التقاريرتقارير الطاقة النوويةتقارير دوريةرئيسيةطاقة نوويةوحدة أبحاث الطاقة

الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تنتظر طفرة بقيادة دولتين

لتصل إلى 19 غيغاواط بحلول 2035

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

من المتوقع أن تؤدي الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا دورًا أكبر خلال السنوات المقبلة في توليد الكهرباء بقيادة الدول العربية، وسط سعي المنطقة لمواجهة الطلب المتزايد عبر الاعتماد على مصادر أكثر تنوعًا واستدامة.

وتوقّع تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- تضاعُف قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لتصل إلى 19 غيغاواط بحلول عام 2035.

وتحتضن المنطقة في الوقت الراهن 5 مفاعلات نووية، يقع 4 منها في دولة الإمارات، متمثلة في محطة براكة النووية، بالإضافة إلى محطة بوشهر في إيران.

وفي الوقت نفسه، من المرتقب إضافة 5 مفاعلات نووية أخرى، 4 منها في مصر، ومفاعل في إيران، لتقود الدولتان نمو السعة النووية في المنطقة، بالإضافة إلى سعي السعودية نحو تنفيذ خطّتها لبناء محطة نووية، ورغبة الإمارات في إضافة المزيد من المفاعلات.

نمو الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

منذ عام 2023 تشهد الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا واضحًا، مع توقعات أن تكون ثالث أكبر المناطق عالميًا في نمو القدرة النووية حتى عام 2035.

ويقدّر التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن تنجح دول المنطقة في إضافة أكثر من 13 غيغاواط من الطاقة النووية، لتأتي خلف الصين والهند.

ويوجد 56 مفاعلًا نوويًا قيد الإنشاء في 15 دولة، منها مصر، في حين تخطط 30 دولة أخرى لإنشاء 100 مفاعل نووي بطاقة تبلغ 100 غيغاواط، بحسب بيانات منظمة أوابك.

ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- سعة الطاقة النووية قيد الإنشاء عالميًا حسب الدولة، مع وجود مصر في المرتبة الرابعة:

قدرة الطاقة النووية قيد الإنشاء

وتصنّف وكالة الطاقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنها ضمن المناطق الأكثر طموحًا عالميًا بمجال التحول العالمي للطاقة، في ظل الإسراع في تنفيذ مشروعات الطاقة منخفضة الانبعاثات، ومنها المفاعلات النووية.

ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 50% إلى قرابة 2200 تيراواط/ساعة بحلول 2035، وهو ما يعادل إجمالي الطلب الحالي لألمانيا وإسبانيا مجتمعتين.

الطاقة النووية في الإمارات وإيران

يوجد حاليًا نحو 440 مفاعلًا نوويًا في 32 دولة -منها الإمارات- بقدرة إنتاجية إجمالية تبلغ 400 غيغاواط. وأسهمت بنسبة 9% من إجمالي إنتاج الكهرباء العالمي عام 2024، بحسب بيانات حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة من منظمة "أوابك".

ومنذ عام 2020، تستعمل الإمارات الطاقة النووية في توليد الكهرباء مع بدء التشغيل التدريجي لمفاعلات محطة براكة النووية الواقعة في منطقة الظفرة، وواصلت تحقيق ارتفاعات واضحة حتى التشغيل الكامل في النصف الثاني من 2024، لتكون ثاني أكبر مصدر للكهرباء في البلاد.

وبحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة، ارتفعت كمية الكهرباء المولدة من الطاقة النووية خلال العام الماضي إلى 40.6 تيراواط/ساعة، لتُسهم بحصّة تبلغ 22.9% في مزيج توليد الكهرباء الإماراتي، وفقًا لما يوضحه الرسم البياني التالي:

مزيج توليد الكهرباء في الإمارات بين عامي 2023 و2024

وتتكون محطة براكة من 4 مفاعلات نووية بسعة إجمالية 5.6 غيغاواط، لتساعد منذ تشغيلها بخفض استهلاك الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء في إمارة أبوظبي لأقل مستوى منذ 13 عامًا، ومنع انبعاث 22.4 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل إزالة 4.8 ملايين سيارة من الطرق سنويًا.

وفي مقابل ذلك، تمتلك إيران محطة بوشهر بقدرة إنتاجية 1 غيغاواط، وهي أقدم محطة طاقة نووية في منطقة الشرق الأسط، إذ تعمل منذ عام 2013.

وارتفعت حصة الطاقة النووية في مزيج توليد الكهرباء الإيراني خلال العام الماضي إلى 1.86%، بكمية توليد 7.35 تيراواط/ساعة، مقابل 1.74%، بكمية توليد 6.64 تيراواط/ساعة في العام السابق له.

محطة الضبعة في مصر

منذ عام 2022، شرعت مصر في بناء محطة الضبعة للطاقة النووية على ساحل البحر المتوسط، لاستعمالها في توليد الكهرباء، لتكون من حلول البلاد لمواجهة الطلب المتزايد وتقليل الاعتماد على الغاز.

وتتكون محطة الضبعة من 4 مفاعلات نووية بقدرة 1.2 غيغاواط لكل منها، أي بإجمالي 4.8 غيغاواط، لتسهم في تضاعف قدرة الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عند تشغيلها.

وتخطط مصر بدء التشغيل التجريبي للمفاعل الأول نهاية عام 2027 على أن يعمل رسميًا في 2028، ومن ثم تستكمل المفاعلات الـ3 الأخرى تباعًا، لتعمل الضبعة بكامل طاقتها في 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. الطاقة النووية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من وكالة الطاقة الدولية
  2. رسم مزيج توليد الكهرباء في الإمارات، من وحدة أبحاث الطاقة
  3. عدد المفاعلات النووية العاملة وقيد الإنشاء، تقرير لـ"أوابك"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق