التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

مشروع غاز أسترالي يواجه عقدًا من الجدل بين أمن الطاقة والبيئة

المشروع عالق منذ 10 سنوات

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • مشروع غاز نارابري يستهدف تطوير غاز طبقات الفحم شمال ولاية نيو ساوث ويلز.
  • السكان الأصليون يعارضون المشروع منذ 10 سنوات لأضرار بيئية محتملة.
  • حكم قضائي جديد يفتح الطريق أمام شركة سانتوس للبدء في تطوير المشروع.
  • مخاوف في السوق المحلية من توجيه إنتاج المشروع للتصدير إلى الخارج.
  • تصدير سانتوس للغاز المسال من مشروع غلادستون يضر السوق المحلية منذ 10 سنوات.
  • أسعار الغاز في السوق المحلية قد ترتفع إذا استقبلت إمدادات مشروع نارابري.

أثارت شركة سانتوس الأسترالية الجدل مجددًا في السوق المحلية مع تمسكها بتطوير مشروع غاز نارابري المعلق منذ 10 سنوات أو أكثر بسبب معارضة السكان الأصليين.

وبحسب تطورات حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- دعا رئيسا وزراء ولايتي جنوب أستراليا ونيو ساوث ويلز الجهات المنظمة إلى منح الموافقات اللازمة للبدء في مشروع نارابري لاستخراج غاز طبقات الفحم في منطقة بيليغا.

وجاءت الدعوة بعد تأكيد شركة سانتوس أن إنتاج المشروع -الذي يقع شمال غرب ولاية نيو ساوث ويلز- سيوجه بالكامل إلى السوق المحلية.

وكانت محكمة استئناف وطنية قد قضت في 20 مايو/أيار الماضي، برفض دعوات وقف المشروع الذي تتجاوز استثماراته قرابة 3.6 مليار دولار أسترالي (2.32 مليار دولار)، ويعول عليه في زيادة إنتاج المناطق الشرقية للبلاد من الغاز الطبيعي.

ورغم أن المحكمة لم تغفل في حيثياتها الأضرار البيئية المحتملة التي قد تصيب مناطق السكان الأصليين القريبة من المشروع؛ فقد مالت إلى ترجيح اعتبارات أمن الطاقة بعد دراسة حجج الأطراف المتنازعة.

جدل مشروع غاز شركة سانتوس

عارض سكان غوميروي الأصليون مشروع شركة سانتوس منذ اقتراحه قبل 10 سنوات، بدعوى أنهم ملاك الأراضي التي يقع فيها المشروع ذو الأضرار البيئية المحتملة لتداخله مع غابة بيليغا ذات الأهمية الثقافية لشعب غوميروي.

ورغم تأكيدات الشركة أخذ الاحتياطيات اللازمة لمعالجة الأضرار البيئية للمشروع؛ فقد ظلت تواجه انتقادات أخرى، وسط مخاوف من توجيه الإنتاج إلى أسواق التصدير على حساب السوق المحلية التي تعاني نقص الإمدادات بالفعل، وارتفاع الأسعار، بحسب تقرير حديث نشره معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.

ويستند المتخوفون إلى التأثير المستمر لمشروع غلادستون للغاز الطبيعي المسال الذي تملكه شركة سانتوس بالفعل في إمدادات الغاز المحلية منذ سنوات طويلة.

وأدى قرار الشركة بناء وحدتين للتسييل في المشروع دون تطوير احتياطيات كافية إلى سحب كميات كبيرة من الغاز من السوق المحلية لتلبية متطلبات عقود التصدير الخاص بها على مدار العقد الماضي.

موقع محطة غلادستون للغاز المسال المملوكة لشركة سانتوس الأسترالية
موقع محطة غلادستون للغاز المسال المملوكة لشركة سانتوس الأسترالية - الصورة من موقع الشركة

كما ترجح تقارير حديثة أن يستمر مشروع غلادستون في التوجه نحو السوق المحلية خلال عامي 2026 و2027، للحصول على إمدادات جديدة تحل محل اتفاقيتي توريد غاز مع شركتين محليتين إحداهما انتهت بالفعل في 2025، والثانية ستنتهي عام 2027.

تقييم أثر مشروع غاز نارابري للغاز

على مدار العقد الماضي، ارتفعت أسعار الغاز أكثر من الضعف بسبب ضعف الإمدادات المحلية؛ ما أدى إلى انخفاض استهلاك الغاز شرق أستراليا بصورة ملحوظة.

ومع استمرار شكاوى المستهلكين، اضطرت حكومات الولايات إلى تطبيق تدابير سياسية داخلية متزايدة لإعطاء الأولوية لإمدادات الغاز المحلية على حساب التصدير.

ودفع التأثير الملحوظ لمشروع شركة غلادستون للغاز المسال في السوق المحلية، مصدري الغاز المسال الآخرين في كوينزلاند إلى الدعوة لإصلاحات تنظيمية لتوزيع التزامات التوريد المحلي على جميع المصدرين الثلاثة، مع تشجيع الشركات على تطوير احتياطياتها بمعدلات متسارعة.

ويتوقع تقرير معهد اقتصادات الطاقة أن يساعد تطوير بعض احتياطيات الغاز التي تملكها شركة غلادستون في خفض مشترياتها المحلية، بل توفير كميات من الغاز يمكن توريدها للسوق المحلية.

ومن المفترض أن يُسهم مشروع غاز نارابري الذي تتمسك شركة سانتوس بتطويره في توفير إمدادات غاز محلية إضافية تخفف الضغط على مشتريات شركة غلادستون من السوق المحلية لتلبية احتياجات التصدير.

منشآت محطة غلادستون لتصدير الغاز المسال في أستراليا
منشآت محطة غلادستون لتصدير الغاز المسال في أستراليا - الصورة من LNG Prime

ورغم أن شركة سانتوس الأسترالية المالكة لمشروع غلادستون، أعلنت التزامها بتوريد 100% من إنتاج مشروع نارابري للسوق المحلية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الغاز على المستهلكين شرق البلاد.

ويرجع ذلك إلى تكاليف الإنتاج العالية في المشروع والمقدرة بنحو 10 دولارات أسترالية (6.5 دولارًا أميركيًا) لكل غيغاغول، وهو ما يزيد بنسبة 45% على تكاليف الإنتاج في كوينزلاند على سبيل المثال.

ويزيد من المخاوف، احتمالات لجوء شركة سانتوس الأسترالية إلى تخصيص غاز مشروع نارابري للسوق المحلية، مقابل تحويل جزء أو كل إنتاجها من حوض كوبر -الموجه للسوق المحلية حاليًا- إلى محطة الغاز المسال للتصدير.

وحتى الآن لم يصدر من شركة سانتوس ما يحسم هذا الاحتمال، ما يجعل تقييم أثر مشروع غاز نارابري في الإمدادات المحلية غامضًا، وربما تتضح معالمه مستقبلًا، بحسب التقرير.

وكانت شركة أدنوك الإماراتية قد تقدمت في 20 يونيو/حزيران الماضي بعرض استحواذ رسمي على كامل أسهم شركة سانتوس، ثاني أكبر منتج للغاز في البلاد، مقابل 18.7 مليار دولار، لكنها لم تلبث أن انسحبت منه في 17 سبتمبر/أيلول 2025.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق