طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

خبير: الطاقة الحرارية الأرضية أحد حلول الدول العربية لتحقيق أمن الطاقة

داليا الهمشري

يزداد الاهتمام بالطاقة الحرارية الأرضية؛ كونها خيارًا فاعلًا لتحقيق التحول نحو طاقة نظيفة وآمنة في ظل التحديات البيئية والمناخية العالمية، خاصة بالمناطق ذات النشاط الجيولوجي أو الحراري العالي.

وتُعد طاقة باطن الأرض أحد أقدم وأهم مصادر الطاقة المتجددة، وهي الطاقة التي تُستمد من الحرارة المختزنة في باطن الأرض، وتنشأ هذه الحرارة من العمليات الجيولوجية الطبيعية، مثل التحلل الإشعاعي للمعادن في نواة الأرض، وتنتقل إلى السطح من خلال الصخور والمياه الجوفية والبخار.

وبفضل استقرار درجات الحرارة تحت سطح الأرض، تُعد الطاقة الحرارية الأرضية مصدرًا مستدامًا وآمنًا لتوليد الكهرباء والتدفئة والتبريد، مع مستويات انبعاثات كربونية منخفضة مقارنة بالوقود الأحفوري.

في هذا الإطار، نظّمت المبادرة العربية للتعليم البيئي "تمكين بيئي مستدام"، وبرعاية وزارة البيئة المصرية، ندوة علمية افتراضية حول "توليد الطاقة الحرارية الأرضية وتطبيقاتها"، بمشاركة نخبة من الخبراء والمهندسين من عدة دول عربية.

وتابعت منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن) فعاليات هذه الندوة التي ناقشت أبعادًا علمية وتقنية وإستراتيجية لاستعمالات طاقة باطن الأرض في العالم العربي.

أبرز تطبيقات الطاقة المتجددة

استعرض مدير إدارة ترشيد الطاقة بشركة أسيوط لتكرير البترول المهندس محمود صلاح -خلال الندوة- المفاهيم الأساسية المتعلقة بطاقة باطن الأرض، وأبرز التحديات والفرص المرتبطة بتطبيقها في الواقع العربي، ولا سيما في مصر.

وأوضح المهندس محمود أن الطاقة الحرارية الأرضية تُعد من مصادر الطاقة المتجددة، وتنتج من حرارة باطن الأرض الناتجة عن التحلل الإشعاعي للمعادن، والحرارة المتبقية من تكوّن الكوكب، وتنتقل هذه الحرارة إلى سطح الأرض عبر: المياه الجوفية والبخار والصخور ذات الحرارة المرتفعة.

وأضاف أن درجة الحرارة على عمق أمتار قليلة من سطح الأرض تبقى مستقرة نسبيًا مقارنة بتقلبات درجة حرارة الهواء؛ ما يجعلها مثالية لتطبيقات الطاقة المستدامة.

استشاري الطاقة المهندس محمود صلاح خلال ندوة عن أهمية الطاقة الحرارية الأرضية

استشاري الطاقة المهندس محمود صلاح خلال ندوة عن أهمية الطاقة الحرارية الأرضية

وأشار إلى أن محطات الطاقة الحرارية تعتمد على خزانات قريبة من السطح تحتوي على مياه ساخنة أو بخار، وغالبًا ما توجد هذه الخزانات في: المناطق ذات النشاط البركاني والمناطق الساخنة وأعماق الأحواض الرسوبية.

تصنيف أنظمة الطاقة الحرارية الأرضية

شرح المهندس محمود أنظمة الطاقة الحرارية موضحًا أنها تُقسم إلى نوعين رئيسين: الأنظمة الضحلة وتكون على عمق أقل من 400 متر، والأنظمة العميقة وتكون على عمق يزيد على 400 متر.

واستعرض لمحة عن الظهور التاريخي للطاقة الحرارية الأرضية، مشيرًا إلى أن الحضارات القديمة استعملتها عبر الينابيع الساخنة والبخار لأغراض التدفئة والعلاج.

ولفت إلى أن الاستعمال الصناعي الحديث قد بدأ في إيطاليا عام 1904، مع تطوير أول محطة للطاقة الحرارية الأرضية، ومنذ ذلك الحين، تطورت التقنية والقدرات الهندسية بشكل كبير؛ ما سمح بتوسيع انتشارها حول العالم.

وتناول المهندس محمود أهمية الطاقة الحرارية الأرضية ضمن منظومة الطاقة المتجددة، موضحًا أنها تتميز بعدة سمات مهمة؛ أبرزها كونها طاقة نظيفة ذات انبعاثات كربونية منخفضة، فضلًا عن الجدوى الاقتصادية الكبيرة للتشغيل على المدى الطويل.

وأشار إلى أن هذا النوع من الطاقة يتسم باستقرار في معدل الإنتاج، متوقعًا أن يؤدي دورًا مهمًا في تعزيز أمن الطاقة من خلال المصادر المحلية، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

جهود عربية ومصرية

تطرقت الندوة إلى أن هناك جهودًا بحثية وتنظيمية تهدف إلى التغلب على العقبات التقنية والمؤسسية أمام تطوير هذا النوع من الطاقة في الدول العربية، ومن أبرز هذه الجهود:

بناء القدرات والبحث والتطوير:

من خلال ربط مخرجات البحث العلمي بمشروعات التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مصر، ودعم مشروعات الاستكشاف والتطوير.

نشر الوعي:

من خلال الترويج لثقافة التحول نحو الطاقات المتجددة، مع التركيز على طاقة باطن الأرض تحديدًا، ودمج قضايا الطاقة والتغير المناخي في مراحل التعليم المختلفة.

تطوير السياسات والحوافز:

اقترح المشاركون في الندوة وضع حوافز استثمارية وتمويلية لتشجيع القطاع الخاص، وسن لوائح تنظيمية واضحة تحدد السياسات والإستراتيجيات، ودراسة الأثر البيئي والاجتماعي.

كما طالب المشاركون في الندوة بضرورة العمل على إدراج الطاقة الحرارية الأرضية ضمن مزيج الطاقة الوطني، في إطار إستراتيجية مصر للطاقة حتى 2035.

التعاون الدولي وتبادل الخبرات

شدد المهندس محمود صلاح -خلال الندوة- على أهمية التكامل الإقليمي والدولي، من خلال الاستفادة من الخبرات الفنية العالمية في مجالات الحفر والتنقيب والاستكشاف، وإعادة استغلال آبار النفط المهجورة لتقليل تكاليف الحفر الأولي، وجذب التمويل الدولي ودعم إعداد سياسات وطنية وتشريعات محفزة.

استشاري الطاقة المهندس محمود صلاح خلال ندوة عن أهمية الطاقة الحرارية الأرضية

استشاري الطاقة المهندس محمود صلاح خلال ندوة عن أهمية الطاقة الحرارية الأرضية

وأبرز المشاركون أهمية التنسيق الوثيق مع قطاع النفط والغاز، ولا سيما فيما يتعلق بتبادل البيانات الجيولوجية، والاستفادة من البنية التحتية الموجودة، ووضع خطط تكاملية تخدم أهداف التنمية المستدامة وأمن الطاقة.

واختتمت الندوة بعدد من التوصيات؛ أبرزها الدعوة إلى تسريع الجهود العربية المشتركة في مجال استغلال الطاقة الحرارية الأرضية بصفتها جزءًا من التحول نحو الاقتصاد الأخضر وتعزيز الاستقلال الطاقي للدول العربية.

وأشاد المشاركون بدور مصر في تبني مبادرات بيئية شاملة تدعم هذا التوجه، مؤكدين ضرورة استمرار عقد مثل هذه اللقاءات العلمية لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق