التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

السيارات الكهربائية الفاخرة تحفر قبرها.. أسطورة تحول النقل مهددة

هبة مصطفى

تتفاقم معاناة السيارات الكهربائية الفاخرة بمعدل أسرع من درجاتها الأقل، ما يعكس عجز الشركات عن جذب المشترين الأكثر ثراء لمواصفات طرازاتها "غير الواقعية".

ويبدو أن وعود مسؤولي الشركات، والطموحات المعلنة خلال إطلاق الطرازات، تتحطم حاليًا على صخرة المبيعات المنخفضة وضعف الطلب.

ويظهر هذا التراجع جليًا في سلوك الشركات، بعد إلغاء خطط إطلاق طرازات وتأجيل أخرى، حسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

كما لجأت شركات أخرى إلى إلغاء خطط إنتاج البطاريات، وعاودت كيانات أخرى أدراجها إلى السيارات التقليدية والهجينة مرة أخرى.

ولا يعني هذا أن الطرازات الكهربائية العادية في وضع أفضل، إذ لا تزال واقعة تحت ضغط التحديات المتزامنة في آن واحد.

شركات السيارات الكهربائية الفاخرة

تسابقت شركات السيارات الكهربائية الفاخرة في إطلاق الوعود لمساهميها وعملائها على حد السواء، وظنّ المصنّعون أنهم سيجنون أرباحًا خيالية من وراء المواصفات الفارهة.

وبرز الارتباك في أداء 8 شركات شهيرة، هي: "بورشه، ومرسيدس بنز، وأودي، ومازيراتي التابعة لمجموعة ستيلانتس، وبوليستار، ولوسيد، وبي إم دبليو، وفيراري"، وفق تحليل لبلومبرغ.

  • بورشه

تعهدت شركة بورشه الألمانية لعملائها بتحقيق أرباح أعلى بنسبة 20% من مبيعات السيارات الكهربائية، بمعدل أعلى من نظيرتها التقليدية العاملة بالبنزين، حسب تصريحات مسؤول مالي فيها خلال طرح أسهمها للتداول قبل 3 سنوات.

وتوقّع المسؤول المالي للشركة جني أرباح قوية من السيارات الكهربائية، لكن واقع السوق كان مخيبًا للآمال.

ويُشير الواقع إلى أن هذه الوعود غير قابلة للتنفيذ؛ إذ يشهد الطلب على السيارة تايكان تراجعًا، وفي الوقت ذاته ترتفع تكاليف الإنتاج.

سيارة بورشه تايكان
سيارة بورشه تايكان - الصورة من EV Database

ونتيجة لهذه الضغوط المالية، قررت الشركة وقف تصنيع طراز دفع رباعي من السيارات الكهربائية الفاخرة، جنبًا إلى جنب مع إرجاء طرح طرازات أخرى.

ومقابل العزوف الكهربائي تتبنّى الشركة خططًا موسعة للسيارات الهجينة والتقليدية.

وتراجع الطلب على السيارات الكهربائية للشركة خاصة من مبيعات طراز تايكان، مقابل صعود لمبيعات طراز بورشه 911 الرياضي التقليدي.

وسجلت أسهم الشركة تراجعًا بنسبة 25% في بورصة فرانكفورت خلال العام الجاري.

  • مرسيدس-بنز

تتعثّر مساعي بيع طراز "إي كيو- إس" الكهربائي الفاخر من إنتاج مرسيدس بنز، التي يُقدّر سعرها بـ110 آلاف يورو (128 ألفًا و667 دولارًا أميركيًا).

(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا)

وتراجع سهم الشركة بنسبة 2.3% في بورصة فرانكفورت خلال العام الجاري.

  • أودي

تصاعدت المنافسة ضد طرازات شركة أودي الألمانية في السوق الصينية، بعدما طرحت شركة "شاومي" وحدات بأسعار وتقنيات منافسة.

  • مازيراتي

تسبّبت المستجدات وعدم جاهزية السوق في تراجع شركة مازيراتي الإيطالية -التابعة لمجموعة ستيلانتس- عن خطط تطوير سيارة رياضية كهربائية.

وانخفضت أسهم الشركة في بورصة ميلانو بنسبة 35%، بعد مواجهة تحديات في السوق الأميركية.

  • بوليستار ولوسيد

يتواصل نزيف خسائر شركتَي "بوليستار" و"لوسيد" في مبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة، إذ لا يزال المشترون من هذه الطبقة يفضّلون الوحدات التقليدية.

السيارات الكهربائية الفاخرة
سيارة لوسيد آير سافير - الصورة من منصة "أوتوموتيف نيوز"

إنذار خطر

تُشير المستجدات السابق ذكرها إلى معاناة الصناعة بصفة عامة، وطرازات السيارات الكهربائية الفاخرة بصفة خاصة.

ورغم ضخ استثمارات بمليارات الدولارات في التطوير، لم تنجح الشركات في جذب المشترين باتجاه "الكهربة".

وتشترك السيارات الفارهة مع نظيرتها الكهربائية العادية في بعض التحديات، ومن أبرزها:

  • ضعف البنية التحتية للشحن.
  • برمجة بعض الطرازات.
  • العوائد الضعيفة خلال إعادة بيعها.

وتجتمع العوامل السابق ذكرها، مع عاملين أثرا في حجم المبيعات، من خلال: المنافسة القوية مع الشركات الصينية، والرسوم المفروضة من قِبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وربما كانت ضغوط السيارات الكهربائية العادية أخف حدة من الطرازات الفارهة، إذ تشهد نموًا سوقيًا، لكنه لا يواكب المستهدف المأمول منه.

ورفعت طرازات الدفع الرباعي والهاتشباك من مبيعات شركات: سكودا التشيكية، وفولكسفاغن الألمانية، ورينو الفرنسية.

وخفّضت "بي إم دبليو" الألمانية من أسعار السيارات الكهربائية الفاخرة في أوروبا، بهدف رفع المبيعات في ظل تراجع الطلب.

سيارة بي واي دي أتو 3 الكهربائية
سيارة بي واي دي أوتو 3 الكهربائية- الصورة من وكالة رويترز

المبيعات والخطط

كانت شركة "بي إم دبليو" الأفضل رغم حالة الضعف العام لمبيعات السيارات الكهربائية الفاخرة؛ إذ سجلت مبيعاتها ارتفاعًا بنسبة 16% خلال النصف الأول من العام الجاري 2025.

ولتحجيم خسائر الشركة، قررت إنتاج السيارات التقليدية والهجينة والكهربائية على خط الإنتاج ذاته.

وفي الصين، تراجعت مبيعات "بي إم دبليو" من السيارات الفاخرة، واتجه المشترون إلى الطرازات التقليدية للشركة.

ويؤكد محلل السيارات، ستيفن ريتمان، أن السيارات العاملة بالبنزين تشكّل مصدر جذب للمشترين في السوق الصينية، بمعدل أعلى من الكهربائية الفاخرة، ما يعكس تقديرًا غير دقيق لمفضلات العملاء.

وفي خضم ذلك، تغرّد شركة "فيراري" الإيطالية خارج السرب، وتعتزم إطلاق أولى سياراتها الكهربائية بالكامل خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

وتزعم الشركة أنه يمكن لطرازها التغلب على تحديات الصناعة والمبيعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق