قاطرة تحويل تعمل بالهيدروجين بدلًا من الديزل.. أول تجربة عالمية
هبة مصطفى

خاضت قاطرة تحويل ومناولة تجربة فريدة، بعد تحويل محركها للعمل بالهيدروجين بدلًا من الديزل؛ لخفض انبعاثات العمليات الصناعية خاصة في المواقع الكبيرة.
وتشبه هذه القاطرات عربات الجر، وتقوم فكرة عملها -بصفة عامة- على نقل الخامات أو المنتجات داخل المصانع أو شبكة الإنتاج، إذ تساعد في إنجاز المهام اللوجستية وتسهيل تحريك البضائع.
وأوضحت شركة ألستوم (Alstom) الفرنسية رائدة حلول النقل المستدام، أن القاطرة العاملة بالوقود النظيف أنجزت أولى رحلاتها في 19 سبتمبر/أيلول 2025 الجاري، حسب بيان تابعته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ويمكن تعميم ونشر هذه القاطرات حال نجاح التجربة الأولى من نوعها عالميًا، وتحويل محركات الديزل للعمل بالهيدروجين، ما يصبّ في صالح الأهداف المناخية للدول الصناعية الكبرى.
أول تجربة عالمية لقاطرة تحويل هيدروجينية
دخلت قاطرة تحويل تحت الاختبار بمصنع لإنتاج الصلب في ألمانيا، بعد تعديل محركها للعمل بالهيدروجين بدلًا من الديزل.
ووقع الاختيار على مصنع صلب تابع لمجموعة "زالتسغيتر" أحد أكبر شركات الصناعة في أوروبا، لاختبار القاطرة حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وتهدف هذه الخطوة إلى تقييم جدوى استعمال عربات الجر الهيدروجينية يوميًا، وعَدّ عملية التحول بعيدًا عن الديزل ذات قيمة إيجابية مستمرة.

وبتحليل النتائج المسجلة على مدار مدة التجربة، تستهدف الشركات المطورة التوصل إلى رؤية واضحة حول دمج قاطرات التحويل والدمج في الإنتاج منخفض الكربون، لتحديد إمكان تطبيق التقنية ونشرها.
وتخطط شركة "ألستوم" إلى إعادة تشغيل القاطرة بمحرك الديزل عقب انتهاء مدة الاختبار، وفق بيان الشركة الوارد بموقعها الإلكتروني.
ويتشارك في هذه التجربة شركات وكيانات عدّة، تشمل: ألستوم الفرنسية، وشركة في بي إس (VPS) التابعة لمجموعة "زالتسغيتر" لتصنيع الصلب، ومعهد "دبليو تي زد WTZ" البحثي لتطوير المحركات، وجامعة "براونشفايغ" للتقنيات، ومعهد فروانهوفر.
خفض الانبعاثات
قد يكون لنجاح تجربة استعمال قاطرة تحويل وجر في مصنع الصلب الألماني تبعات إيجابية، خاصة أن القطاع الصناعي الأوروبي يسجل استهلاكًا مرتفعًا للديزل.
ولتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، تحتاج كبريات الشركات الصناعية -في القارة العجوز عامة، وألمانيا أكبر الاقتصادات الأوروبية خاصة- إلى الاستغناء عن الديزل، والبحث عن بدائل.
فشركة "في بي إس VPS" التابعة لمجموعة "زالتسغير" تستعمل وحدها 42 قاطرة تحويل لنقل الخامات والحديد والفحم داخل مصانعها، وبتشغيل هذه القاطرات بالهيدروجين يمكن تجنُّب كميات هائلة من الانبعاثات.
ولا ينطبق هذا على مجموعة الصلب وحدها، إذ تضم المصانع والشركات الألمانية 1000 قاطرة تعمل بالديزل، وتضم القارة العجوز بالكامل 4 آلاف قاطرة، وفق ما نقله موقع فيول سيلز ووركس.
وتطلق القاطرات كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون تُقدَّر بنحو 150 طنًا سنويًا لكل منها، وبالنظر إلى هذا العدد الكبير، نجد أنها تتسبب -على مدار عمرها التشغيلي الذي يتراوح بين 50 و70 عامًا- في رفع معدل الانبعاثات لمستويات هائلة.
ومقابل ذلك، يمكن لقاطرات الجر العاملة بالهيدروجين أن تمنع إطلاق 3 آلاف طن ثاني أكسيد الكربون، خلال المدة المتبقية من عمرها التشغيلي بعد استغنائها عن الديزل، المتراوحة بين 15 و20 عامًا.

تعديل المحركات
يكتسب المشروع التجريبي للقاطرات الهيدروجينية بعدًا مهمًا، إذ يعتمد على تعديل محركات عربات الجر للتخلي عن الديزل.
وأشار نائب مسؤول الخدمات بشركة "ألستوم" لمنطقة وسط وشمال أوروبا، فرانسوا مولر، إلى أن العملاء يمكنهم التحول للاعتماد على الهيدروجين في تشغيل محركات عربات الجر، دون الاضطرار إلى نسف أسطول القاطرات الحالي.
وأضاف أنه في العمر التشغيلي الطويل لقاطرات نقل البضائع والمنتجات داخل المصانع، يصبح استبدال وقود المحرك أنسب الخيارات بدلًا من الاستغناء عن الوحدات بالكامل.
ويبدو أن هذا ما فطنت إليه مجموعة "زالتسغيتر"، إذ ضخت مليارات في مشروع "سالكوس" لإنتاج صلب منخفض الانبعاثات بحلول 2033.
وتتبنى المجموعة برنامجًا لخفض انبعاثات الصناعة من مصانعها، بصورة تدريجية على مدار السنوات المقبلة.
ولا يقتصر ذلك على قاطرات التحويل والجر فقط، بل سيمتدّ أيضًا إلى أفران إنتاج الحديد بالانتقال من استعمال الغاز إلى الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- الكشف عن أقوى قاطرة تعمل بالهيدروجين.. الأولى من نوعها عالميًا (صور)
- تشغيل أول قاطرة كهربائية بالكامل في أوروبا (صور وفيديو)
- قاطرة كهربائية تنضم لأسطول شركة نفايات نووية في بريطانيا
اقرأ أيضًا..
- قطاع النفط في الكويت يمنح أكبر عقد خدمات لشركة صينية
- إنتاج قطر من الغاز الطبيعي يقترب من 19 مليار متر مكعب
- أول مصنع توربينات رياح في سلطنة عمان يمنح عقدًا بمشاركة مغربية
المصادر:
- تفاصيل اختبار قاطرة تحويل للعمل بالهيدروجين بدلًا من الديزل، من موقع شركة ألستوم
- أسطول القاطرات الأوروبي والألماني وفوائد خفض انبعاثات محركاته، من فيول سيلز ووركس