أمين عام أوبك في الذكرى الـ65 لتأسيسها: سنظل ركيزة صناعة النفط.. وباقون لعقود
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

يرى أمين عام أوبك هيثم الغيص، أن مرور 65 عامًا على تأسيس المنظمة يعكس إرثًا غنيًا من الإنجازات، ويُشكِّل أساسًا لمستقبلها.
وُلدت المنظمة في بغداد عام 1960 بإرادة قوية من 5 قادة: عبدالله الطريقي من السعودية، خوان بابلو بيريز ألفونسو من فنزويلا، فؤاد روحاني من إيران، طلعت الشيباني من العراق، أحمد سيد عمر من الكويت.
ورغم اختلاف الأهداف والتوقعات بين المؤسسين؛ فقد كانت المصلحة المشتركة أقوى من ذلك، ليخرج كيانًا يضمن للدول المنتجة صوتًا مسموعًا في سوق أسيرة الشركات الكبرى، بحسب ما ذكره أمين عام أوبك في مقال اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ومع مرور أكثر من 6 عقود على تأسيسها، أثبتت المنظمة أن رؤيتها الموحدة وأهدافها الأساسية منذ 1960 كانت حجر الأساس لاستقرار السوق العالمية؛ حيث أصبحت اليوم تضم 12 دولة عضوًا وتحظى بالاحترام الدولي، ومُسجلةً رسميًا لدى الأمم المتحدة منذ 1962.
وفي ظل تزايد الطلب على النفط والطاقة، قال الغيص إن الحديث عن أفول نجم أوبك أو بلوغ العالم ذروة النفط مبالغ فيه، مؤكدًا دور المنظمة في استقرار الأسواق.
وأضاف: "نترقب مستقبلًا تواصل فيه المنظمة حضورها المؤثر لـ65 عامًا أخرى وأكثر، مع بقائها صوتًا يبرز أهمية النفط ومنتجاته لعقود مقبلة".
رحلة أوبك
أوضح أمين عام أوبك أن النفط كان عماد اقتصادات الدول النامية في ستينيات القرن الماضي، لكن شركات النفط العالمية الرائدة حرمت هذه الدول من اتخاذ القرار بشأن إدارة مواردها النفطية، أو من حصولها على نصيب عادل من عائداتها.
ونتيجة لذلك، وُلدت منظمة أوبك عام 1960 من رحم الحاجة إلى تأكيد الحقوق السيادية في استغلال الثروات الطبيعية من أجل التنمية الوطنية، والمساهمة في تعزيز استقرار السوق لخدمة مصالح الدول المنتجة والمستهلكة على حد سواء.
وكشف الغيص عن أن اجتماع وزراء النفط في مؤتمر بغداد، والذي عُقد خلال المدة من 10-14 سبتمبر/أيلول 1960، وضع اللبنة الأولى لولادة منظمة هدفها توحيد سياسات النفط بين الدول الأعضاء وحماية مصالحها الفردية والجماعية.
كما التزمت المنظمة بمراعاة مصالح الدول المنتجة والمستهلكة وضمان دخل مستقر للمنتجين، فضلًا عن تأمين إمدادات منتظمة للأسواق، وعائد منصف للمستثمرين.
وكان ذلك القرار نقطة انطلاق لهذه الدول، وغيرها من البلدان التي انضمت لاحقًا، لتعزيز مصالحها، في مواجهة مقاومة شرسة من شركات النفط الكبرى.
بعد ذلك، جاءت خطوات مفصلية، بداية من البيان التوضيحي لسياسات النفط في يونيو/حزيران 1968، إلى اتفاقيات طهران وطرابلس وجنيف في مطلع السبعينيات، والتي قلبت موازين صناعة النفط وأعادت صياغة العلاقة بين المنتجين والمستهلكين على أسس أكثر عدلًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

دور أوبك في استقرار أسواق النفط
منذ تأسيسها، غدت أوبك محل جدل واسع بين المؤيدين والنقاد، حتى إن البعض توقع نهايتها أكثر من مرة.
ومع ذلك، يرى أمين عام أوبك أن الآراء المتباينة سواء الإيجابية أو السلبية، غالبًا ما تنبع من سوء فهم لطبيعة المنظمة ودورها الحقيقي في الأسواق العالمية، موضحًا أهمية دراسة الفرق بين عالم به أوبك وعالم دونها لتقدير مساهمتها.
وأعطى الغيض مثالين؛ أولهما دراسة من مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) لعام 2021، التي قدرت القيمة السنوية للطاقة الفائضة التي توفرها المنظمة للاقتصاد العالمي بنحو 193.1 مليار دولار في 2019.
أما الثاني؛ فهو تقرير من معهد أكسفورد لدراسات الطاقة للمدة من 1990-2018، الذي أكد أن غياب هذه الطاقة -ولا سيما من السعودية- كان سيُكبِّد الناتج المحلي الإجمالي العالمي خسائر تصل إلى 185 مليار دولار في 2011، مشيرًا إلى أن صدمات العرض كانت ستكون أكبر ومستمرة لولا وجود أوبك.
من جهة أخرى، شدد الغيص على أهمية النفط كونه شريان حياة تعتمد عليه مناحي الحياة اليومية، من السيارات والطائرات إلى البناء والغذاء والمنتجات الصحية.
وتوقعت المنظمة أن يصل الطلب على النفط إلى نحو 123 مليون برميل يوميًا بحلول 2050، مدفوعًا بنمو الاقتصاد العالمي وتوسع السكان، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
تعزيز أدوار أوبك
سلط أمين عام أوبك الضوء على توسع أدوار المنظمة مع مرور الزمن، لتشمل حوارات دولية مع كبار المستهلكين، والمنتجين غير الأعضاء، والمنظمات الدولية، ومشاركتها في اجتماعات مؤتمر المناخ (كوب) منذ بدايتها قبل أكثر من 30 عامًا.
كما عززت مكانتها مع إعلان التعاون بين الدول الأعضاء والدول المنتجة غير الأعضاء عام 2016، المعروف بـ"تحالف أوبك+"، الذي أسهم في تجاوز تداعيات جائحة كورونا على الصناعة.
وفي ظل استمرار معاناة مليارات البشر بالدول النامية من فقر الطاقة، أكد الغيص ضرورة تبني نهج متوازن ومستدام يشمل جميع أنواع الطاقة والتقنيات، لضمان تلبية الطلب مع حماية الاقتصاد والبيئة.
وقال أمين عام أوبك: "تمامًا كما في 1960، تؤمن المنظمة بأهمية النهج الواقعي والحذر لمواجهة تحديات وفرص الطاقة، مع بقاء جهود استقرار السوق في مقدمة أولوياتها، لضمان مسارات طاقة مناسبة للدول والشعوب في كل أنحاء العالم".
موضوعات متعلقة..
- في الذكرى 60 لنقل مقرها.. أمين عام أوبك: فيينا رمز تاريخي للمنظمة
- أوبك بين مدينتين.. لماذا غادرت جنيف لتستقر في قلب فيينا؟
- بعد مرور 50 عامًا.. كيف قلبت أول قمة لدول أوبك موازين القوى؟
اقرأ أيضًا..
- تقرير يخفّض توقعات إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون لأول مرة
- تركيبات طاقة الرياح العالمية قد تسجل رقمًا غير مسبوق خلال 2025
- قائمة الدول المصدرة للنفط إلى إسرائيل.. هل تضم بلدانًا عربية؟
المصدر..