رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

هل ينجح وقود الأمونيا في خفض انبعاثات النقل البحري؟ دراسة تجيب

دينا قدري

تهدف دراسة جدوى جديدة إلى فهم كيفية دعم وقود الأمونيا لقطاع النقل البحري، بما يسهم في خفض انبعاثات القطاع بشكل فاعل، ووضع تصوّر لمحرك احتراق الأمونيا من الجيل التالي.

ووفق التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تجمع هذه الدراسة -التي تحمل اسم "مشروع فاست موف"- الشركاء من شركة ريكاردو (Ricardo)، وجامعة برونيل في لندن، وميناء كرومارتي فيرث.

وتُعدّ الدراسة جزءًا من مبادرة مكتب الشحن البريطاني لخفض الانبعاثات (UK SHORE)، المموّلة من وزارة النقل، التي تهدف إلى دفع عجلة التحول نحو قطاع بحري أكثر استدامة، مع دعم النمو الاقتصادي في جميع أنحاء المملكة المتحدة.

ومن المفترض أن يبدأ المشروع في شهر سبتمبر/أيلول الجاري، وينتهي في ربيع عام 2026.

دور وقود الأمونيا في سفن الدعم البحري

ستُقيّم الدراسة الجديدة جدوى استعمال محركات رباعية الأشواط تعمل بالأمونيا في سفن الدعم البحري، وذلك للحدّ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الاحتباس الحراري، بما يتوافق مع لوائح الانبعاثات الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية (IMO).

(المحرك رباعي الأشواط نوع من محركات الاحتراق الداخلي يتطلب 4 دورات منفصلة للمكبس -سحب، وضغط، واحتراق، وعادم- لإكمال دورة العمل كاملة).

ويُقيّم هذا المشروع، الممول في إطار الجولة السادسة من تمويل مسابقة العرض البحري النظيف (CMDC)، فرص استعمال الأمونيا -وهي وقود خالٍ من الكربون- لإزالة الكربون من سفن الدعم البحري العاملة في ميناء كرومارتي فيرث، مع تعزيز فهم احتراق الأمونيا ثنائي الوقود عالي الضغط.

وكما هو موضح، يُركز المشروع تحديدًا على سفن الدعم البحري، مع إمكان تطبيق نتائجه أيضًا على الجرافات، التي سيتجاوز طول بعضها 24 مترًا، بحسب ما أوردته منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا" (Riviera Maritime Media).

وتعمل هذه السفن عادةً بمحركات كبيرة رباعية الأشواط، وفي موانٍ ومرافئ بأعماق البحار حيث قد تُزوَّد السفن بالأمونيا لخدمة السفن التي تستعمل محركات أكبر حجمًا ثنائية الأشواط (نوع من محركات الاحتراق الداخلي يُكمل دورة الطاقة في ضربتين فقط للمكبس، بدلًا من الـ4 أشواط في المحركات التقليدية).

ووفق التفاصيل التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تشمل الأهداف الرئيسة للمشروع:

  1. تقييم فرص استعمال الأمونيا في إزالة الكربون من السفن التي تستعمل ميناء كرومارتي فيرث.
  2. تعميق فهم احتراق الأمونيا ثنائي الوقود عالي الضغط.
  3. تطوير مفهوم نظام احتراق من الجيل التالي يُعزز معدل استبدال الأمونيا مع تقليل انبعاثات الملوثات.
  4. تقييم اعتبارات سلامة المواني والسفن.
ميناء في المملكة المتحدة
ميناء كرومارتي فيرث الإسكتلندي - الصورة من موقع جامعة برونيل

تطوير محركات بحرية تعمل بالأمونيا

جزءًا من دورها في الدراسة، ستستعمل شركة ريكاردو للاستشارات الهندسية والبيئية خبرتها في محركات الاحتراق والقطاع البحري لتطوير مفاهيم الاحتراق الأولي، بحسب ما جاء في البيان الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وستقيّم الشركة جدوى استعمال محركات بحرية رباعية الأشواط تعمل بالأمونيا لسفن الدعم البحري، لتكون وسيلة لخفض الانبعاثات، وتعزيز مكانة المملكة المتحدة بوصفها رائدة في السوق في هذا المجال من خلال نظام الاحتراق.

وستدرس جامعة برونيل خصائص الرش ونمذجة الاحتراق في مختبراتها، في حين سيقيّم ميناء كرومارتي فيرث متطلبات السلامة لأنظمة تخزين الأمونيا وتزويد سفن الدعم البحري بوقود الأمونيا في المواني المخصصة.

وقال الخبير التقني العالمي في مجال المحركات المستدامة بشركة ريكاردو، ريتشارد أوزبورن: "تتيح لنا دراسة الجدوى هذه فرصةً لدراسة الفوائد والتحديات المحتملة لاستعمال محركات بحرية رباعية الأشواط تعمل بالأمونيا في سفن الدعم البحري، وتحديد ما إذا كانت ستوفر حلًا أكثر استدامةً في هذا الجزء من القطاع البحري".

وأشار الأستاذ وزميل برنامج قادة المستقبل في معهد أبحاث المملكة المتحدة (UKRI) بجامعة برونيل في لندن، شينيان وانغ، إلى أن الجامعة أجرت أبحاثًا رائدة في مجال الأمونيا، باستعمال مزيج من الوقود للشاحنات في تطبيقات جديدة بمجال الشحن.

وقال: إن المشروع "سيُمثل خطوةً مهمةً في إثبات إمكانات الأمونيا بوصفها وقودًا خاليًا من الكربون، وفي وضع معايير لإزالة الكربون من أحد القطاعات التي يصعب تخفيفها".

من جانبها، ترى رئيسة الإستراتيجية وتطوير الأعمال في ميناء كرومارتي فيرث، جوان ألداي، أن المشروع "يؤدي دورًا أساسيًا في المساعدة على إرساء معايير السلامة لاستعمال هذا الوقود المستقبلي في المملكة المتحدة وخارجها".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. دراسة لفهم دور وقود الأمونيا في إزالة الكربون من قطاع النقل البحري، من موقع شركة ريكاردو
  2. معلومات إضافية عن دراسة الجدوى عن دور وقود الأمونيا، من منصة "ريفييرا ماريتايم ميديا"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق