سلايدر الرئيسيةالنشرة الاسبوعيةتقارير الغازغاز

سفينة حفر عملاقة في البحر المتوسط.. هل تمهد لصفقة بين 3 دول؟

الطاقة

تستعد سفينة حفر عملاقة لتنفيذ مهمة للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط، في خطوة قد تفتح الباب أمام صفحة جديدة أو تعيد إثارة الأزمات الجيوسياسية لمنطقة تحتوى على احتياطيات ضخمة من الهيدروكربونات.

ووصلت إلى ميناء مرسين أول سفينة حفر جديدة من بين سفينتي الحفر الجديدتين المنضمتين إلى أسطول أنقرة، بما يمهّد الطريق إلى بدء عمليات حفر قبالة سواحل تركيا.

وقال وزير الطاقة التركي آلب أرسلان بيرقدار: "ستخدم سفينة الحفر الجديدة من الجيل السابع في المياه العميقة، إذ إنها قادرة على الحفر حتى عمق 12 ألف متر".

وأضاف في تغريدة عبر حسابه الرسمي عبر إكس: "إن سفينة الحفر ستُستعمَل في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في البحر الأبيض المتوسط".

النفط والغاز في شرق المتوسط

أعلنت شركة النفط التركية الوطنية "تباو" (TPAO) مؤخرًا إتمام عملية الطلب للحصول على تراخيص للتنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط قبالة سواحل ولايتي مرسين وأضنة.

يقول آلب أرسلان بيرقدار: "ستصل سفينتنا الثانية للحفر بنهاية العام.. وهذا سيجعل تركيا رابع أكبر أسطول حفر في المياه العميقة في العالم".

وأوضح أن هذه الخطوة تشكّل إشارة قوية إلى أن تركيا نقترب خطوة واحدة من هدفها المتمثل في الاستقلال الكامل في مجال الطاقة.

وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار
وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار- الصورة من وكالة رويترز

عادةَ ما تثير خطط التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط أزمات سياسية، فرغم الاحتياطيات الضخمة التي تتمتع بها المنطقة؛ فإن التوترات الجيوسياسية تكاد تكون إحدى العقبات الرئيسة أمام تطوير استثمارات ضخمة للغاز والنفط.

ويرى مراقبون أن التقارب السياسي بين مصر وتركيا مؤخرًا قد يفتح الباب إلى صيغة تفاهم جديد قد تُمكّن العديد من دول المنطقة من الاستفادة من موارد شرق المتوسط.

ويقول محللون، إن مصر قد تؤدي دور الوسيط لتقريب وجهات النظر بين تركيا من جهة وقبرص واليونان من جهة أخرى، إذ ترتبط الأخيرتان بعلاقات مميزة مع القاهرة من خلال تعاونهما في العديد من المشروعات، ومنها اتفاقيات لاستقبال الغاز القبرصي في مصر.

وتُعدّ تركيا على خلاف -منذ عقود من الزمان- مع اليونان وقبرص بشأن المطالبات الإقليمية المتنافسة في شرق البحر المتوسط، والمجال الجوي، والطاقة، ووضع بعض الجزر في بحر إيجة، وجزيرة قبرص المنقسمة عرقيًا.

ولا تتفق اليونان وتركيا على حدود الجرف القاري لكل منهما، بينما في حالة قبرص، لا تعترف أنقرة بأن حكومة نيقوسيا -التي لا تعترف بها- لديها جرف قاري على الإطلاق.

احتياطيات النفط والغاز في شرق المتوسط

يرى كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة، مؤلف كتاب "دبلوماسية الطاقة الأميركية في حوض بحر قزوين، الدكتور أومود شوكري، أن منطقة شرق المتوسط تعدّ المحور الأساس للمصالح الجيوسياسية البحرية لتركيا، والدول المجاورة لها، نظرًا لوجود منطقة اقتصادية حصرية أعلنتها قبرص من جانب واحد منذ عام 2004.

وقال في مقال له بمنصة الطاقة المتخصصة: "تُعَدّ تركيا واليونان وقبرص من بين 8 دول، على الأقل، تطالب بموارد الغاز في شرق المتوسط، وأنه منذ نهاية عام 2020، دخلت التوترات الزائدة بين أنقرة وأثينا بشأن جهود تركيا لاستكشاف حقول غاز جديدة في شرق المتوسط مرحلة جديدة".

وأصبح احتياطيات النفط والغاز في شرق البحر المتوسط نقطة ساخنة في مجال الطاقة، مع اكتشافات كبيرة من الغاز الطبيعي من قبل قبرص وإسرائيل ومصر في السنوات الأخيرة.

وكانت دراسات مسحية قد قدّرت احتياطيات الهيدروكربونات في شرق المتوسط بنحو 122 تريليون قدم مكعبة من احتياطيات الغاز و1.7 تريليون برميل من النفط.

وتعمل مصر بتعاون وثيق مع قبرص واليونان؛ على أمل أن تصبح مركزًا مهمًا إقليميا لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي في المنطقة.

وبدأت الاكتشافات الرئيسة الجديدة للغاز في شرق المتوسّط، بحقل تمار (عام 2009)، وليفياثان (عام 2010) قبالة السواحل الإسرائيلية.

وأعقب ذلك اكتشاف حقول أفروديت القبرصي (عام 2011)، وظُهر المصري (عام 2015)، وكاليبسو القبرصي (عام 2018).

لم تكن هذه هي المرّة الأولى التي تُكتَشَف فيها حقول غاز بحري في المنطقة، لكن حجم الاكتشافات مَثَّل تحوّلًا كبيرًا حول إمكانات النفط والغاز في شرق المتوسط.

وتحتضن المنطقة موارد متبقية عالية الجودة وقابلة للاستخراج تُقدَّر بنحو 80 تريليون قدم مكعبة، وفقًا لتقرير سابق من شركة وود ماكنزي، ورصدته منصة الطاقة.

في حين قدّر الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط، أسامة مبارز، حجم احتياطيات الغاز غير المكتشفة في المنطقة بنحو 300 تريليون قدم مكعبة، وفقًا للدراسات المتوافرة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق