التقارير تقارير الغاز رئيسية روسيا وأوكرانيا غاز

تسريع أوروبا حظر الغاز المسال الروسي.. هذه سيناريوهات الإمدادات والأسعار

هبة مصطفى

2025-09-28

0 343

جدّد مقترح الاتحاد الأوروبي بشأن حظر الغاز المسال الروسي مخاوف السوق مرة أخرى، بعد أن توالت مظاهر المعاناة لأشهر طويلة، منذ انقطاع إمدادات موسكو عبر خطوط الأنابيب مطلع العام الجاري 2025.

وكانت أسواق القارة العجوز قد شهدت هدوءًا نسبيًا خلال النصف الثاني من العام الجاري 2025، بعد ارتفاع جنوني وقياسي في أسعار الغاز لُوحظ في النصف الأول من العام، إثر غياب الغاز الروسي وضغط الطلب استعدادًا لموسم التخزين وملء المرافق.

وبين الحين والآخر، يخرج الاتحاد بحزمة عقوبات جديدة تضيف المزيد من القيود على واردات الطاقة من موسكو، وخزائن الكرملين.

وقبل أيام، طرحت بعض الدول الأعضاء مناقشة تسريع وتيرة الحظر، وإقراره بحلول مطلع عام 2027 بدلًا من الجدول الزمني المعلن مسبقًا لتنفيذ ذلك عام 2028.

وناقش محللون السيناريوهات المحتملة لمصير الإمدادات والأسعار، حال الإقرار بالموافقة على المقترح، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

إمدادات الغاز الأوروبية

ناقش محللون حظر الغاز المسال الروسي أوروبيًا بحلول عام 2027، واستبعدوا تأثيرًا سلبيًا كبيرًا في الإمدادات، حسب تحليل لمنصة مونتل نيوز.

ويبدو أن موسكو لا تعبأ بمثل هذه العقوبات؛ إذ انطلقت صادرات محطة "أركتيك-2" رسميًا إلى الصين نهاية شهر أغسطس/آب الماضي.

ويأتي هذا رغم أن المشروع خاضع للعقوبات بالفعل، كما أن الناقلات الحاملة للشحنات ينطبق عليها الأمر ذاته.

ومن شأن صادرات مشروع أركتيك-2 الروسي إلى الصين أن تعزّز إمدادات السوق العالمية بنسبة 2.3%، وما يعادل 14.7 مليار متر مكعب، حسب تقديرات سابقة للمنصة.

محطة الغاز المسال الروسية أركتيك 2 — محطة الغاز المسال الروسية أركتيك-2 - الصورة من شركة نوفاتك

وأوضح المحلل في مجموعة بورصات لندن، يوري يونشكيف، أنه من غير المتوقع تسجيل السوق نقصًا في الإمدادات خاصة مع الزيادات المتوقعة من الإمدادات العالمية العام المقبل.

وقال إن الاندماج التدريجي لزيادات الغاز المسال العالمية في السوق، سواء من إمدادات أميركا الشمالية أو غيرها، سيقلّل من تداعيات غياب تدفقات موسكو.

رؤية معاكسة

في مقابل الرؤية المتفائلة السابقة، كانت هناك آراء أخرى ترجح تأثيرات سلبية في السوق مع فرض مزيد من القيود على شحنات الغاز المسال الروسي.

وحذّر المحللون من فرض أميركا مزيدًا من العقوبات على مشروع "أركتيك-2" الرائد والرئيس بالنسبة إلى موسكو، لافتين إلى أن إمدادات السوق قد تتأثر في هذه الحالة، دون بلوغ مرحلة تهديد أمن الطاقة الأوروبي.

وتوقعت الباحثة في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، كاتيا يافيمافا، تداعيات كبيرة على السوق مع إقرار الحظر مطلع 2027، مرجعة ذلك إلى أن إضافات المشروعات الجديدة ما زالت في مراحل مبكرة.

وأشارت "يافيمافا" إلى أن "تقديم" الاتحاد الأوروبي موعد الحظر لمدة عام، يأتي تحت نطاق الخطوات السياسية استجابة للضغط الأميركي باتجاه تسريع وقف استيراد شحنات النفط والغاز من موسكو.

وكانت أوروبا قد اعتمدت على الغاز المسال الروسي لتلبية 13% من إجمالي وارداتها، منذ مطلع العام الجاري حتى الآن.

ورغم ذلك يبدو أن القارة العجوز تقلّص تدريجيًا هذه الواردات؛ إذ جاءت انخفاضًا من 18% العام الماضي، حسب بيانات كبلر.

مستويات الأسعار

حلّت روسيا في المركز الثاني ضمن أكبر مصدري الغاز المسال إلى دول الاتحاد الأوروبي، خلال النصف الأول من العام الجاري.

وقُدّرت الواردات من موسكو بنحو 8.71 مليون طن، حسب بيانات التقرير نصف السنوي لوحدة أبحاث الطاقة حول "مستجدات أسواق الغاز العربية والعالمية".

ويوضح الرسم أدناه -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- ترتيب أكبر مصادر واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال:

أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى أوروبا

وفيما يتعلق بالأسعار، اتفق غالبية المحللين على "التأثير المحدود" للحظر الأوروبي، إذا طُبّق بدءًا من يناير/كانون الثاني 2027، بدلًا من الشهر ذاته في العام اللاحق له.

وأوضح يوري يونشكيف أن تأثر أسعار الغاز بحظر الإمدادات الروسية قد يكون "قصير الأجل".

وأكد الباحث في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، مايك فولوود، أن الارتفاع المتوقع يُقدّر -فقط- بالسنتات، ولن يصل إلى قفزة بالدولار، فيما يمكن وصفه بأنه "تأثير محدود" أيضًا.

وكانت أسعار الغاز للعقود الآجلة طبقًا لمؤشر "تي تي إف" TTF الهولندي في بورصة إنتركونتننتال، قد بلغت: