
اتخذت شركة النفط البريطانية "بي بي" قرار الاستثمار النهائي في مشروع نفطي كبير قبالة سواحل خليج أميركا، المعروف سابقًا بخليج المكسيك.
وبحسب بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يحتضن المشروع الذي يضم حقلي تيبر (Tiber) و "غوادالوب" (Guadalupe) احتياطيات نفطية تصل إلى 350 مليون برميل من النفط المكافئ.
وباستثمارات قدرها 5 مليارات دولار، من المتوقع أن يصل إنتاج المشروع المملوك بالكامل لـ"بي بي" إلى 80 ألف برميل يوميًا من خلال منصة عائمة ستبدأ الإنتاج في عام 2030.
ومن شأن القرار أن يوطّد أقدام الشركة البريطانية داخل مشروعات النفط في أميركا وتحقيق مستهدفات إنتاج مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2030، علاوة على سدّ فجوة عوائد المساهمين بعد التحول عن الطاقة المتجددة.
تطوير مشروع نفطي في خليج أميركا
يتضمن قرار تطوير المشروع النفطي بناء منصة الإنتاج العائمة "تيبر"، وهي الثانية التي تطورها شركة بي بي في غضون أقل من عامين في خليج أميركا.
وكانت أولى المنصات "كاسكيدا" (Kaskida) بسعة إنتاج 80 ألف برميل يوميًا التي فازت بقرار الاستثمار النهائي في العام الماضي (2024)، ويصل إجمالي الاستثمارات بكلا المشروعين إلى 10 مليارات دولار، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
وسيكون المشروع العملاق سابع مركز إنتاج للنفط والغاز تطوره بي بي في خليج أميركا، إلى جانب منصات "أرغوس" (Argos) و"أتلانتيس" (Atlantis) و"ماد دوغ" (Mad Dog) و"نا كيكا" (Na Kika) و"ثاندر هورس" (Thunder Horse).
يُشار هنا إلى أن أصول شركة بي بي في خليج أميركا التي تعود إلى العصر الباليوجيني تحتضن احتياطيات نفطية قدرها 10 مليارات برميل من النفط المكافئ.

كما سيكون مشروع تيبر غوادالوب الثاني ضمن حافظة الشركة الذي يعمل بتقنية "20 كيه" (20k) المصممة للعمل بخزانات النفط عالية الضغط الذي يصل إلى 20 ألف رطل للبوصة المربعة.
يضم المشروع 6 آبار في حقل تيبر مع الربط ببئرين في حقل غوادالوب، ويقع الحقلان داخل منطقة "كيثلي كانيون" (Keathley Canyon) التي تبعد نحو 300 ميلًا (480 كيلومترًا) إلى الجنوب الغربي من سواحل مدينة نيو أورلينز.
ومن المتوقع أن تكشف المرحلة التطويرية الأولى احتياطيات قدرها 350 ألف برميل من النفط المكافئ، وستُحفر آبار إضافية في المراحل المقبلة التي ما زالت قيد التقييم.
وستكون تكاليف تطوير اكتشاف النفط في حقلي تيبر وغوادالوب أقل بنحو 3 دولارات للبرميل بالمقارنة بمشروع كاسكيدا المجاور.
يُشار هنا إلى أن "بي بي" اكتشفت النفط في حقل تيبر في عام 2009، ومنذ ذلك الحين تعمل عن كثب مع الجهات المعنية لتطوير الآبار عالية الضغط بالتقنيات المتقدمة.
شركة بي بي في خليج أميركا
يقول النائب الأول لرئيس شركة بي بي في خليج أميركا وكندا آندي كريغر، إن قرار الاستثمار النهائي لتطوير المشروع النفطي الجديد بمثابة شهادة بالالتزام بمواصلة الاستثمار في الخليج وتوسيع رقع إنتاج الطاقة من أحد أهم أحواض العالم.
وجنبًا إلى جنب مع مشروع كاسكيدا، سيؤدي مشروع تيبر-غوادالوب النفطي "دورًا حاسمًا في تركيز "بي بي" على "تقديم طاقة آمنة وموثوقة يحتاج إليها العالم اليوم وغدًا".
وبحسب بيان الشركة، يتّسق المشروع الجديد بالكامل مع إطار العمل المالي المنضبط، وسيكون أحد 8 إلى 10 مشروعات عالمية ضخمة تبدًا الإنتاج بين عامي 2028 و2030.
كما يُبرز قرار اليوم الإثنين (29 سبتمبر/أيلول 2025) إستراتيجية "بي بي" لزيادة مشروعاتها بقطاع التنقيب والإنتاج وجلب القيمة لحاملي الأسهم على المدى الطويل.
ومن خلال المشروعات الـ7 في خليج أميركا، سترتفع سعة إنتاج النفط لدى "بي بي" إلى أكثر من 400 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2030، صعودًا من 341 ألف برميل من النفط المكافئ يوميًا في العام الماضي (2024).
وعمومًا، تستهدف الشركة زيادة إنتاجها في الولايات المتحدة إلى أكثر من مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول عام 2030.
يشكّل ذلك نصف هدف إنتاج حقولها العالمية بين 2.3 و2.5 مليون برميل من النفط المكافئ يوميًا بحلول نهاية العقد، وهو ما يؤكد تزايد اعتماد "بي بي" على هيدروكربونات الولايات المتحدة لدفع نمو مشروعاتها بعد قرارها الإستراتيجي في فبراير/شباط الماضي (2025) بالتحول عن استثمارات الطاقة المتجددة.
كما تسعى الشركة لسدّ الفجوة مع منافستيها إكسون موبيل الأميركية وشل متعددة الجنسيات اللتين تجاوزتا بي بي في أرباح حملة الأسهم.
موضوعات متعلقة..
- انسحاب شركتين من مشروع نفطي في الأردن.. وقرار اضطراري
- بتروبراس البرازيلية تثير غضب أكبر مدافع عن غابات الأمازون بمشروع نفطي
- مشروع نفطي باحتياطيات 10 مليارات برميل يفوز بعقود ضخمة
اقرأ أيضًا..
- قطر للطاقة توقع صفقة نادرة بالأسواق العربية والعالمية
- توتال إنرجي تتخلص من أصول طاقة شمسية في أميركا
- مشروعات الطاقة المتجددة في السعودية.. نمو متسارع لتحقيق أهداف 2030
- رغم انهيار مشروع ضخم.. المغرب يخطط لربط كهربائي جديد
المصدر: