صفقة لتصدير الغاز الروسي إلى الصين عبر باور أوف سيبيريا 2.. مدتها 30 عامًا

تجاوزت موسكو وبكين الخلافات حول مشروع خط الأنابيب "باور أوف سيبيريا 2" من خلال توقيع اتفاقية طويلة الأجل لتصدير الغاز الروسي إلى الصين، بما يدعم الشراكة بين البلدين.
ووافقت شركة غازبروم الروسية -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على زيادة في إمدادات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب قائم، ووقّعت مذكرة تفاهم ملزمة لبناء خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2" لمدة 30 عامًا، ولكن بأسعار أقل من تلك المفروضة على المشترين الأوروبيين.
وتأتي الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى توسيع علاقاتها في مجال الطاقة مع الصين، أكبر شريك تجاري لها، بعد أن تراجع حصتها السوقية في أوروبا بسبب العقوبات التي أعقبت الصراع في أوكرانيا عام 2022.
جاءت الخطوة بعد تجاوز الخلافات بين الصين وروسيا، إذ كانت بكين ترغب في شراء المزيد من الغاز الروسي عبر خط أنابيب قائم، في حين كانت موسكو تضغط باتجاه تنفيذ مشروع خط الغاز الجديد.
باور أوف سيبيريا 2
قال الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم الروسية أليكسي ميلر، إنه تمّ التوصل إلى اتفاق لزيادة إمدادات الغاز الروسي عبر خط أنابيب "باور اوف سيبيريا" الحالي، الذي يمتد من شرق سيبيريا إلى الصين، من 38 مليار متر مكعب إلى 44 مليار متر مكعب سنويًا.
وأضاف ميلر أن روسيا والصين اتفقتا أيضًا على صفقة لبناء خط أنابيب "باور أوف سيبيريا 2"، القادر على نقل 50 مليار متر مكعب سنويًا إلى الصين عبر منغوليا من حقلي غاز بوفانينكوفو وخاراسافي في يامال.
وأشار إلى أنه وُقِّعَت مذكرة تفاهم ملزمة قانونًا بشأن بناء خط أنابيب الغاز "باور أوف سيبيريا 2" وخط أنابيب نقل الغاز "سويوز فوستوك" عبر منغوليا".

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة غازبروم أن أسعار إمدادات الغاز إلى الصين أقل من تلك التي فرضتها روسيا على المشترين الأوروبيين، نظرًا للمسافات والتضاريس الشاسعة التي ستُبنى عليها خطوط الأنابيب.
وشدّد على أن مشروع "باور أوف سيبيريا 2" سيكون أكبر مشروع غاز في العالم، وأكثرها كثافة رأس مال، إلّا أنه لم يكشف من سيبني خط الأنابيب، ولم يتطرق إلى الاستثمارات النهائية في المشروع.
وقال ميلر في حديثه عقب لقاء الرئيس فلاديمير بوتين بالرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس المنغولي أوخناجين خوريلسوخ في بكين، إنه سيجري التفاوض على أسعار الغاز المُسلَّم عبر "باور أوف سيبيريا 2" بشكل منفصل.
التعاون الروسي الصيني
أفادت وكالة أنباء الصين (شينخوا) اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر/أيلول (2025) أن رئيسي الدولتين أجريا مناقشات معمّقة، ووقّعا أكثر من 20 وثيقة تعاون ثنائي في مجالات، بما في ذلك الطاقة.
وتعززت الشراكة "اللامحدودة" بين الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وروسيا، أكبر منتج للموارد الطبيعية في العالم، منذ أن فرض الغرب عقوبات قاسية لمعاقبة روسيا على حربها في أوكرانيا.
أصبحت الصين الآن أكبر شريك تجاري لروسيا، وأكبر مشترٍ للنفط الخام والغاز الروسيين، وثاني أكبر مشترٍ للفحم الروسي، وثالث أكبر مشترٍ للغاز المسال الروسي، وفقًا للكرملين.
وتُزوّد شركة غازبروم الصين بالغاز الروسي عبر خط أنابيب بطول 3000 كيلومتر (1865 ميلًا) يُسمى "باور أوف سيبيريا"، بموجب صفقة مدّتها 30 عامًا بقيمة 400 مليار دولار، أُطلقت في نهاية عام 2019.
وفي عام 2024، بلغت الصادرات نحو 31 مليار متر مكعب، ومن المتوقع أن تصل الإمدادات إلى الطاقة المخطط لها البالغة 38 مليار متر مكعب هذا العام.
وفي فبراير/شباط 2022، وافقت الصين على شراء ما يصل إلى 10 مليارات متر مكعب من الغاز سنويًا بحلول عامي 2026-2027 تقريبًا، عبر خط أنابيب من جزيرة سخالين في أقصى شرق روسيا.
وقال ميلر، إنه تمّ التوصل إلى اتفاق لزيادة إمدادات الغاز عبر خط أنابيب الشرق الأقصى إلى 12 مليار متر مكعب من 10 مليارات متر مكعب.
وما تزال صادرات روسيا من الغاز إلى الصين أقل من الرقم القياسي البالغ 177 مليار متر مكعب الذي سلّمته إلى أوروبا في 2018-2019 سنويًا.
ويمثّل الغاز الروسي الآن 18% من الواردات الأوروبية، بانخفاض عن 45% في عام 2021، بينما انخفضت واردات الاتحاد الأوروبي من النفط من روسيا إلى 3% من نحو 30% خلال تلك المدة، إذ يخطط الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي الكامل من الطاقة الروسية بحلول عام 2027.
موضوعات متعلقة..
- بدائل لواردات الغاز الروسي شرط سلوفاكيا للموافقة على حزمة العقوبات رقم 18
- 4 سيناريوهات لفائض الغاز الروسي في ظل تراجع الطلب الأوروبي
اقرأ أيضًا..
- لماذا تستورد مصر الفحم رغم عدم استعماله في توليد الكهرباء؟ (خاص)
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط يترقب انتعاشة.. 5 دول عربية قد تغير المشهد
- في الذكرى 60 لنقل مقرها.. أمين عام أوبك: فيينا رمز تاريخي للمنظمة
المصادر..