تقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

خبراء: أنظمة تخزين الطاقة في سوريا خطوة محورية لتعزيز استقرار الشبكة

داليا الهمشري

تمثّل أنظمة تخزين الطاقة في سوريا أبرز التقنيات المطروحة لتعزيز موثوقية الشبكة الكهربائية، وتحقيق التكامل مع مصادر الطاقة المتجددة، ولا سيما في ظل التوسع في مشروعات طاقتي الشمس والرياح.

كما أصبح تخزين الكهرباء بالبطاريات وسيلة أساسية لموازنة العرض والطلب، وضمان استمرار التغذية، وتخفيض الاعتماد على المصادر التقليدية، بالإضافة إلى تحسين الكفاءة الاقتصادية لقطاع الكهرباء.

وفي هذا الإطار، انطلقت ندوة افتراضية متخصصة بعنوان "أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات ودورها في تحقيق استقرار الشبكة الكهربائية"، برعاية وزارة الطاقة السورية والمؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء.

وشارك في الندوة -التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- نائب المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور يونس العلي، وعدد من الخبراء والباحثين في قطاع الكهرباء والطاقة.

دور أنظمة تخزين الطاقة

أكد نائب المدير العام للمركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور يونس العلي، خلال الندوة، أن أنظمة تخزين الطاقة باتت أداة أساسية لضمان مرونة الشبكة الكهربائية وتحقيق التوازن بين العرض والطلب، مشيرًا إلى أن هذه الأنظمة تُسهم في موازنة الأحمال وتخفيف الضغط في أوقات الذروة.

كما أبرز دور هذه الأنظمة في دعم استقرار الجهد الكهربائي وتأمين استمرارية التغذية خلال الانقطاعات، وتسهيل دمج مصادر الطاقة المتجددة المتقطعة مثل الرياح والشمس.

جانب من ندوة حول دور واقع أنظمة تخزين الطاقة في سوريا
جانب من ندوة حول دور أنظمة تخزين الطاقة في سوريا

وأشار العلي إلى أن آليات عمل أنظمة تخزين الطاقة تشمل تخفيف الأحمال القصوى عبر تخزين الفائض خلال ساعات انخفاض الاستهلاك وإطلاقه عند زيادة الطلب، بالإضافة إلى تنظيم تردد الشبكة وضمان مرونتها وموثوقيتها.

وسلّط الضوء على أبرز أنواع البطاريات المستعملة في أنظمة تخزين الطاقة (BESS)، ومنها بطاريات الليثيوم-أيون ذات الكثافة العالية وسرعة الشحن والتفريغ، وبطاريات التدفق التي تمتاز بسهولة التوسع، وبطاريات الرصاص الحمضية التي تُستعمل بكثرة لانخفاض تكلفتها رغم محدودية كثافتها الطاقية.

تحسين استقرار الشبكة

أوضح الدكتور يونس العلي أن الهدف من أنظمة التخزين هو توفير الكهرباء عند الطلب المرتفع، وتحسين استقرار الشبكة، فضلًا عن إمكان تحقيق مكاسب مالية من خلال شراء الطاقة بأسعار منخفضة وإعادة بيعها عند ارتفاع الأسعار.

وأبرز العلي المكونات الرئيسة لأنظمة التخزين، بدءًا من وحدات البطاريات، ونظام إدارة البطارية (BMS)، مرورًا بنظام تحويل الطاقة (PCS) ونظام إدارة الطاقة (EMS).

كما شدد على أهمية إجراءات السلامة، مثل اختيار مواقع مناسبة للتركيب، وتطبيق أنظمة تبريد وإدارة حرارية، بالإضافة إلى إجراءات الوقاية من الحرائق والصيانة الدورية.

جهود وزارة الطاقة لتعزيز المشروعات

منذ مطلع عام 2025، بدأت وزارة الطاقة السورية في تشجيع إقامة مشروعات الطاقة المتجددة المرتبطة بالشبكة مع أنظمة تخزين، من خلال منح تعرفة شراء خاصة للكهرباء المُنتجة من المشروعات الكهروضوئية المرفقة بأنظمة تخزين، بزيادة تصل إلى 2 سنت لكل كيلوواط/ساعة للمشروعات الصغيرة، فضلًا عن إعطاء أولوية للمشروعات الكبيرة عبر التعاقد المباشر مع المستثمرين.

وسلّط العلي الضوء على أبرز المشروعات التي يُنتظر إطلاقها، وأبرزها مشروع كهرومائي بقدرة 100 ميغاواط في محافظة حماة مع نظام تخزين طاقة، بالتعاون مع الشركة التركية السورية للطاقة، ومشروعات كبرى مع شركة "أكوا باور" السعودية تشمل الطاقة الشمسية والرياح بقدرة تتجاوز 13 ألف ميغاواط.

كما لفت إلى أن هناك 4 محطات طاقة كهرومائية جديدة مع مجموعة "UCC" العالمية بإجمالي 4 آلاف ميغاواط، بالإضافة إلى مشروعات شمسية بقدرة 1000 ميغاواط، ومشروعات مع شركة "سولار ريكس" بقدرات تصل إلى 170 ميغاواط منها جزء مزوّد بأنظمة تخزين.

خفض تكلفة الكهرباء

حتى نهاية 2024، بلغت القدرات المركبة للمحطات الكهروضوئية غير المرتبطة بالشبكة مع أنظمة تخزين نحو 2060 ميغاواط.

ويؤكد الخبراء أن وجود أنظمة تخزين بالبطاريات يعزّز من قدرة الشبكة على استيعاب مزيد من مشروعات الطاقات المتجددة. كما يُسهم في خفض تكاليف الكهرباء، مع توفير كهرباء مستقرة للمستهلكين حتى في أوقات التقنين.

ورغم الإيجابيات الكبيرة، تواجه أنظمة التخزين بعض التحديات، أبرزها التكاليف التأسيسية العالية وتكاليف التشغيل والصيانة، إلى جانب تأثير الأنظمة التي تعتمد فقط على الشبكة العامة في زيادة الأحمال.

الشريك التنفيذي لشركة سولارابك المهندس منيف خلال ندوة حول أنظمة تخزين الطاقة في سوريا
الشريك التنفيذي لشركة سولارابك المهندس منيف بركات خلال ندوة حول أنظمة تخزين الطاقة في سوريا

من جانبه، أكد الشريك التنفيذي لشركة سولارابك المهندس منيف بركات، أن سوق تخزين الطاقة في المنطقة العربية واعدة وتشهد توسعًا مطردًا، مشيرًا إلى أن التركيز العالمي على هذه الأنظمة يتزايد، خاصة في الصين والولايات المتحدة.

ولفت بركات إلى أن العام الماضي شهد تركيب نحو 180 غيغاواط/ساعة من أنظمة تخزين الطاقة حول العالم، متوقعًا أن يجري تركيب ما يقرب من 200 غيغاواط/ساعة هذا العام.

وأوضح أن أنظمة التخزين قد انتشرت بصورة كبيرة في دول الوطن العربي خلال العام الماضي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي دخلت بقوة في هذا القطاع، في محاولة لتحقيق إستراتيجيتها الهادفة إلى رفع إسهام الطاقة المتجددة بنسبة 50% في مزيج الطاقة بحلول عام 2030.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

 

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق