رئيسيةأخبار السياراتسيارات

تراجع السيارات الكهربائية يجبر فورد الأميركية على تسريح 1000 موظف

من مصنعها في ألمانيا

أحمد بدر

تواجه شركة فورد الأميركية تحديات متزايدة في سوق السيارات الكهربائية بأوروبا، ما دفعها لإعلان تسريح نحو 1000 موظف من مصنعها بمدينة كولونيا الألمانية، في قرار يعكس صعوبة المبيعات وضعف الطلب الذي خالفَ التوقعات.

وبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع السيارات العالمي، جاء قرار الشركة استجابة مباشرة لانخفاض الإقبال الأوروبي على المركبات الكهربائية مقارنةً بالتقديرات السابقة، ما أجبر الشركة على تعديل خططها الإنتاجية.

ويتضمن القرار تحويل مصنع كولونيا إلى نظام العمل بنوبة واحدة فقط بدءًا من يناير/كانون الثاني 2026، وهو ما يعني عمليًا فقدان عدد كبير من الوظائف، إذ إن هذا التقليص يعدّ جزءًا من عملية إعادة هيكلة أوسع للشركة في ألمانيا.

كما أكدت فورد أنها ستعرض على الموظفين المتأثرين حزم مغادرة طوعية، لتخفيف أثر الخطة الجديدة وتقليل الاحتجاجات المحتملة، في خطوة تعكس إدراك الشركة حساسية الملف العمالي في ألمانيا وأوروبا عمومًا.

تسريح العمالة في مصنع كولونيا

يمثّل إعلان فورد الأميركية تسريح 1000 موظف حلقةً جديدة بسلسلة القرارات المؤلمة التي اتخذتها الشركة في ألمانيا، فمنذ العام الماضي، شهدت مواقعها في كولونيا وسارلويز تقليصات كبيرة في العمالة ضمن خطة لإعادة تنظيم النشاط الصناعي.

وترى إدارة الشركة أن السوق الأوروبية لا توفّر الحجم الكافي من الطلب على السيارات الكهربائية لتعويض التكاليف العالية، ومع استمرار المنافسة من شركات آسيوية وأوروبية، يصبح من الصعب على الشركة الحفاظ على مستويات إنتاج مرتفعة.

ولم يأتِ القرار مفاجئًا للمتابعين، إذ سبقه إعلان إغلاق مصنع سارلويز خلال السنوات المقبلة، في توجُّه يُظهر أن إعادة الهيكلة أعمق من مجرد تعديل في خطوط الإنتاج، بل تمسّ وجود فورد في بعض المدن الألمانية.

مصنع فورد للسيارات الكهربائية في ألمانيا
مصنع فورد للسيارات الكهربائية في ألمانيا- الصورة من "دير شبيجل"

ويعدّ تأثُّر سوق العمل المحلية واضحًا، إذ تعتمد كولونيا على المصنع بصفته مصدرًا رئيسًا للتوظيف، لذلك فإن تسريح 1000 موظف دفعة واحدة يشكّل ضغطًا اجتماعيًا واقتصاديًا على المنطقة، ما قد يثير انتقادات سياسية ضد إدارة فورد.

وبينما تؤكد الشركة أنها ملتزمة بالبقاء في السوق الأوروبية، فإن خططها تشير إلى تقليص الحضور بدلًا من التوسع، وهو ما يعكس مدى تعقيد المنافسة وتحديات التحول الطاقي في صناعة السيارات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعتمد شركة فورد الأميركية على حزم الخروج الطوعي لتقليل حدّة الاحتجاجات، لكنها لا تضمن بالكامل تجنُّب التوترات العمالية، في حين طالبت النقابات العمالية الألمانية بمزيد من الشفافية والتعويضات السخية للمتأثرين.

في المقابل، تستمر الشركة في تطوير منصتها للسيارات الكهربائية منخفضة التكلفة، لكنها تدرك أن هذا يتطلب استثمارات ضخمة وصبرًا إستراتيجيًا، خصوصًا في ظل ضعف المبيعات الأوروبية الحالية.

تأجيل الطرازات الكهربائية الجديدة

إلى جانب تقليص الوظائف، قررت فورد، قبل 4 أسابيع، تأجيل إطلاق طرازين رئيسين من سياراتها الكهربائية من الجيل الجديد، في قرار يمثّل إعادة توجيه لإستراتيجيتها نحو طُرز أصغر حجمًا وأكثر ملاءمة للأسواق التي تبحث عن أسعار معتدلة.

وأجّلت الشركة طرح شاحنة "البيك آب" الكهربائية كبيرة الحجم من عام 2027 إلى 2028، كما أخّرت إنتاج طراز آخر كان من المفترض أن يرى النور العام المقبل، وهو التراجع الذي يعكس ضغوط السوق الأميركية والأوروبية معًا.

وبحسب بيانات منصة الطاقة المتخصصة، فإن التأجيل ليس الأول من نوعه، إذ سبق للشركة أن أجّلت الطرح أكثر من مرة منذ 2022، وهذه الخطوات قد تؤثّر في ثقة المستهلك والمستثمر على حدّ سواء تجاه خطط فورد الكهربائية.

شاحنة البيك آب الكهربائية خفيفة الوزن "إف -150"
شاحنة البيك آب الكهربائية خفيفة الوزن "إف -150" – الصورة من الموقع الرسمي لشركة فورد

وتركّز الشركة الأميركية في المرحلة المقبلة على تطوير منصة منخفضة التكلفة، تبدأ بسيارة كهربائية صغيرة بحلول 2027، بهدف استقطاب شريحة أوسع من المستهلكين الذين يترددون أمام الأسعار المرتفعة للطرازات الكبيرة.

كما تعتزم فورد كشف تفاصيل بعض طرازاتها الكهربائية المستقبلية، في مصنعها بولاية كنتاكي الأميركية، بينما يعكس تأجيل إطلاق الشاحنات الكهربائية إدراكها لتبدُّل أولويات السوق، إذ يميل المستهلكون حاليًا نحو سيارات أصغر وأكثر كفاءة، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة.

في الوقت نفسه، ما تزال فورد الأميركية تراهن على طرازاتها البارزة مثل "إف-150" و"إي-ترانزيت"، التي ما تزال تحقق مبيعات قوية في السوق الأميركية، وهو ما يساعدها في تمويل التحول الإستراتيجي على المدى المتوسط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق