إكسون موبيل تبحث بيع مصانع كيماويات في أوروبا.. ماذا عن سابك السعودية؟
هبة مصطفى

أظهرت مستجدات مصانع كيماويات في أوروبا حجم المعاناة التي تواجهها كبريات شركات الطاقة العالمية في القطاع، وتحديات الصناعة الآخذة في التفاقم لدى القارة العجوز.
وتدرس شركة إكسون موبيل الأميركية خطوات مصيرية لبعض أصولها في دولتَيْن أوروبيتَيْن، لكنها لم تحسم أيًا من السيناريوهات المطروحة حتى الآن، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
ولا يقتصر الأمر على "إكسون" وحدها؛ إذ تضررت استثمارات شركة "ليونديل باسل" الأميركية أيضًا، ويبدو أن شركة "سابك" السعودية تتجه إلى المصير ذاته.
وتُشير هذه المعطيات إلى أن القارة العجوز باتت سوقًا غير جاذبة للاستثمارات في قطاع الكيماويات، في ظل حالة الركود.
مصانع كيماويات إكسون موبيل
تواجه مصانع كيماويات إكسون موبيل في أوروبا تحديات عدة، إذ تبحث بيع أو إغلاق عدد منها في المملكة المتحدة وبلجيكا، واتُّخذت خطوات أكثر حسمًا في فرنسا.
واستطلعت الشركة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، آراء مستشارين حول صفقات بيع محتملة، لمصنع إيثيلين في إسكتلندا وأصول بلجيكية.
وقُدّرت عائدات بيع بعض هذه الأصول بنحو مليار دولار، حسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر.

ولم تستبعد "إكسون موبيل" إغلاق هذه الأصول والاحتفاظ بها بدلًا من البيع، إذ لا تحمل مشاورات الصفقات دلالات بعينها حتى الآن.
وقبل الحديث حول أصول المملكة المتحدة وبلجيكا، أعلنت الشركة، في مايو/أيّار الماضي، أنها تسعى لبيع مصانع كيماويات لها في فرنسا، أو حصصها بالمشروعات المشتركة.
وتوقعت الشركة، آنذاك، إنجاز صفقة البيع بحلول الربع الرابع من العام الجاري 2025 (من أكتوبر/تشرين الأول المقبل حتى ديسمبر/كانون الأول).
صناعة الكيماويات الأوروبية
تسبّبت سياسات الاتحاد الأوروبي في تضييق الخناق على شركة إكسون موبيل الأميركية ومستثمرين آخرين؛ إذ أدت زيادة تكاليف الطاقة إلى تقليص الشركة نشاطها.
ويعاني قطاع الكيماويات في القارة من 4 عوامل ضاغطة، هي:
- الطاقة الإنتاجية الفائضة.
- ضعف الطلب مقارنة بالتوقعات.
- خفض الشركات الصينية المنافسة أسعارها.
- الرسوم الجمركية المفروضة من الرئيس دونالد ترمب بنسبة 15% على واردات أميركا من الكيماويات الأوروبية.
واضطرت شركة الكيماويات الأميركية "ليونديل باسل" إلى خوض محادثات بيع 4 مصانع كيماويات لها في القارة العجوز أيضًا، خلال الأشهر الماضية من العام الجاري.
وتضمّن ذلك طرح بيع مشروعات للأوليفينات والبولي أوليفينات، في: (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا)، بجانب بحث خيارات مصير مصانع كيماويات في هولندا وإيطاليا، وفق ما نشرته رويترز في يوليو/تموز الماضي.
مشروعات سابك السعودية
يبدو أن المتغيرات التي طرأت على الشركتَيْن الأميركيتَيْن تهدّد مصير أصول شركة سابك السعودية أيضًا.
وكانت الشركة قد أعلنت العام الماضي اتجاهها نحو غلق وحدة تكسير تعمل بالنافثا في مصنع لها بهولندا.

وأوقفت الشركة تطوير مشروع "أوليفينات 6" في تيسايد بإنجلترا قبل أشهر، وأثارت تقارير مطلع مايو/أيّار الماضي أنها تتجه إلى إغلاقه بصورة نهائية لكن دون إعلان رسمي.
وترجع تحديات "سابك" في بريطانيا إلى ارتفاع التكاليف وأسعار الطاقة، وتخوّف معنيين بالصناعة من التأثير السلبي لمسارات تحول الطاقة، حسب تقرير نُشر في صحيفة "ذا تيليغراف" البريطانية.
ويُعرف مصنع "الأوليفينات 6" -منذ تشغيله نهاية سبعينيات القرن الماضي- بأنه ثاني أكبر مصانع التكسير في أوروبا.
وانتقدت نقابات واتحادات عمالية في بريطانيا عدم تدخل الحكومة لدعم استمرار تشغيل المصنع، وإنقاذ العاملين من فقدان وظائفهم.
والتزمت الشركة بالتشاور مع موظفيها لتأمين حقوقهم، بما يتوافق مع القوانين المعتمدة، طبقًا لما نقلته بي بي سي.
موضوعات متعلقة..
- قطاع الكيماويات في أوروبا يواجه أزمة بسبب نقص إمدادات الطاقة المتجددة (تقرير)
- صناعة البتروكيماويات في أوروبا على شفا الانهيار.. ما الأسباب؟
- مشروع هيدروجين بريطاني على شفا الانهيار.. ما علاقة سابك السعودية؟
اقرأ أيضًا..
- إنتاج النفط في الأردن خلال 2024 يتراجع 42%.. وهذه بيانات الغاز (3 رسومات)
- دوائر الجن وراء استكشاف الهيدروجين الطبيعي
- 5 منصات حفر بحرية تبحث عن مشترين
المصادر:
- سيناريوهات مصانع كيماويات إكسون موبيل في أوروبا، من فايننشال تايمز.
- بيع مصانع شركة "ليونديل باسل" في 4 دول أوروبية، من رويترز.
- تحديات شركة سابك السعودية في بريطانيا، من ذا تيليغراف وبي بي سي.