التقاريرتقارير دوريةتقارير منوعةرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية تواجه قيودًا.. والاستثمار كلمة السر

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

رغم تحول المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية إلى عصب إستراتيجي في السباق نحو الطاقة النظيفة، فإن القطاع يعاني من نقص في التمويل في ظل الاحتياطيات الضخمة.

وتمتلك دول المنطقة -وتحديدًا أنغولا وبوتسوانا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومدغشقر وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا وتنزانيا وزامبيا وزيمبابوي- قرابة 30% من احتياطيات المعادن الحيوية المؤكدة عالميًا.

غير أن قطاع المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية لا يستقطب سوى أقل من 10% من الاستثمارات العالمية في الاستكشاف، وفقًا لتقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ففي عام 2024، لم يتجاوز حجم الإنفاق على الاستكشاف في قارة أفريقيا 1.3 مليار دولار، أي ما يعادل 10.4% فقط من الإجمالي العالمي، بينما جذبت أستراليا وحدها ملياري دولار وكندا 2.5 مليارًا، مستحوذتين معًا على أكثر من ثلث الاستثمارات العالمية بفضل ثقة القطاع الخاص.

ومع ذلك، تملك دول جنوب القارة نسبًا أعلى من الاحتياطيات إلى الإنتاج مقارنة بنظيرتها العالمية -باستثناء الليثيوم-، ما يعني فرصًا أكبر للتوسع في الاستخراج.

وفي ضوء ذلك، أشار التقرير إلى أن هذه الإمكانات تصطدم بفجوات استثمارية، ومعالجتها ستدعم تحول الطاقة العالمي والتنمية الاقتصادية المحلية من خلال توفير فرص عمل وتعزيز الإيرادات.

تحديات قطاع المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية

كشف التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن قطاع المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية يواجه تحديات تعرقل الاستثمار.

وحدد 8 محاور رئيسة لهذه التحديات، وهي:

  • عدم اليقين السياسي.
  • مخاطر الاستثمار.
  • الحصول على الطاقة.
  • قيود النقل.
  • الافتقار إلى الابتكار.
  • بطء التصنيع المحلي.
  • فجوة المهارات.
  • تقلبات الطلب.

ولمواجهة هذه التحديات، يمكن الاعتماد على أدوات تمويل مبتكرة مثل الضمانات وهياكل تخفيف المخاطر وشراكات التمويل، بينما تسهم الشراكات بين القطاعين العام والخاص في تحقيق النمو الوطني، وتوفير فوائد عدّة للمجتمع المحلي، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتعزيز المهارات وتطوير القوى العاملة -جنبًا إلى جنب مع إنشاء مراكز صناعية- أن يحرّك جنوب القارة نحو التصنيع.

كما أن مشاركة أصحاب المصلحة والمجتمعات المحلية ضرورة لضمان استفادة السكان المحليين من الاستثمارات.

جانب من عمليات استخراج المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية
جانب من عمليات استخراج المعادن الحيوية - الصورة من إس إس آي آي إيه

تطورات قطاع المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية

مع تزايد دور المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية، اتخذت دول المنطقة خطوات عملية لتعزيز الاستكشاف والتصنيع المحلي، ومن أبرز هذه الدول:

  • أنغولا: تركّز على زيادة إنتاج الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة.
  • بوتسوانا: شهدت زيادة في إنتاج النحاس من 12 ألف طن في 2021 إلى 55 ألف طن في 2023، مع تعزيز الملكية المحلية في مشروعات التعدين.
  • جمهورية الكونغو الديمقراطية: تهيمن على 74% من إنتاج الكوبالت العالمي، وتسعى لتعزيز قدرات التكرير المحلية، كما تخصص 67% من إجمالي استثمارات الاستكشاف في النحاس.
  • مدغشقر: تملك 6% من إنتاج الغرافيت العالمي و1% من إنتاج النيكل، وتعمل على تطوير البنية التحتية في المناطق النائية.
  • موزمبيق: رغم التحديات الأمنية، تمثّل 6% من إنتاج الغرافيت العالمي، وتعمل الشركات المملوكة للدولة على زيادة الاستخراج.
  • ناميبيا: تطوّر إنتاج الليثيوم والعناصر الأرضية النادرة، وحظرت تصدير المعادن غير المعالجة، ووقّعت شراكة إستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي تخصّ سلاسل قيمة المواد الخام المستدامة والهيدروجين الأخضر.
  • جنوب أفريقيا: توفر 40% من إنتاج المنغنيز العالمي وتتصدر إنتاج معادن البلاتين والكروم، مع إطلاق صندوق بقيمة 27 مليون دولار لدعم الاستكشاف.
  • تنزانيا: تطوّر احتياطيات الغرافيت والعناصر الأرضية النادرة، وضاعفت الإنفاق على الاستكشاف بين عامي 2021 و2022، مع تطوير إستراتيجية للمعادن الحيوية.
  • زامبيا: تمثّل 3% من إنتاج النحاس العالمي، وتهدف لإنتاج 3 ملايين طن بحلول 2031، مع تعزيز مشاركة الشركات المحلية.
  • زيمبابوي: ارتفع إنتاج الليثيوم 8 مرات من 417 ألف طن في 2020 إلى 3.4 مليون طن في 2023، مع فرض ضوابط على التصدير لتعزيز التصنيع المحلي ومكافحة الفساد.
جانب من عمليات استخراج المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية
جانب من عمليات استخراج المعادن الحيوية - الصورة من نورث أفريكا بوست

الطلب على المعادن الحيوية

بدأ زخم المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية يتصاعد، بعدما أصبحت التقنيات منخفضة الكربون ضرورة لا غنى عنها مع تزايد الانبعاثات الكربونية وتفاقم ارتفاع درجات الحرارة.

وبات التوسع في الطاقة المتجددة وتطوير المركبات الكهربائية يعتمد على مجموعة من المعادن الحيوية، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل والغرافيت والنحاس، بالإضافة إلى العناصر الأرضية النادرة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي هذا السياق، تتوقع وكالة الطاقة الدولية تضاعُف الطلب على المعادن الحيوية 4 مرات بحلول 2040.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. المعادن الحيوية في دول جنوب القارة الأفريقية، من المنتدى الاقتصادي العالمي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق