد على سياسة أن تشكّل عوائد حملة الأسهم أكثر من 40% من التدفق النقدي التشغيلي السنوي، بغضّ النظر عن أسعار الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. توتال إنرجي تتخلص من أصول طاقة شمسية في أميركا الشمالية
  2. توتال إنرجي تتخلص من أصول طاقة متجددة في فرنسا
  3. إستراتيجية توتال إنرجي بحلول عام 2030
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق