سلايدر الرئيسيةتقارير الهيدروجينهيدروجين

تطورات الهيدروجين الأخضر في المغرب.. ماذا قال 4 مسؤولين؟

مراكش - أحمد شوقي

ترتكز خطة الهيدروجين الأخضر في المغرب على 3 محاور رئيسة، من شأنها تحقيق طموحات المملكة في احتلال موقع الريادة بإنتاج الوقود الأخضر الذي يُنظر إليه بكونه من أهم الحلول لمواجهة الانبعاثات في العديد من القطاعات.

وفي هذا السياق، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب الدكتورة ليلى بنعلي أهمية الهيدروجين في رحلة تحول الطاقة العالمي، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن زخم مشروعات الهيدروجين بدأ يتراجع، نظرًا لعدم تطوير العديد من المشروعات، وأيضًا التكلفة المرتفعة.

وانطلقت اليوم الأربعاء 1 أكتوبر/تشرين الأول (2025) الدورة الخامسة من القمة العالمية للهيدروجين الأخضر وتطبيقاته بمدينة مراكش، بحضور أكثر من 1750 مشاركًا من 40 بلدًا.

وتُنظَّم التظاهرة الدولية برعاية منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) وبإشراف وزارة الانتقال الطاقي، بشراكة مع معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، وتجمع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، وجامعة محمد السادس، والوكالة المغربية للطاقة المستدامة (مازن).

محاور إستراتيجية الهيدروجين في المغرب

تقول الوزيرة ليلى بنعلي، إن المغرب يرتكز على 3 محاور لدعم التحول إلى الهيدروجين الأخضر، كالتالي:

  • تطوير بنية تحتية غازية مستدامة لدعم التحول نحو الهيدروجين.
  • إنشاء قطب التميز بالبحث والتطوير في قطاع الهيدروجين ومشتقاته.
  • استغلال موقع المملكة بصفتها ممرًا فريدًا لتجارة الهيدروجين عالميًا.
من مراسم افتتاح فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب
الوزيرة بنعلي خلال كلمتها بافتتاح القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب (1 أكتوبر 2025)

ويخطط المغرب لإنتاج نحو 3 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا بحلول عام 2030، بالاعتماد على إمكاناته في مجال الطاقة المتجددة وتحلية مياه البحر؛ ما من شأنه تسريع تحقيق هدف الحياد الكربوني في 2050.

ووفقًا للتوقعات الرسمية، فإن الإيرادات السنوية للطلب على الهيدروجين الأخضر في المغرب ستناهز 22 مليار درهم (2.1 مليار دولار) سنويًا بحلول 2030، وسترتفع إلى 330 مليار درهم (31.2 مليار دولار) بحلول 2050.

وتسعى المملكة للاستفادة من قُدراتها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وواجهتها البحرية لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، مستهدفةً تلبية أكثر من 4% من الاحتياجات العالمية.

وأعلنت المملكة، في مارس/آذار 2024، تخصيص مليون هكتار لدعم الاستثمار بقطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب، ضمن مرسوم "عرض الهيدروجين" الذي يوضّح توجُّه المملكة في هذا المجال.

وتعهّد "عرض الهيدروجين" الذي أطلقته حكومة الرباط خلال 2024 بتخصيص ما يصل إلى مليون هكتار (10 آلاف كيلومتر مربع) من الأراضي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، في قطع تتراوح مساحتها بين 100 و300 كيلومتر مربع.

وخلال المرحلة الأولى، ستُوفَّر 300 ألف هكتار لصالح المستثمرين، تُوزَّع على قطع أراضٍ تتراوح مساحتها بين 10 آلاف و30 ألف هكتار، وفق حجم المشروعات المرتقبة.

تحويل الطموح إلى واقع

قال مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، الدكتور سمير الرشيدي، إن قمة الهيدروجين تُعقَد في لحظة حاسمة يمرّ بها هذا القطاع، وتحويل الطموح الحالي إلى واقع.

وأضاف: "بالفعل هناك العديد من مشروعات الهيدروجين تتقدم بشكل جيد، إذ توجد قيد التنفيذ حاليًا مشروعات تجاوز قيمتها 100 مليار دولار".

وأوضح أنه في ضوء مستقبل الوقود الأخضر، يُجري معهد البحث في الطاقة الشمسية العديد من الدراسات، ويتعاون في عدد من المشروعات مع الوكالة الفرنسية للتنمية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، لدعم خطط التحول الطاقي.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للوكالة المغربية للطاقة المستدامة، طارق أمزيان مفضل، إن مشروعات الهيدروجين حاليًا في مرحلة البداية، وستستمر بالمرحلة نفسها التي مرّت بها الطاقة الشمسية قبل 10 سنوات، ما يدعو للمزيد من التمويل والاستثمار في هذا القطاع الواعد.

من مراسم افتتاح فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب
من مراسم افتتاح فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب (1 أكتوبر 2025)

وشدّد "مفضل" على أن هذه المشروعات ستعزز الاقتصاد المحلي، خاصة في في المناطق الصحراوية، وهو ما يتطلب وجود إطار قانوني محفّز للاستثمارات في هذا القطاع.

وقال: "أتفق مع الدكتورة ليلي بنعلي في ضرورة تعزيز البنية التحتية للغاز والاعتماد عليه لضمان الاستدامة، وعدم الاعتماد كليًا على الطاقة المتجددة".

وأشار رئيس تجمع الهيدروجين الأخضر في المغرب، محمد يحيى، إلى ضرورة أن يسعى المغرب إلى التحول الأخضر محليًا، ولا يجوز توجيه كل الوقود الأخضر المحتمل مثل الميثانول والفولاذ الأخضر وغيرها من المنتجات الخضراء إلى التصدير فقط.

وقال: "من المهم استغلال المنتجات الخضراء في قطاعات لدعم الزراعة والصناعة، وهو ما سيعزز الطلب على الهيدروجين محليًا بحلول 2030".

القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب

تأتي الدورة الخامسة من القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب لتكرِّس مكانتها منصةً إستراتيجية دولية مرجعية للحوار والتعاون والتفاوض، في خدمة ترسيخ موقع المملكة بصفته مركزًا إقليميًا وعالميًا رائدًا في مجال الهيدروجين الأخضر وتطبيقاته.

وتُعقَد الدورة في سياق توقيت حاسم من تفعيل الرؤية الوطنية، إذ ينخرط المغرب في مرحلة التفعيل العملي لطموحه في مجال الهيدروجين عبر اختيار أول الاستثمارات وإطلاق مشروعات في إطار "عرض المغرب"، باستثمارات إجمالية تناهز 319 مليار درهم (32 مليار دولار).

وأعطت لجنة ‏القيادة المكلّفة بـ"عرض المغرب"، مؤخرًا، موافقتها على توقيع عقود أولية لحجز الأراضي لصالح 5 مستثمرين وطنيين ودوليين، تمّ اختيارهم خلال اجتماع بتاريخ 6 مارس/آذار 2025، لإنجاز 6 مشروعات، في الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة.

وتشمل المشروعات إنتاج الأمونيا الخضراء، والوقود الصناعي المستدام، والحديد والصلب منخفض الكربون، بما يترجم إرادة المغرب في تعزيز موقعه بين كبار الفاعلين في اقتصاد الجزيئات الخضراء، وتقديم شريك موثوق وتنافسي ورؤيوي للمجتمع الدولي.

ولا يقتصر دور القمة على كونها منصة للتفكير، بل تُعدّ "قمة لإبرام الصفقات"، إذ يجري وضع هياكل التمويل، وإطلاق الشراكات، وحسم القرارات الإستراتيجية.

من مراسم افتتاح فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب
من مراسم افتتاح فعاليات القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب (1 أكتوبر 2025)

ويتضمن برنامج القمة العالمية للهيدروجين الأخضر في المغرب جلسات رفيعة المستوى وندوات، تشمل 13 ندوة ضمن البرنامج الرئيس، إضافة إلى 10 ندوات علمية تتناول القضايا المركزية للانتقال الطاقي، ومنها:

  • هيكلة النماذج الاقتصادية والمالية، بما في ذلك عقود البيع على المدى الطويل وآليات تقليص المخاطر.
  • تطوير البنى التحتية الأساسية: المواني، الأنابيب، قدرات التخزين، شبكات الكهرباء، تحلية المياه.
  • دفع الابتكار العلمي والتكنولوجي في مجالات التحليل الكهربائي وإنتاج الأمونيا والميثانول الأخضر وحلول تخزين ونقل الهيدروجين.
  • تثمين البحث التطبيقي الموجه نحو السوق، من أجل ربط الابتكار بالاحتياجات الصناعية.

وتحتضن مراكش الدورة العاشرة من المؤتمر العلمي الدولي للطاقات المتجددة والتكنولوجيا والعلوم المستدامة، الذي يجمع نخبة من الباحثين والخبراء الدوليين حول التكنولوجيات المتقدمة في الطاقات المتجددة، والتخزين، وتثمين ثاني أكسيد الكربون، والذكاء الاصطناعي المطبَّق في مجال الطاقة.

كما تسلّط القمة الضوء على الرأسمال البشري من خلال مبادرة تمكين الكفاءات، المنظمة بشراكة مع المؤسسة المغربية للتعليم من أجل التشغيل، والتي تعكس القناعة بأن نجاح اقتصاد الهيدروجين الأخضر رهين بإعداد كفاءات الغد وتأهيلها.

تقول الوزيرة ليلى بنعلي: "هذه القمة ليست مجرد واجهة طموحات، بل هي إطار للفعل واتخاذ القرار، إذ تُبنى التحالفات الإستراتيجية وتُرسم ملامح مستقبل طاقي مستدام".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق