التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

قروض الطاقة الشمسية في فلسطين.. تفاصيل التقديم ونسبة الفائدة

أحمد بدر

تمثّل قروض الطاقة الشمسية في فلسطين خطوة محورية نحو تحقيق الاستقلال في إنتاج الكهرباء، وسط التحديات التي يواجهها القطاع نتيجة الاعتماد على الوقود المستورد وانقطاع الإمدادات، إذ تعكس المبادرة رغبة قوية في التوسع بالطاقة المتجددة بصفتها خيارًا إستراتيجيًا لمستقبل مستدام.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة الفلسطيني، أطلقت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية برنامجًا جديدًا لقروض الطاقة الشمسية بالتعاون مع عدد من البنوك المحلية، يهدف إلى تمويل الأفراد والمؤسسات لتركيب أنظمة شمسية تُخفِّف من أزمة انقطاع الكهرباء المتكررة.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تعاني فيه فلسطين من محدودية الموارد الطبيعية والضغوط السياسية والاقتصادية، وهو ما يجعل الطاقة الشمسية الخيار الأمثل لمواجهة التحديات، لا سيما أن البلد يتمتع بأكثر من 300 يوم من الإشعاع الشمسي سنويًا، ما يعزز نجاح هذه المشروعات.

وبينما تشكّل قروض الطاقة الشمسية في فلسطين أداة عملية لمواجهة نقص الكهرباء، فإنها تفتح المجال أمام مشروعات أوسع يمكن أن تشمل المدارس والمستشفيات والمنازل، إضافة إلى دعم الابتكار المحلي في التصاميم التي تستفيد من الإنارة الطبيعية والطاقة الحرارية الجوفية.

التقديم على قروض الطاقة الشمسية في فلسطين

تقدّم منصة الطاقة المتخصصة معلومات التقديم على قروض الطاقة الشمسية في فلسطين، وهي:

  • اسم المشروع: مشروع الصندوق الدوار للأنظمة الشمسية.
  • نسبة الفائدة: 0%.
  • البنوك التي تقدّم القروض: البنوك المحلية فقط.
  • ضرورة ملء الاستمارة من خلال هذا الــرابـــط.

ولا تعدّ قروض الطاقة الشمسية في فلسطين مجرد تمويل، بل رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ تتيح للأسر خفض فاتورة الكهرباء وتحقيق اكتفاء جزئي من الطاقة، وتمنح المؤسسات مرونة أكبر في مواجهة الأزمات المستمرة بنقص الإمدادات.

وتؤكد تجارب ميدانية أن الخلايا الشمسية أصبحت طوق النجاة للشعب الفلسطيني، إذ سمحت بتشغيل المدارس والمستشفيات والمنازل خلال فترات انقطاع الكهرباء الطويلة، ولعل تجربة مدرسة "واد المغير" في الخليل مثال بارز، إذ اعتمدت بالكامل على حلول الطاقة المتجددة.

وشُيِّدت المدرسة على مساحة 2300 متر مربع، وتضم أكثر من 550 طالبًا، وقد زُوِّدَت بالإنارة الطبيعية وخلايا شمسية وأنظمة للطاقة الحرارية الجوفية، في مشروع موّلته الحكومة البلجيكية، بلغت قيمته نحو 1.25 مليون يورو (1.355 مليون دولار).

تشغيل مدرسة واد المغير بمدينة الخليل الفلسطينية بالخلايا الشمسية والطاقة الحرارية الجوفية
تشغيل مدرسة واد المغير في مدينة الخليل الفلسطينية بالخلايا الشمسية والطاقة الحرارية الجوفية

وكان الاعتماد على الإنارة الطبيعية عنصرًا أساسيًا في التصميم، إذ اعتمد المهندس فراس بشارات على فراغات تسمح بمرور الضوء بنسبة لا تقل عن 20% من مساحة الغرف الصفية، مع مراعاة توفير بيئة دراسية آمنة وصحية للطلاب، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

كما اعتمد التصميم على ترشيد استهلاك الطاقة من خلال لوحات تحكُم مركزية، تسمح بمتابعة الأحمال الكهربائية وإغلاق الإنارة عند عدم الحاجة، ووفّر هذا الابتكار استهلاكًا كبيرًا للكهرباء، وعزّز كفاءة تشغيل المدرسة باستعمال مصادر نظيفة.

تعكس هذه النماذج مدى أهمية قروض الطاقة الشمسية في فلسطين، التي من شأنها أن تدعم مشروعات مشابهة وتتيح للقطاع التعليمي والصحي والمجتمعي الاعتماد على مصادر بديلة، بعيدًا عن أزمات الوقود، بما يعزز توجهات الدولة نحو تنمية مستدامة.

وتمثّل هذه التجارب مؤشرات واضحة على أن التمويل الأخضر أصبح جزءًا من السياسات الوطنية. ومن خلال هذه الخطوات، يمكن للقطاع الفلسطيني أن يخفف اعتماداته على الخارج، ويبني نموذجًا قائمًا على الطاقة المتجددة المتاحة محليًا.

آفاق الطاقة الشمسية في فلسطين

تشير بيانات السوق إلى أن أسعار الألواح الشمسية شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال 2025، إذ وصلت إلى أقل من 20 سنتًا لكل واط نتيجة لانخفاض تكاليف التصنيع عالميًا، وهو ما يدعم فرص انتشار قروض الطاقة الشمسية في فلسطين.

وبحسب تصريحات سابقة لخبراء في هذا القطاع، تحدّثوا إلى منصة الطاقة المتخصصة، فإنه برغم تعرُّض العديد من الأنظمة الشمسية للتلف خلال الحرب، فإن المبادرات الدولية والإنسانية أسهمت في توفير أنظمة مجانية للمستشفيات والمدارس، بجانب مشروعات محلية عززت التمويل الجزئي للأُسر.

وسبق أن أشار مسؤولون في قطاع الطاقة إلى أن السوق ما زالت تعاني من حالة كساد بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية، خاصة في قطاع غزة، إلّا أن الدعم الدولي والتسهيلات المصرفية عبر قروض الطاقة الشمسية في فلسطين يمكن أن يوفّرا متنفسًا أمام الأفراد والمؤسسات.

أسعار ألواح الطاقة الشمسية في فلسطين 2025

وتختلف أسعار ألواح الطاقة الشمسية في فلسطين حسب نوعها وجودتها، بجانب الضرائب وتكاليف النقل بين الضفة وغزة، وسط توقعات بمزيد من الانخفاض نتيجة تراجع الطلب عالميًا، وتحسُّن تقنيات التصنيع.

وبحسب بيانات السوق، فإن أسعار الألواح المونوكريستالين بقدرات 100 واط تتراوح بين 70 و95 دولارًا، بينما تصل تكلفة ألواح 600 واط إلى نحو 400–460 دولارًا، وهذه الأسعار المشجعة تواكب برامج التمويل التي تستهدف توسيع القاعدة الاستهلاكية.

وتساعد قروض الطاقة الشمسية في فلسطين على ربط هذه الأسعار بقدرات المواطنين، إذ يمكنهم سداد أقساط على سنوات عديدة، بما يخفف من الضغوط المالية، ويتيح تركيب المنظومات الشمسية للمنازل والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتؤكد المؤشرات أن هذه الخطوات لن تقتصر على معالجة أزمة الكهرباء فحسب، بل ستخلق فرص عمل جديدة في مجالات التركيب والصيانة، ما يعزز الاقتصاد الوطني، ويفتح الباب أمام توطين صناعة مكونات الطاقة الشمسية مستقبلًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق