الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل الأسرع نموًا.. حافز حكومي يفسر الطفرة
بين جميع مصادر توليد الكهرباء
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

نمت قدرة الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل بمعدلات متسارعة منذ 6 سنوات، مدفوعةً بسياسات حكومية داعمة لأصحاب المنازل.
وأظهرت بيانات مجمّعة حديثًا -اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- أن الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح كانت أسرع المصادر نموًا في البرازيل منذ بداية عام 2019 حتى الآن.
فقد ارتفعت قدرة الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل من 1 غيغاواط فقط عام 2018 إلى 40 غيغاواط حتى يونيو/حزيران 2025، لتشكل 43% من إجمالي إضافات القدرة في قطاع الكهرباء الوطني خلال هذه المدة.
على الجانب الآخر، بلغت قدرة الطاقة الشمسية على نطاق المرافق 17.9 غيغاواط فقط حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، بحسب بيانات وكالة تنظيم الكهرباء البرازيلية (ANEEL).
وبصورة عامة، شكّلت الطاقة الشمسية قرابة 23% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء في البلد اللاتيني الأكبر من حيث عدد السكان على مستوى أميركا الجنوبية (212 مليون نسمة).
تطورات الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل
يطلق مصطلح الطاقة الشمسية الموزعة (Distributed solar)، على المشروعات التي تولد الكهرباء خارج الشبكة، وتقابلها مشروعات الطاقة الشمسية المركزة أو على نطاق المرافق، التي توفر الكهرباء عبر الشبكة، والتي غالبًا ما تكون أكبر حجمًا.
وعلى عكس التوليد المركزي، حيث تنتج المحطات الشمسية الكهرباء وترسلها لمسافات طويلة عبر خطوط النقل إلى العملاء؛ فإن التوليد الموزع يكون بالقرب من نقطة الاستهلاك، كما في حالة الألواح الشمسية المركبة على أسطح المنازل والمباني التجارية.

وتعزى طفرة الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل إلى سياسات صافي القياس (Net metering) التي طبقتها الحكومة منذ عام 2012، والتي مكّنت أصحاب مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة من الاتصال بالشبكة وبيع فائض الكهرباء إليها بأسعار معقولة.
وأدت هذه السياسات إلى تشجيع السكان على تركيب أكثر من 3.7 مليون نظام توليد موزع على أسطح المنازل والمباني التجارية والصناعية حتى يونيو/حزيران 2025، بحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ورغم أن أنظمة الطاقة الموزعة لا تقتصر على الطاقة الشمسية فحسب؛ بل تشمل طاقة الرياح وبعض مشروعات الطاقة الكهرومائية الصغيرة؛ فإن الأنظمة الشمسية الموزّعة تشكل 99% من إجمالي قدرة التوليد الموزع على مستوى البرازيل.
تعديلات سياسات صافي القياس
كانت سياسات صافي القياس في البداية تسمح للمولدات الموزعة الصغيرة بقدرة 1 ميغاواط بالاستفادة من المزايا، وشمل ذلك كلًا من مولدات الطاقة الكهرومائية، والطاقة الشمسية، والكتلة الحيوية، وطاقة الرياح، إضافة إلى التوليد المشترك للمصادر المتجددة.
وفي عام 2015، أدخلت هيئة تنظيم الكهرباء البرازيلية تعديلات جديدة زادت السعة المؤهلة إلى 5 ميغاواط للطاقة الشمسية ومعظم مصادر الطاقة المتجددة المؤهلة الأخرى، كما زادت السعة المؤهلة لوحدات الطاقة الكهرومائية الصغيرة إلى 3 ميغاواط، ما أسهم في توسيع قاعدة المستفيدين من نظام القياس الصافي.
ورغم ذلك؛ فقد أدخلت الهيئة تعديلات أخرى في عامي 2022 و2023، قيدت استفادة المولدات الصغيرة المزودة بسعة تخزين من النظام، إذا كانت تستعمل الطاقة الكهرومائية والشمسية والكتلة الحيوية والرياح والتوليد المشترك للمصادر المتجددة.
بموجب هذه التعديلات، أصبحت المولدات الصغيرة المزودة بأنظمة تخزين لا تتجاوز قدرتها 3 ميغاواط، مؤهلة للاستفادة من مزايا القياس الصافي للفواتير، في حين ظل حد 5 ميغاواط للطاقة الشمسية دون تخزين متاحًا.

خريطة الطاقة الشمسية الموزعة بالمناطق
تتركز مشروعات الطاقة الشمسية الموزعة في البرازيل بالمناطق الجنوبية والشرقية من البلاد، بقيادة مدينة ساو باولو التي وصلت فيها القدرة إلى 5.8 غيغاواط حتى يونيو/حزيران 2025.
بينما بلغت القدرة الشمسية الموزعة في مدينة ميناس جيرايس قرابة 4.9 غيغاواط، تليها مدينة بارانا بنحو 3.7 غيغاواط، ثم ريو غراندي دو سول بنحو 3.4 غيغاواط، ثم ماتو غروسو بـ2.6 غيغاواط، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة من بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
ونجحت ساو باولو في تجاوز ميناس جيرايس بقدرة الطاقة الشمسية الموزعة منذ عام 2022، مدفوعة بعدد سكانها الأكبر وسياسات محلية أكثر دعمًا تشمل الإعفاءات الضريبية على تركيب الأنظمة على مستوى الولاية.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الطاقة المتجددة في البرازيل مهدد بانتكاسة ضخمة بحلول 2035
- الطاقة الشمسية في أميركا اللاتينية.. تحديات وفرص 5 أسواق رئيسة (تقرير)
- لماذا فشلت الطاقة الشمسية على الأسطح في مصر؟.. 4 خبراء يتحدثون لـ"الطاقة"
اقرأ أيضًا..
- شل ترفع حصتها في حقل نفط أفريقي.. احتياطياته أكثر من 300 مليون برميل
- الطلب على الغاز عالميًا قد يتجاوز 4.8 تريليون متر مكعب (تقرير)
- حقل نفط وغاز فريد من نوعه في أفريقيا يشهد عملية بيع مفاجئة
المصدر: