مفارقة.. مشروع طاقة شمسية ينهار في أكثر ولاية أميركية سطوعًا بالعالم
محمد عبد السند

ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشروع طاقة شمسية بمليارات الدولارات، في إطار الحملة العدائية التي يشنها على مصادر الطاقة المتجددة.
ومن المفارقات العجيبة أن مشروع الطاقة الشمسية المُلغى يتصادف تنفيذه في أريزونا، وهي الولاية الأميركية الأكثر سطوعًا على كوكب الأرض؛ إذ تستقبل قرابة 4015 ساعة من أشعة الشمس سنويًا، وتُعرَف بمناخها الحار والجاف، ولا سيما في مناطقها الصحراوية.
ومنذ يومه الأول في البيت الأبيض خلال ولايته الرئاسية الثانية التي استهلها في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يطلِق ترمب حملة شرسة ضد مصادر الطاقة المتجددة، في حين يؤيد بشكل مطلق التوسع في صناعة الوقود الأحفوري.
وسارع ترمب إلى انتهاج سياسة عدم اليقين التنظيمي الطاردة للاستثمارات؛ بل أوقف عقود إيجار مشروعات طاقة الرياح البحرية، وفق تفاصيل اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
انتصاران في "خبر كان"
أسدلت الحرب التي يشنها ترمب على الطاقة المتجددة الستار على انتصارين إضافيين، بما في ذلك تفويض الطاقة النظيفة الناجح في أريزونا ومزرعة رياح بحرية مرخصة قبالة سواحل ولايتي ماريلاند وديلاوير.
وتسعى إدارة ترمب إلى إلغاء الموافقة على مشروع طاقة رياح بحرية قبالة سواحل ماريلاند، والذي منحته إياها إدارة الرئيس السابق جو بايدن في شهر سبتمبر/أيلول (2024).
وكان من المخطط بناء مشروع طاقة الرياح البحرية المقترح قبالة سواحل ماريلاند وديلاوير، على 3 مراحل بسعة إجمالية نهائية تزيد على 2 غيغاواط، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتأتي تلك التطورات في أعقاب إعلان ترمب وقف بناء مزرعة رياح بحرية قبالة سواحل ولايتي رود آيلاند وكونيتيكت.

إلغاء مشروع طاقة شمسية
ليست طاقة الرياح هي المصدر الوحيد الذي يثير سخط الرئيس ترمب والجمهوريين؛ فقد ألغى ترامب مخططًا بمليارات الدولارات يساعد المزارعين في تركيب الطاقة الشمسية على أصولهم وممتلكاتهم، في حين ألغت السلطات المحلية في أريزونا تفويضات الطاقة المتجددة بتلك الولاية.
وكثيرًا ما أبدى ترمب موقفًا مناهضًا لطاقة الشمس والرياح؛ مكررًا المعلومات نفسها المغلوطة والمضللة، بما في ذلك مزاعم ظهرت خلال عام 2023 بشأن الضوضاء الصادرة عن توربينات الرياح وتسببها في الإصابة بالسرطان، ونفوق الحيتان جراء مزارع الرياح.
وفي منشور حديث عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تروث سوشيال (Truth Social)، أعلن ترامب أن "أي ولاية بُنيت واعتمدت على توربينات الرياح والطاقة الشمسية لتوليد الطاقة تشهد زيادات قياسية في تكاليف الكهرباء والطاقة".
وأضاف: "يالها من خدعة القرن! لن نوافق على تدمير طاقة الشمس والرياح على أيدي المزارعين؛ فقد ولّى عهد الغباء في الولايات المتحدة".
ومن المرجح أن يأتي الزعم بمثابة مفاجأة بالنسبة لشركات الكهرباء، مع تأكيد معظم البيانات الحديثة من شركة لازارد (Lazard) أن طاقة الشمس والرياح البحرية هي الأقل تكلفةً، كما أنها مصادر توليد الكهرباء الأسرع انتشارًا في الولايات المتحدة حتى دون دعم حكومي.
وكثيرًا ما سعى ترمب إلى تمهيد الطريق أمام الجمهوريين في أنحاء البلاد لمكافحة التحول إلى الطاقة النظيفة؛ بما في ذلك إلغاء السياسات.
ففي وقت سابق من هذا الشهر اتخذت لجنة شركات أريزونا إيه سي سي (ACC)، وهي لجنة المرافق العامة في الولاية، قرارًا بالبدء في إلغاء قواعد معايير وتعرفات الطاقة المتجددة آر إي إس تي (REST).
ودخلت قواعد "آر إي إس تي" حيز التنفيذ في عام 2006، وهي تُلزِم مرافق الكهرباء في أريزونا بتوليد 15% على الأقل من الكهرباء من المصادر المتجددة بحلول عام 2025.

ثُلث كهرباء أريزونا
كان من المفترض أن يأتي ثُلث الكهرباء المولدة في أريزونا على الأقل من طاقة الشمس التي تتمتع أريزونا بوفرة منها.
ووفق موسوعة غينيس للأرقام القياسية تتمتع أريزونا بـ"حصة من أشعة الشمس" على كوكب الأرض،
وفي عام 2024، سجّلت الطاقة المتجددة نموًا لتمثل 20% من إجمالي صافي توليد الكهرباء في أريزونا وفقًا لأرقام إدارة معلومات الطاقة الأميركية، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك زعم نائب رئيس "لجنة شركات أريزونا" نيك مايرز، أن قواعد معايير وتعرفات الطاقة المتجددة "قد عفا عليها الدهر"، مؤكدًا أن مثل تلك الالتزامات المتعلقة بالطاقة المتجددة "أدت إلى ارتفاع التكاليف على العملاء بشكل غير ضروري".
وأضاف: "مرافق الكهرباء ينبغي أن تتحلى بالمرونة الكافية لاختيار مزيج الطاقة الأكثر فاعلية لتقديم خدمات موثوقة بأسعار معقولة دون أن تثقل كاهلها القواعد المفروضة من قِبل الحكومة التي ترفع في النهاية التكاليف بالنسبة للعملاء".
موضوعات متعلقة..
- أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم يسجل تطورًا مهمًا بعد إنقاذه من الانهيار
- قصة إنقاذ أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم من الانهيار
- صفقة لإنقاذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العالم من الانهيار
اقرأ أيضًَا..
- سفينة غاز مسال عائمة تتجه إلى مشروع أفريقي سعته 2.4 مليون طن سنويًا
- تطورات قضية الجزائر وكيف يسدد لبنان قيمة شحنات الوقود الجديدة (خاص)
- شحنة من النفط السوداني عالقة في البحر بسبب الإمارات
المصدر: