سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا تهدد الاقتصاد وأسعار الطاقة (تقرير)
نوار صبح

قد تؤدي سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا إلى إلحاق الضرر باقتصاد البلاد ورفع أسعار الطاقة، ما قد يثير موجة احتجاجات جديدة.
وبحسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أشار مدير الشؤون التشريعية لدى "معهد بروسبيريتي إنستيتيوت"، أمارجيت جوهال، قبل بضعة أيام، إلى التحديات التي تنتظر حكومة حزب "إصلاح المملكة المتحدة" الجديدة.
بدوره، أوضح مدير حملة "نت زيرو ووتش"، موريس كوزينز، كيف أن تطرف سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا يضرّ باقتصاد البلاد، ويمهد لإعادة تنظيم المشهد السياسي والانتخابات المقبلة.
وقال الأستاذ الجامعي المحلل السياسي البريطاني، مات غودوين: من الواضح أن البلاد تتجه بسرعة نحو "شتاء سخط" (موجة احتجاجات) جديد، وسترتفع الضرائب مجددًا في الموازنة المقبلة.
معدل التضخم في المملكة المتحدة
أوضح الأستاذ الجامعي المحلل السياسي البريطاني، مات غودوين، أن معدل التضخم في المملكة المتحدة يبلغ ضعفَي هدف "بنك إنجلترا" تقريبًا، ما يؤثر سلبًا في الأجور ومستويات المعيشة.

وأضاف: "هناك حديث عن لجوء بريطانيا إلى صندوق النقد الدولي مجددًا، وهو أمر ناقشه الخبير الاقتصادي ليام هاليغان ومات غودوين بالتفصيل في منشورهما الحصري الأخير".
وأردف: "الآن، أعلنت هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة أوفغيم Ofgem أن سقف أسعار الطاقة سيرتفع بأكثر من المتوقع"، إذ تقول الهيئة إن السبب المباشر للزيادة هو ارتفاع "تكاليف التوازن".
ويشمل ذلك الأموال المدفوعة لإيقاف تشغيل توربينات الرياح عند إنتاجها الزائد.
وتمثّل هذه المدفوعات التكاليف التي لا مفر منها عند محاولة إدارة اقتصاد حديث بالاعتماد على مصادر متقطعة لتوليد الكهرباء.
وأشار غودوين إلى أن "وزير الطاقة البريطاني، إد ميليباند، من حزب العمال، زعم أن أسواق الوقود الأحفوري العالمية والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، هما المسؤولان عن ذلك".
سعر الغاز الطبيعي بالجملة في بريطانيا
قال الأستاذ الجامعي المحلل السياسي البريطاني، مات غودوين: "إن أرقام هيئة تنظيم الطاقة في المملكة المتحدة (أوفغيم) تُظهر أن سعر الغاز الطبيعي بالجملة في بريطانيا الآن أقل مما كان عليه قبل غزو روسيا لأوكرانيا".
في المقابل، أشار خبراء القطاع إلى أن سعر الغاز، بعد تعديله وفقًا للتضخم، أصبح اليوم أرخص مما كان عليه في عامي 2013 أو 2008.
وأظهر تحليل أجرته حملة "نت زيرو ووتش" أن تكلفة إنتاج الكهرباء في محطات التوليد العاملة بالغاز اليوم تُقارب التكلفة الحقيقية التي كانت عليها في أبريل/نيسان 2015، عندما كانت الفاتورة النموذجية نحو 600 جنيه إسترليني (812.49 دولارًا أميركيًا).
رغم ذلك، تدفع الأسرة المتوسطة اليوم 300 جنيه إسترليني إضافية، وفق تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
(جنيه إسترليني = 1.35 دولارًا أميركيًا)
خفض فواتير الطاقة
في وقت سابق من هذا العام، عندما سألت مجلة "الإيكونوميست" ومُستطلِعات الرأي "مور إن كومون" الناخبين عما قد يجعلهم أكثر ميلًا للتصويت لحزب العمال في الانتخابات المقبلة، قال أكثر من نصفهم 54% "خفض فواتير الطاقة الإجمالية".
ولمّح الأستاذ الجامعي المحلل السياسي البريطاني، مات غودوين، إلى أن الإجابة هذه كانت بلا منازع الأكثر شيوعًا في جميع مجالات السياسة الـ11 التي شملها الاستطلاع، ولم يُضاهها أي إجابة أخرى.

وبالمثل، بحث استطلاع رأي أجرته مؤسسة "لابور توغيذر" و"يوغوف" عام 2024 في طريقة فوز حزب العمال في الانتخابات العامة، وأظهر أن الناخبين وضعوا ارتفاع تكاليف المعيشة على رأس أولوياتهم.
ووجد الاستطلاع نفسه أن نصف الناخبين يتوقعون أن يُحدث حزب العمال فرقًا ملحوظًا خلال عامَيْن. وفي ما يتعلق بالبيئة، فإن أولويات الجمهور تُعد عملية بحتة، وليست مجردة.
وأوضح غودوين أن استطلاعات الرأي، على سبيل المثال، تُظهر أنه عندما يتعلق الأمر بالبيئة يريد الشعب البريطاني الحد من تسربات مياه الصرف الصحي وتنظيف الأنهار ومعالجة التلوث المرئي، في حين يحتل "تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050" مرتبة أدنى بكثير.
وأضاف: "مؤخرًا، وجدت مؤسسة (يوغوف) لاستطلاعات الرأي أن واحدًا فقط من كل 4 بريطانيين يقول إنه سيتخلى عن اللحوم ومنتجات الألبان تمامًا".
وأوضح أن "ما يقرب من ثلثيهم رفضوا رفضًا قاطعًا، ما يُظهر مدى انفصال هؤلاء المتعصبين من الخضر تمامًا عن الواقع".
وبالمثل "يقول واحد فقط من كل 4 بريطانيين إنه على استعداد لدفع مبالغ أكبر بكثير مقابل اللحوم ومنتجات الألبان لدعم مبادرات تغير المناخ".
موضوعات متعلقة..
- سياسات الحياد الكربوني في بريطانيا وأسعار الطاقة.. أزمة لقطاع النفط والغاز (تقرير)
- تكلفة الحياد الكربوني في بريطانيا تقفز إلى تريليون دولار
- كشف أثري يهدد أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا.. ما القصة؟
اقرأ أيضًا..
المصدر..