
تخطط شركة كويتية لتنفيذ مشروع طاقة ضخم في الجزائر، مستفيدة من إمكاناتها الضخمة في موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وقربها من أوروبا لتصدير الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا الإطار، استقبل وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري محمد عرقاب، اليوم الإثنين 1 سبتمبر/أيلول (2025)، رئيس مجلس إدارة شركة مترو القابضة الكويتية الشيخ مشعل الجراح الصباح، بحضور كاتب الدولة لدى وزير الطاقة المكلف بالطاقات المتجددة نور الدين ياسع، والمدير العام لمجمع سوناطراك رشيد حشيشي.
خُصص اللقاء، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لبحث فرص التعاون بين الجزائر والشركة الكويتية، خاصة في مجال الطاقة المتجددة وتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر.
تُعَد شركة مترو القابضة من أبرز المجموعات الاستثمارية في دولة الكويت، وتنشط بقطاعات متعددة مثل الطاقة والبنية التحتية والعقار والصناعة.
وبفضل خبرتها في إدارة المشروعات الكبرى والاستثمارات الإستراتيجية، تسعى الشركة إلى توسيع حضورها الإقليمي والدولي، وهو ما يعكس اهتمامها بالمساهمة في مشروعات الطاقة المتجددة في الجزائر، خاصة بمجال الهيدروجين الأخضر.
مشروع طاقة طموح في الجزائر
قدّم الشيخ مشعل الجراح الصباح عرضًا حول مشروع استثماري طموح بالجزائر، يستند إلى استغلال الإمكانات الكبيرة للطاقتين الشمسية والريحية من أجل إنتاج الهيدروجين وتصديره.
ويقوم المشروع على نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة، ولا سيما صناعة المحللات الكهربائية، إضافة إلى تطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز المحتوى المحلي، بما يسمح بإنشاء شراكات مستدامة.
واتفق الطرفان على عقد لقاءات تقنية بين خبراء الجانبين لوضع خريطة طريق من أجل المضي قدمًا في تطوير مشروع الطاقة الطموح في الجزائر.

وشرعت الجزائر فعليًا في مسار الانتقال الطاقوي بتنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة بهدف إنتاج 15 ألف ميغاواط بحلول 2035، بالإضافة إلى تطوير مشروعات تهجين الطاقة الشمسية في محطات توليد الكهرباء بالجنوب ومشروعات الطاقة الشمسية الخاصة بسوناطراك، بالإضافة إلى العمل على دمج طاقة الرياح في المشروعات المستقبلية.
وتسعى الجزائر لتعزيز بنيتها التحتية الطاقوية للحفاظ على مكانتها موردًا موثوقًا به للطاقة إقليميًا ودوليًا، وتشجع الاستثمارات العربية والأجنبية في مشروعات مشتركة، مع التركيز على نقل التكنولوجيا، والمساعدة التقنية، والتدريب، والبحث والتطوير من أجل التصنيع المحلي للمعدات والمكونات، خاصة في مجال الطاقات المتجددة.
الطاقة المتجددة في الجزائر
أشار وزير الطاقة الجزائري إلى ما تملكه بلاده من موقع جغرافي إستراتيجي وموارد طاقة متجددة وبنية تحتية متطورة؛ ما يؤهلها لتكون مركزًا إقليميًا رائدًا في إنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا.
وذكر بمشروع "ممر الهيدروجين الجنوبي" الذي يربط الجزائر بالقارة الأوروبية، والمدعوم بإعلان نوايا مشترك وقع بروما في يناير/كانون الثاني 2025، والذي يترجم التزام الجزائر بتنويع إمدادات الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز التكامل الطاقوي مع أوروبا.
ويُعدّ الممر -الذي من المتوقع أن يعمل بكامل طاقته بحلول عام 2030- جزءًا من العمود الفقري لخطوط نقل الهيدروجين في أوروبا، ويضمن تطويره أمن إمداد الطاقة في القارة.
من المقرر أن يربط الممر شمال أفريقيا وإيطاليا والنمسا وألمانيا؛ ما يسمح بإمداد الهيدروجين الأخضر المنتَج في منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى المستهلكين في أوروبا.
ومع قدرة استيراد الهيدروجين التي تزيد على 4 ملايين طن سنويًا من شمال أفريقيا، يمكن أن يوفر الممر نحو 40% من الهدف الذي حدّدته إستراتيجية الاتحاد الأوروبي.

وأوضح عرقاب أن إنجاح هذه المشروعات يتطلب توفير إطار قانوني وتنظيمي محفز، وتطوير القدرات البشرية والتكنولوجية، إلى جانب استقطاب الاستثمارات وتعزيز التعاون الدولي لنقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات.
ناقش الجانبان فرص التعاون في مجالات أخرى ومسائل ذات اهتمام مشترك؛ إذ أبرز الوزير أن الإصلاحات الاقتصادية التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية، وخاصة قانون الاستثمار الجديد، توفر مناخًا استثماريًا أكثر تنافسية وشفافية؛ ما يفتح آفاقًا واسعة أمام الشراكات مع المستثمرين.
وتتمتع الجزائر بإمكانات هائلة في مجال الطاقة الشمسية؛ إذ تتجاوز مدة سطوع الشمس في البلاد نحو 2000 ساعة سنويًا، ويمكن أن تصل إلى 3 آلاف و900 ساعة في الهضاب العليا والصحراء.
موضوعات متعلقة..
- إطلاق برنامج لدعم الطاقة المتجددة في الجزائر بتمويل أوروبي
- أهم مشروعات الطاقة المتجددة في الجزائر
- الطاقة المتجددة في الجزائر.. قطاع حائر بين الوزارات خلال 4 سنوات
اقرأ أيضًا..
- إنتاج الغاز في الشرق الأوسط يترقب انتعاشة.. 5 دول عربية قد تغير المشهد
- أكبر 10 دول أفريقية مستوردة للألواح الشمسية الصينية.. الجزائر والمغرب بالقائمة
- خبير أوابك: التخزين الجوفي للغاز فرصة إستراتيجية للدول العربية.. وهذه تكلفته بالأرقام (حوار)