خبراء: الطاقة النووية رهان مصر والدول العربية لحل أزمة الكهرباء
داليا الهمشري

تراهن دول العالم على الطاقة النووية لمواجهة أزمة تغير مناخ وتلبية الطلب المتزايد من الكهرباء والمياه؛ إذ تمثل مصدرًا مهمًا ومستقرًا للطاقة النظيفة منخفضة التكلفة.
وتتميز المفاعلات النووية بتنوع تطبيقاتها السلمية من إنتاج الكهرباء وتحلية المياه إلى الاستعمالات الطبية والزراعية والصناعية، ورغم المخاوف المرتبطة بتاريخها العسكري وبعض الحوادث الشهيرة؛ فإن التكنولوجيا الحديثة أثبتت أنها اليوم أكثر أمانًا وكفاءة.
وفي هذا السياق، عقدت المبادرة العربية للتعليم البيئي ندوة، عبر تقنية الاتصال المرئي، برعاية وزارة البيئة المصرية، وبمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين والعرب؛ لبحث مكانة الطاقة النووية في مزيج الكهرباء المستقبلي ودورها في خفض الانبعاثات.
وأدارت الندوة -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- الأمينة العامة لجمعية عين البيئة ومسؤولة فريق تنظيم المبادرة الدكتورة رانيا فتحي، التي أكدت أن النقاش حول الطاقة النووية لم يعد مقصورًا على الجانب العلمي، بل أصبح جزءًا من المعادلة الاقتصادية والبيئية التي تحدد مستقبل المنطقة.
أداة لمكافحة تغير المناخ
شدد كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالأمم المتحدة سابقًا الدكتور يسري أبوشادي، على أن المنظمات الدولية تصنف الطاقة النووية ضمن قائمة مصادر الطاقة النظيفة؛ نظرًا إلى كونها لا تصدر أي انبعاثات كربونية ضارة بالبيئة.
وأوضح أن ما يُعرف بـ"بنك الانبعاثات الكربونية" يسمح للدول عالية الانبعاثات بشراء حصص منخفضة عبر استثمارها في محطات طاقة نووية، بما يعزز مكانتها بمثابة أداة فعالة لمكافحة تغيّر المناخ.

وأشار أبوشادي إلى أن التطبيقات السلمية للطاقة النووية تتنوع بين توليد الكهرباء، وتحلية المياه، وإنتاج الهيدروجين، فضلًا عن الاستعمالات الطبية والزراعية.
وأوضح أن اقتصادات توليد الكهرباء من المفاعلات النووية على المدى الطويل أكثر جدوى مقارنة بالوقود الأحفوري؛ إذ تظل المفاعلات قادرة على العمل بكفاءة لعقود، وتُعد تكلفتها التشغيلية الأرخص في إنتاج الكهرباء.
وفي حديثه عن أمان المفاعلات النووية الحديثة، أوضح أبوشادي أن التصميمات الحالية تعتمد على أنظمة أمان ذاتية تقلل احتمالية الحوادث إلى نسبة نادرة للغاية، مؤكدًا أن المخاوف العامة ما زالت مرتبطة بحوادث تاريخية مثل تشيرنوبل وفوكوشيما، أو باستعمال السلاح النووي، لا بالاستعمالات السلمية للطاقة.
مستقبل الطاقة النووية
من جانبه، تناول أستاذ الهندسة النووية بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، رئيس المركز القومي لبحوث الأمان النووي والإشعاعي الدكتور فاروق عبدالرحمن، مستقبل المفاعلات النووية في مصر والمنطقة حتى عام 2030.
وأوضح عبدالرحمن أن مصر، إلى جانب دول مثل السعودية والأردن، بدأت خطوات فعلية في بناء محطات نووية، في حين دخلت دول أخرى مثل الإمارات وتركيا مرحلة التشغيل؛ ما يعكس اتجاهًا إقليميًا متسارعًا نحو تبني هذه الطاقة مستقبلًا.
ولفت إلى أن الطاقة النووية تمثل أحد رهانات المنطقة العربية لحل أزمة الكهرباء والتوسع في الطاقة النظيفة.
واستعرض المهام الرقابية والتشريعية للأمان النووي في مصر، مشيرًا إلى أن وظيفته الرئيسة تتمثل في حماية الإنسان والبيئة والممتلكات من الأخطار النووية والإشعاعية، وذلك من خلال منظومة متكاملة تشمل التقييم والتفتيش والترخيص والإلزام، إضافة إلى الرقابة على النفايات المشعة والنقل والإشراف على الطوارئ والتدريب والإعلام العام.
وأكد أن النظام المصري لمحاسبة الضمانات يلتزم بالمعايير الدولية لضمان الاستعمال السلمي للطاقة النووية، بالتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ ما يضع مصر في موقع متقدم نحو الاستعمال الآمن والمستدام لهذه التكنولوجيا.

موضوعات متعلقة..
- استثمارات الطاقة النووية في أفريقيا تحرز تطورات بـ5 دول.. مصر بالمقدمة
- الطاقة النووية في الإمارات تغذّي صناعة الرقائق الإلكترونية.. مشروع جديد
- أنس الحجي: الطاقة النووية في السعودية تحقق الاستقرار العربي
اقرأ أيضًا..
- أكبر 5 صفقات طاقة متجددة في أغسطس 2025.. صدارة خليجية
- صادرات العراق من النفط ترتفع 75 ألف برميل يوميًا في أغسطس
- صفقة الغاز الإسرائيلي إلى مصر.. "أوراق ضغط" من القاهرة لمواجهة مناورة نتنياهو
- أسعار النفط تنخفض.. وخام برنت لشهر نوفمبر تحت 67 دولارًا للبرميل