منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025.. العراق في قلب المعادلة العالمية (مقال)
*المدير التنفيذي للمنتدى، أحمد الوندي

يستعد العراق، بين يومي 6 و7 سبتمبر/أيلول المقبل، لاستقبال منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، الذي يُعد واحدًا من أهم الأحداث الطاقوية للدولة، وعلى المستويات العربية والإقليمية والدولية في آن واحد.
والمنتدى حدث لا يمكن النظر إليه بوصفه مجرد مؤتمر اقتصادي تقليدي؛ بل منصة إستراتيجية تسعى من خلالها الدولة العراقية إلى إعادة تعريف موقعها في النظام الطاقوي العالمي.
وتنظم منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، مؤسسة غدًا لإدارة المخاطر، وذلك بالتعاون مع وزارة النفط العراقية، ويشارك فيه رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ووزير النفط حيان عبدالغني.
وإلى جانب هؤلاء الكبار، يشارك الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، ووزراء الطاقة من مصر والأردن وقطر وإيران وتركيا وليبيا، فضلًا عن حضور ممثلي كبريات الشركات العالمية في مجال النفط والغاز والطاقة المتجددة.
دلالات عميقة
إن مجرد اجتماع هذا الطيف الواسع من الوزراء والمسؤولين في منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025، يحمل دلالات عميقة؛ فهو يعكس اعترافًا دوليًا وإقليميًا متزايدًا بأهمية العراق لاعبًا رئيسًا في قطاع الطاقة.
كما أن حضور الأمين العام لمنظمة أوبك على وجه الخصوص يضفي إلى المنتدى ثقلًا مضاعفًا؛ إذ يضع العراق في قلب حوار الطاقة الدولي؛ حيث تُناقَش قضايا حساسة كاستقرار الأسواق وتوازن المصالح بين المنتجين والمستهلكين.
وفي جوهره، يمثل منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 فرصة إستراتيجية للعراق للترويج لنفسه وجهةً استثماريةً واعدةً.

ومن المقرر أن يحظى المنتدى بحضور منظمات دولية مرموقة، مثل منتدى الطاقة الدولي (IEF)، ومنتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، ومؤسسات تحليلية واقتصادية متخصصة مثل "إنرجي إنتليجنس" (Energy Intelligence)، و"إس آند بي غلوبال بلاتس" (S&P Global Platts)، و"كِبلر" (Kepler)، و"أرغوس" (Argus)، و"إنرجي أسبكتس" (Energy Aspects).
وكلها جهات مؤثّرة عالميًا في تزويد الأسواق بالمعلومات والبيانات التي يعتمد عليها المستثمرون وصنّاع القرار.
فإلى جانب احتياطاته النفطية الضخمة، يمتلك العراق ثروات هائلة من الغاز الطبيعي لم يُستفد منها بعد، كما يسعى إلى دخول مجال الطاقات المتجددة بما يتماشى مع التحولات العالمية.
وعليه، يُشكِّل المنتدى نافذة لإقناع الشركات الكبرى بأن بغداد ليست فقط مصدرًا للنفط الخام، بل شريكًا يمكن الاعتماد عليه في مشروعات البنى التحتية والاستثمار طويل الأمد.
أمن الطاقة العالمي
من منظور أوسع، يضع منتدى بغداد الدولي للطاقة أمن الطاقة العالمي في صميم النقاشات.
فالتقلبات الجيوسياسية في المنطقة، من الحروب والنزاعات إلى التغيرات المناخية والضغوط الاقتصادية، تجعل من مسألة الطاقة موضوعًا يتجاوز حدود الاقتصاد إلى الأمن القومي.
والعراق، من موقعه الجغرافي الإستراتيجي، ومن خلال موارده الهائلة، يسعى إلى أن يكون جزءًا من الحل لا جزء من المشكلة، وأن يثبت للعالم أنه عنصر استقرار لا بؤرة توتر في معادلة الطاقة.
ويُدرك صانع القرار العراقي أن الاعتماد على تصدير النفط الخام لم يعد كافيًا، وأن المستقبل يتطلب تنويع مصادر الدخل وتعظيم القيمة المضافة داخليًا.

وبذلك؛ فإن منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 ليس مناسبة بروتوكولية، بل إشارة واضحة إلى دخول العراق مرحلة جديدة: مرحلة تجمع بين الاستثمار الأمثل في النفط والغاز من جهة، والانخراط الجاد في مسار التحول الطاقوي العالمي من جهة أخرى.
إن منتدى بغداد الدولي للطاقة 2025 هو أكثر من مؤتمر، إنه إعلان عن طموح دولة تسعى لتثبيت مكانتها بصفتها فاعلًا رئيسًا في قطاع الطاقة، وجسرًا إستراتيجيًا يربط بين الأسواق الإقليمية والعالمية.
ومن بغداد، يُراد أن تُسمع رسالة مفادها أن العراق لم يعد مجرد مورد تقليدي، بل إنه لاعب قادر على التأثير في مستقبل الطاقة وأمنها واستقرارها على مستوى العالم.
*المدير التنفيذي لمنتدى بغداد الدولي للطاقة، أحمد الوندي.
موضوعات متعلقة..
- منتدى بغداد الدولي للطاقة.. منصة حوارية إستراتيجية تجمع الخبراء وصناع القرار
- مؤتمر التعدين الدولي.. منصة عالمية تجمع 20 ألف مشارك من 170 دولة في السعودية
- منتدى جيبكا السنوي ينعقد في سلطنة عمان لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- تغطية خاصة لمستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية.
- ملف خاص عن مشروعات الطاقة الشمسية في الدول العربية.
- خريطة المناجم في الدول العربية.. كنوز واحتياطيات ضخمة