صادرات الصين من المغناطيسات النادرة تقفز 10.2% في أغسطس.. خريطة الدول المستوردة

محمد عبد السند

2025-09-20

0 221

واصلت صادرات الصين من المغناطيسات النادرة مسارها الصعودي في شهر أغسطس/آب الماضي؛ ما يعكس استمرار الطلب المتزايد على تلك العناصر الإستراتيجية.

ووفق أرقام طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تنتِج الصين أكثر من 200 ألف طن من المغناطيسات النادرة سنويًا.

ويتزايد استعمال المغناطيسات النادرة في العديد من التطبيقات الحيوية مثل المعدّات الدفاعية ومحركات السيارات الكهربائية وغيرها من التقنيات النظيفة التي يُعوَّل عليها في تسريع تحول الطاقة.

وتُنتِج المصافي الصينية أكثر من 99% من إمدادات العالم من 3 أنواع من المعادن الأرضية النادرة، اللازمة لتصنيع المغناطيسات المقاومة لدرجات الحرارة.

ومنذ مدة طويلة اعتاد العديد من المناجم في بلدان أخرى -بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية- على شحن خاماته إلى الصين لتكريرها.

ارتفاع مستمر

قفزت صادرات الصين من المغناطيسات النادرة في أغسطس/آب (2025)، مسجلةً ارتفاعًا للشهر الثالث على التوالي، لتصل إلى أعلى مستوياتها في 7 أشهر، وفق وكالة رويترز.

وتعكس الزيادة في صادرات الصين من المغناطيسات النادرة تعافيًا قويًا في التدفقات الخارجية لتلك المعادن التي لا غنى عنها للسيارات الكهربائية، بعدما فرضت بكين قيودًا على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة في شهر أبريل/نيسان الماضي.

وتمثّل القفزة بصادرات المغناطيسات المذكورة من أكبر مورد للمعادن النادرة في العالم خلال أغسطس/آب الماضي، ارتفاعًا نسبته 10.2% من شهر يوليو/تموز السابق، لتصل إلى 6 آلاف و 146 طنًا، وصعودًا بنسبة 15.4% من العام السابق، وفق أحدث البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للجمارك الصينية اليوم السبت 20 سبتمبر/أيلول.

وتأتي الزيادة في صادرات الصين من المغناطيسات في أعقاب سلسلة من الاتفاقيات المُبرَمة بين بكين من جهة وبين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من جهة أخرى لتسريع الصادرات وتخفيف ضوابط التصدير التي فرضتها بكين في أبريل/نيسان الماضي، ردًا على التعرفات الجمركية الأميركية.

ومع ذلك هبطت صادرات المغناطيسات الأرضية النادرة الصينية إلى الولايات المتحدة، البالغة 590 طنًا، بنسبة 4.7% في أغسطس/آب الماضي، وبنسبة 11.8% من الشهر نفسه في العام الماضي.

ويرى محللون أن البيانات تعكس الدور المهيمن للصين في سلاسل إمدادات المعادن الأرضية النادرة العالمية، كما أنها تُبرز التوترات الجيوسياسية التي تشكّل تدفقات تجارة تلك العناصر الإستراتيجية.

وتبرز أهمية المغناطيسات الأرضية النادرة بالنسبة لصناعة السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة والدفاع؛ ما يجعل توافرها حاسمًا في سباق بسط النفوذ الإستراتيجي عالميًا بين بكين وواشنطن.

شخص يعمل في مجال معالجة المعادن الأرضية النادرة في الصين — شخص يعمل بمجال معالجة المعادن الأرضية النادرة في الصين – الصورة من رويترز

صادرات مرتفعة.. ولكن

على الرغم من الزيادة في صادرات الصين من المغناطيسات النادرة في أغسطس/آب، يتشكك الخبراء في أن هذا التعافي يعكس الزخم السوقي المعتاد.

فما تزال القيود الصينية تجبر صناعة الدفاع العالمية على استكشاف وجهات إمدادات أخرى.

وفي الوقت نفسه ما تزال العلاقات التجارية المتقلبة بين واشنطن وبكين تلقي بظلالها على القطاع الذي تهيمن الصين عليه بشكل كامل.

وفي ضوء تلك الخلفية ومع تزايد تشديد الصين ضوابط التصدير، يسعى العديد من البلدان مثل الولايات المتحدة إلى تعزيز الإمدادات المحلية من المعادن النادرة بهدف مواجهة إحدى نقاط الضعف في سلاسل إمدادات المعادن العالمية.

وفي العام الحالي، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية خططًا للاستثمار في شركة إم بي ماتيريالز (MP Materials) المتخصصة في تعدين المعادن النادرة، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

كما تستعد شركات أخرى مثل آر إي ألويز (REalloys) لتجهيز منشآتها في الولايات المتحدة لمعالجة كميات صغيرة من المعادن الأرضية النادرة التي تكون الحاجة ماسّةً إليها في قطاع الدفاع.

خريطة الصادرات

تستورد أميركا الشمالية وأوروبا معًا قرابة 40 ألف طن من المغناطيسات النادرة سنويًا -كلّها من الصين تقريبًا- اللازمة لتصنيع السيارات والروبوتات والطائرات المسيرة ومنتجات أخرى، وفق بيانات صادرة عن شركة الاستشارات والتحليلات آداماس إنتليجنس (Adamas Intelligence)، ومقرّها تورونتو الكندية.

وتُنتِج البلدان خارج آسيا أقل من 2000 طن من مغناطيسات المعادن النادرة سنويًا، لا سيما في ألمانيا وفنلندا، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتصنع الشركات اليابانية كمية إضافية سنويًا قوامها 25 ألف طن من تلك المغناطيسات في اليابان وفيتنام، تُوجَّه أساسًا لشركات صناعة السيارات وعملاء آخرين في اليابان وكوريا الجنوبية.

موضوعات متعلقة..