
تعرَّض توربين رياح -بلغ عمره التشغيلي أقل من عام- إلى حادث مثير للجدل، بعد سقوط شفراته الـ3 دفعة واحدة، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ولم يسفر الحادث عن وقوع إصابات، لكن الهيئات المعنية بدأت تحقيقًا للوقوف على أسباب انهيار الشفرات والتسبب في حالة ذعر للسكان والمارة في محيط الشركة.
واللافت للنظر أن التوربين كان مثبتًا بمقرّ شركة تأمين عملاقة في المملكة المتحدة، للمساعدة في تلبية احتياجاتها من الكهرباء وتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
ورغم التوسع البريطاني في مشروعات الرياح البحرية، فإن نشر التوربينات البرية واجه تحديات قوية، ترجع إلى: مخاوف السلامة، والمظهر غير الجمالي لها قرب المنازل والأحياء السكنية.
انهيار شفرات توربين رياح
شهد مقرّ شركة تأمين في إسكتلندا انهيار شفرات توربين رياح يصل طوله إلى 77 مترًا، ليسلّط الحادث الضوء من جديد على المخاوف من المشروعات البرية في الصناعة.
وجاء الحادث عقب مرور 10 أشهر فقط على تشغيل التوربين في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حسب صحيفة كورير المحلية.

وأرجعت شركة أفيفا (Aviva) للتأمين سقوط الشفرات في مقرّها بمدينة بيرث الإسكتلندية صباح الجمعة الماضية (12 سبتمبر/أيلول 2025) إلى "عطل هندسي"، رغم عدم انتهاء التحقيقات بعد.
وألقى الحادث بظلاله على السكان المحيطين بمقرّ الشركة، إذ تناثرت أجزاء الشفرات قرب ممرّ عامّ للمشاة، وتكدّست أجزاء أخرى بجوار قاعدة التوربين المتضرر.
وسُمع دوي انهيار الشفرات للعديد من السكان المحيطين، وانتشرت حالة من الذعر بعد استيقاظ عدد منهم إثر صوت السقوط.
وشوهدت مكونات تصنيع الشفرات ملقاة على مقربة من ممر المشاة، من بينها: المواد العازلة، في حين تدلّت أسلاك من موقع اتصال الشفرات بهيكل التوربين.
خطة الإصلاح
حافظَ برج توربين الرياح على ثباته في موقعه مع بعض الأضرار في أجزائه العلوية، لكن التحقيق يتطلب إنزال البرج وتفكيكه للتدقيق في السبب الحقيقي لسقوط الشفرات.
وفي الوقت ذاته، تعتزم الشركة تبنّي خطة لإعادة تشغيل التوربين بعد إصلاحه وتركيبه مرة أخرى، وفق ما نشره موقع رينيو إيكونومي.
وبدأت الشركة تواصلًا مع مورّد التوربينات -الذي لم تفصح عنه- لتوضيح الأسباب المحتملة المتوقعة، والاتفاق على إعادة التشغيل الآمنة.
وبجانب ذلك، تبنّت شركة أفيفا" إجراءات فورية إضافية، وحاولت منع السكان المتجمهرين في موقع الحادث من التقاط الصور، واكتفت بإصدار بيان تسرد فيه واقعة انفصال الشفرات عن التوربين دون إصابات بشرية.
وشددت شركة التأمين على أن اعتبارات السلامة تأتي في مقدمة أولوياتها، موضحة أن فرق الإطفاء هرعت إلى موقع الحادث للتيقن من حجم التداعيات.

ردود أفعال
لاقى حادث توربين رياح شركة أفيفا ردود أفعال واسعة النطاق، إذ قال البرلماني الإسكتلندي "موردو فريسر"، إن السكان المحيطين انتقدوا مظهر التوربين في المنطقة.
وأوضح "فريسر" أن عدم وقوع إصابات لا يعدّ مطمئنًا، إذ ما يزال خطر هذه التوربينات قائمًا، سواء على السكان والأطفال أو الحياة البرية.
وأكد مسؤول أهمية إجراء تحقيق في الأسباب المحتملة، للوقوف على الدروس المستفادة وتجنّبها في المستقبل، مطالبًا شركة التأمين بمصارحة السكان المحيطين بالأسباب وضمان اعتبارات الأمان.
بدورها، كانت الرئيسة التنفيذية لـ"أفيفا" أماندا بلانك تنظر إلى تركيب التوربين في مقرّ الشركة بوصفه خطوة مهمة لتوفير إمدادات الكهرباء المطلوبة ذاتيًا، بنسبة 100%، وفق موقع بي بي سي.
كما يمهّد التوربين الطريق لتحقيق أهداف الحياد الكربوني التي تستهدفها الشركة بحلول 2040.
ويعدّ توربين رياح شركة أفيفا أحد مسارات مشروع طاقة متجددة ضخم يضم أيضًا ألواح شمسية وبطاريات وشواحن للسيارات الكهربائية.
وينتمي التوربين إلى طراز دي دبليو 61 (DW61) بقدرة 1 ميغاواط، من تصنيع شركة إي دبليو تي (EWT) الهولندية، طبقًا لمعلومات موقع ريتشارج.

موضوعات متعلقة..
- تركيب أقوى توربين رياح بحرية في العالم لبدء اختباره.. نقلة نوعية
- ترمب يهاجم مزرعة رياح في إسكتلندا.. تفسد منظر ملعبه الغولف
- حادث لتوربين رياح يعطل تسليمات مزرعة بقدرة 506 ميغاواط (صور)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تقر بالحاجة إلى 540 مليار دولار سنويًا لضمان إمدادات النفط والغاز
- خبير أوابك: التخزين الجوفي للغاز فرصة إستراتيجية للدول العربية.. وهذه تكلفته بالأرقام (حوار)
- بعد صفقات واردات تركيا من الغاز المسال.. هل ترد روسيا بقطع الإمدادات؟ (مقال)
المصادر:
- تفاصيل الحادث والعمر التشغيلي للتوربين، من صحيفة كورير المحلية
- خطة إصلاح توربين رياح شركة أفيفا، من رينيو إيكونومي
- دور التوربين في تحقيق الاكتفاء الذاتي لطلب الشركة، من بي بي سي
- معلومات التوربين وقدرته وطرازه، من موقع ريتشارج