التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسية

وعد بانخفاض انبعاثات الصين 10% بحلول 2035.. هل يتحقق؟ (تقرير)

نوار صبح

من المرتقب أن تنخفض انبعاثات الصين بنسبة تتراوح بين 7% و10% بحلول عام 2035، حسبما وعد رئيس البلاد، مؤخرًا.

وبحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لاقى وعد الرئيس الصيني بذلك ردودًا مرحّبة لدى أكاديميين ووكالات أنباء وصحف غربية شهيرة.

وفي غضون ساعات من هذا الإعلان، أشادت وسائل الإعلام والنخب الغربية بهذه الخطوة بوصفها لحظة تقدم عالمي.

وأصرّت وكالة "رويترز" على أن "الصين تقود الدول بخطط مناخية جديدة، متحديةً إنكار الولايات المتحدة لتغيّر المناخ،" وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن بكين "تؤكد ريادتها في مجال الطاقة الخضراء".

الترحيب بخبر خفض انبعاثات الصين

رحّب رئيس قسم فيزياء الغلاف الجوي والمحيطات والكواكب في جامعة أكسفورد البريطانية، البروفيسور مايلز ألين، بخبر خفض انبعاثات الصين في برنامج "توداي"، الذي تبثّه هيئة الإذاعة البريطانية.

وقال مايلز ألين: "بما أن الصين هي أكبر مُصدر للانبعاثات في العالم، فإنها "ستُحدِث فرقاً"، رافضًا كلام المشككين بحجّة أن الصينيين "عادةً ما يُقدّمون أداءً أفضل من وعودهم".

وأوضح مدير الحملة لدى مجموعة "نت زيرو ووتش"، (Net Zero Watch)، المعنية بشؤون تغير المناخ، موريس كوزينز: "للوهلة الأولى، تبدو هذه اللحظة التي طال انتظارها عندما يُقرّ أكبر مُلوث في العالم أخيرًا بنصيبه من المسؤولية".

وأضاف: "إذا ما فُسِّرَ خطاب الحزب الشيوعي الصيني بشأن خفض انبعاثات الصين، فستنهار القصة".

مدير الحملة لدى مجموعة (نت زيرو ووتش) موريس كوزينز
مدير الحملة لدى مجموعة (نت زيرو ووتش) موريس كوزينز – الصورة من ذا كريتيك

وبحسب ما أقرّ الدكتور سيمون إيفانز من مؤسسة "كاربون بريف" (Carbon Brief) الإخبارية المعنية بالمناخ، فإن إعلان شي كان أقل طموحًا بكثير مما أوصى به الخبراء ليكون متوافقًا مع أهداف اتفاق باريس للمناخ.

وفي إشارة إلى الوعد بخفض انبعاثات الصين، أكد موريس كوزينز أن "البلاد تعرف تمامًا ما تفعله، وهي إعادة صياغة للأفكار القديمة".

وأردف: "لقد أتقن الاتحاد السوفيتي منذ زمن طويل هذا النوع من حرب المعلومات الساخرة، وأدركت موسكو أنه يمكن إضعاف الغرب، ليس فقط من خلال زرع الانقسام الداخلي، ولكن من خلال مُثُلها الخاصة".

تغير المناخ في الصين

قال مدير الحملة لدى مجموعة "نت زيرو ووتش"، موريس كوزينز: "بالنسبة للصين، يُعدّ تغير المناخ "سلام" اليوم".

وأضاف: "من خلال تعهُّد متواضع لخفض انبعاثات الصين بلغة المسؤولية، تُغازل بكين أعمق غرائز الغرب الأخلاقية".

وتابع: "نُخَبُنا سعيدة للغاية بالتصفيق، حتى مع توسُّع الصين في استعمال الفحم، واحتكارها المعادن الأساسية، واستخدامها للعمالة القسرية، وترسيخها هيمنتَها الصناعية".

وأردف: "لدينا أعلى أسعار للكهرباء الصناعية في العالم المتقدم، ونُصدر أقل من 1% من الانبعاثات العالمية".

وأشار إلى أن الطبقة السياسية البريطانية تخلط بين أهداف الكربون العالمية الرمزية والإستراتيجية.

وقال: "هنّأ السياسيون من حزب العمال والمحافظين على حدّ سواء أنفسهم على "الريادة المناخية"، في حين إنهم يشرفون على الانحدار الصناعي، وأنظمة الطاقة الهشّة، وبلاد معرّضة لكل صدمة خارجية".

وأكد أن "هذه ليست المرة الأولى التي ترتكب فيها بريطانيا هذا الخطأ".

وأوضح أن الحكومات وقعت في فخ الضرورة الإستراتيجية، وفشلت في توفير الطاقة بأسعار معقولة، وضمان الأمن، مقابل إزالة الكربون حاليًا.

أبراج الكهرباء المتصلة بمحطة دونجينيس بي في بريطانيا
أبراج الكهرباء المتصلة بمحطة دونجينيس بي في بريطانيا - الصورة رويترز

عودة المنافسة بين الدول العظمى

أشار مدير الحملة لدى مجموعة "نت زيرو ووتش"، موريس كوزينز إلى عودة المنافسة بين الدول العظمى، وقال: "روسيا تتقدم في أوروبا، والصين تسعى علنًا لقلب النظام العالمي الذي تقوده أميركا".

وألمح إلى أن قدرة الغرب على تشكيل العالم آخذة في التراجع.

وأضاف: "إنّ حقوق الإنسان، والتجارة الحرة، وسيادة القانون -جميع المبادئ التي عَدَدْناها أمرًا مسلّمًا به في حقبة ما بعد الحرب الباردة- تتعرض للهجوم".

وقال: "إذا كنّا نهتم بهذه القيم، فعلينا أن نكون صادقين تمامًا بشأن ما يدعمها".

وبيَّنَ أنها "لا ترتكز على نظريات مجردة عن العدالة أو العالمية، بل على الحقائق المرهقة للقوة الغربية: قاعدتنا الصناعية، وأنظمة الطاقة لدينا، والقدرات العسكرية التي تنبع منها".

وتابع: "هذا ما يسمح للدول الحرة بالدفاع عن نفسها والحفاظ على نظام عالمي مفتوح، وهذا الأساس المادي ينهار بسرعة".

وأوضح أن الحياد الكربوني، الذي يُضاف إلى عقود من سياسات الطاقة المتهاونة، يُسرّع من تآكل القوة الإنتاجية في الوقت الذي يُوسّع فيه المنافسون نطاق قدراتهم، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأكد أن دولًا مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران تُدرك هذه الحقيقة جيدًا.

وأردف: "إلى أن تُعيد بريطانيا والغرب تعلُّم دروس الحرب الباردة -وأن فن الحكم يتطلب صلابةً ونوايا حسنة-، سنظل نُهزَم أمام منافسين يستغلون مُثُلنا العليا بوتيرة أكبر مما نُجسّدها بأنفسنا".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق