التقاريرتقارير الكهرباءرئيسيةكهرباء

فواتير الكهرباء في بنسلفانيا الأميركية تحطم نظرية الغاز الرخيص

من التكسير الهيدروليكي

حياة حسين

تشهد فواتير الكهرباء في بنسلفانيا (الولاية الواقعة شمال شرق أميركا) ارتفاعًا كبيرًا يفوق كل الولايات، على عكس نظرية روّج لها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وآخرون.

وتفيد هذه النظرية بأن نشاط التكسير الهيدروليكي لإنتاج الغاز في جبال الأبلاش، يحمي البلاد من تقلب أسعار الطاقة العالمية، ويخفض فواتير الكهرباء لكل الأميركيين.

وكانت كلمات أوباما في عام 2013، حافزًا لمؤيدي نشاط التكسير الهيدروليكي؛ إذ قال الرئيس السابق للجنة مرافق بنسلفانيا تيري فيتز باتريك، إن امتلاك هذا المصدر للغاز يعزز الإنتاج، ويحافظ على أسعار الكهرباء منخفضة في بنسلفانيا.

إلا أن الأمر لم يستغرق وقتًا طويلًا، ليحدث عكس ما روّج له أوباما ومؤيدو التكسير الهيدروليكي؛ إذ شهدت فواتير الكهرباء في بنسلفانيا للعديد من السكان ارتفاعًا بصورة حادة، ومن المتوقع أن يتفاقم الوضع مع زيادات الطلب المتوقعة من قِبل مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

وبسبب ارتفاع فواتير الكهرباء في بنسلفانيا، تعالت الشكاوى من السكان في 2023؛ لذلك عقدت لجنة السياسة للحزب الجمهوري في مجلس النواب بالولاية جلسة استماع؛ لمعرفة الأسباب لهذه الزيادات لكل من المنازل ونشاط الأعمال.

وقال تقرير اللجنة: "إنه مع وضع الولاية في حجم مصادر الوقود، وبصفتها مُصدّرًا صافيًا للطاقة، الشخص يعتقد أن الناس في بنسلفانيا سيحصلون على كهرباء وطاقة بأسعار أرخص"، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

زيادة إنتاج الغاز وحرقه لتوليد الكهرباء

زاد إنتاج الغاز الطبيعي في ولاية بنسلفانيا الأميركية أكثر من الضعف في المدة من 2013 حتى 2024، وارتفع حرق الغاز بمعدل أسرع من أي ولاية أخرى، بسبب خروج محطات التوليد بالفحم من الخدمة.

وتولّد الولاية حاليًا 60% من الكهرباء عن طريق محطات الغاز، وهي معدلات أعلى من المتوسط في أنحاء الولايات المتحدة.

ولدى بنسلفانيا فائض من الغاز تصدره إلى الولايات الأخرى وإلى خارج البلاد، إذ إنها تصدر ثلاثة أرباع ما تنتجه.

غير أن هذا النمو الكبير في إنتاج الغاز لم ينعكس في فواتير الكهرباء في بنسلفانيا، إذ إنه عند مقارنتها بولايات أخرى لديها إنتاج محدود أو منعدم من الغاز الطبيعي بين عامي 2010 و2024، ستكون الأسعار أعلى في الولاية.

وبعد بعض الوقت من استقرار أسعار فواتير الكهرباء في بنسلفانيا حتى 2020، ارتفعت بنسبة 31% في هذا العام، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة.

وكانت أعلى الزيادات في مناطق إنتاج الغاز بالتكسير الهيدروليكي في جنوب شرق الولاية، التي يعيش السكان فيها بالقرب من الآبار، ويعانون مشكلات صحية وبيئية عديدة بسبب أعمال الحفر.

الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما
الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما - الصورة من سي إن إن

سبب ارتفاع فواتير الكهرباء في بنسلفانيا

رغم أن مناصري صناعة الغاز يتملّصون من أنهم أحد أسباب ارتفاع فواتير الكهرباء في بنسلفانيا، رغم نشاط الإنتاج بالتكسير الهيدروليكي في الولاية، وغزارته، ويرجعون ذلك إلى حرب روسيا في أوكرانيا، وأسباب أخرى مثل المشكلات الاقتصادية المحلية؛ فإن الأرقام تضحد وجهة نظرهم.

وتكشف بيانات فيدرالية للكهرباء في 2005، وهو العام الذي سبق تطوير حقل مارسيلوس، وهو رواسب الغاز الصخري في بنسلفانيا، عن أن المدة التي أسهمت فيها وفرة الغاز باستقرار أسعار الكهرباء لم تدُم طويلًا.

وقد احتلّت أسعار الكهرباء المنزلية في الولاية المرتبة الرابعة عشرة من حيث أعلى الأسعار في البلاد عام 2005، وبعد 19 عامًا؛ في 2024، احتلت المرتبة الرابعة عشرة أيضًا، وكانت أسعار بنسلفانيا أعلى من المتوسط ​​الوطني عام 2005، ولا تزال على الوضع نفسه حتى الآن.

وتشير بيانات أخرى إلى تنامي عدد المواطنين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف فواتير الكهرباء في بنسلفانيا.

ووفق بيانات التعداد السكاني؛ فقد زادت نسبة السكان الذين يواجهون صعوبة بدفع فواتير الكهرباء في بنسلفانيا؛ من 19% عام 2021 إلى 24% عام 2024.

كما تكشف بيانات المرافق عن زيادة بنسبة 25% في حالات انقطاع الكهرباء بين عامي 2023 و2024 فقط.

وقالت المديرة التنفيذية لمشروع قانون المرافق في بنسلفانيا، وهي مجموعة مناصرة قانونية مستقلة، تعمل على مساعدة الناس في دفع فواتيرهم، إليزابيث ماركس: "يتزايد عدد الأشخاص غير القادرين على دفع فواتير الطاقة وتكلفة استعمال الكهرباء، وعندما يحدث ذلك يحاولون تقليل الاستهلاك؛ ما قد يحمل آثارًا خطيرة لصحتهم".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق