التقاريرتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

مصافي التكرير الأوروبية قد تغير خريطة الطلب على الهيدروجين الأخضر (تقرير)

القطاع يواجه موجة إلغاءات للمشروعات بسبب تغير الإستراتيجيات والتكلفة

وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • مصافي التكرير الأوروبية يمكن أن تؤدي دورًا في صناعة الهيدروجين الأخضر.
  • مصافي التكرير الأوروبية بحاجة إلى 0.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر بحلول 2030.
  • الاستثمارات المطلوبة قد تتجاوز 15 مليار دولار لتطوير قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
  • النجاح يعتمد على خفض التكاليف والدعم السياسي لتعزيز الطلب.

خلال الوقت الذّي تتعثر فيه مشروعات الهيدروجين الأخضر عالميًا تحت وطأة التكلفة، تبرز مفارقة لافتة: مصافي التكرير الأوروبية حلٌّ غير متوقع لتسريع الطلب.

فمع تسارع تشريعات الاتحاد الأوروبي لإزالة الكربون -وخاصة المراجعة الأخيرة لتوجيه الطاقة المتجددة "ريد 3"- تتحوّل المصافي من "مشكلة" إلى "حل"، لقدرتها على خلق طلب على الهيدروجين منخفض الكربون، بحسب تقرير حديث، طالعته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ورجّح التقرير أن تحتاج مصافي التكرير الأوروبية إلى نحو 0.5 مليون طن سنويًا من الهيدروجين الأخضر للامتثال التنظيمي، وهو ما يعني عمليًا استبدال نحو 30% من الهيدروجين التقليدي الذي ينبعث من إنتاجه ثاني أكسيد الكربون.

وستتطلّب هذه القفزة استثمارات تفوق 15 مليار دولار مخصصة لتطوير قدرات إنتاج الهيدروجين الأخضر.

ولتحقيق النمو المطلوب يجب خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتطوير الأطر التنظيمية لتحفيز الطلب، وحال تجاوز ذلك يمكن لمصافي التكرير الأوروبية أن تؤدي دورًا مهمًا في توسيع سوق الهيدروجين الأخضر.

وخلال العقد الماضي، شهد قطاع الهيدروجين منخفض الكربون (الهيدروجين الأخضر والأزرق) زخمًا كبيرًا، والسبب في ذلك كان أهداف المناخ، إلى جانب السياسات الداعمة التي وضعتها الحكومات.

وحاليًا، بدأت مشروعات ضخمة تتعثر وتواجه موجة إلغاءات أو تعليق بسبب تغيير الإستراتيجيات وضعف الطلب، إلى جانب ارتفاع التكلفة، ووصل إجمالي سعة المشروعات الملغاة إلى نحو 12.5 مليون طن سنويًا حتى يوليو/تموز 2025.

وخلال الأيام الماضية، أعلنت شركة مصدر الإماراتية تحوّل استثماراتها إلى الذكاء الاصطناعي، بعدما خططت لدخول سباق الهيدروجين الأخضر بمليارات الدولارات.

دور مصافي التكرير الأوروبية

على مستوى العالم، تستهلك قطاعات التكرير وإنتاج الأمونيا والميثانول مجتمعة قرابة 100 مليون طن سنويًا من الهيدروجين التقليدي، أي المنتج بطرق كثيفة الانبعاثات الكربونية، ويعادل ذلك 98% من إجمالي الطلب العالمي على الهيدروجين.

ووفق ذلك، يرى التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن تعزيز سوق الهيدروجين الأخضر يمر عبر مصافي التكرير الأوروبية.

فقد وضعت الحزمة الثالثة لتوجيه الطاقة المتجددة (RED III) إطارًا لدفع تبني الهيدروجين الأخضر عبر تصنيفه وقودًا متجددًا غير عضوي (RFNBO) عند استيفائه معياري الاستدامة والتتبع.

ونظريًا، يبشر ذلك بنمو الهيدروجين الأخضر على المدى القريب في مصافي التكرير الأوروبية، وسيسهم ذلك في الحد من التأخيرات والإلغاءات التي أصبحت شائعة خلال المدة الماضية.

ومنذ بداية العام الجاري حتى الآن، وصل عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر الملغاة إلى 12 مشروعًا، مقابل 20 مشروعًا في 2024، كما يوضح الرسم البياني أدناه:

عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر الملغاة عالميًا (2022-2025)

بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن تصبح مصافي التكرير الأوروبية من أبرز المنتجين أو المشترين للهيدروجين الأخضر، بغرض إزالة الكربون من القطاع واستعمال مشتقاته وقودًا في الصناعات البحرية والطيران، وقد استهدف العديد من مشروعات الهيدروجين الأخضر هذا القطاع.

فمن بين 6 ملايين طن سنويًا من مشروعات الهيدروجين منخفض الكربون التي وصلت لمرحلة القرار الاستثماري النهائي، استثمرت المصافي الأوروبية ما يزيد على 5 مليارات دولار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى صعيد التكلفة، أظهرت نتائج مزادات بنك الهيدروجين الأوروبي -مؤخرًا- أن مصافي التكرير هي الأكثر استعدادًا لدفع علاوة سعرية من أجل تأمين الإمدادات، بمتوسط تكلفة مستوية للهيدروجين (LCOH) يصل إلى 9.23 دولارًا/كيلوغرام، ما يثبت التزام قطاع التكرير بالامتثال للمتطلبات التنظيمية.

بالمقارنة، تظهر نماذج وود ماكنزي للمشروعات المستهدفة للمصافي تكاليف تقدر بين 7.04-8.30 دولارًا/كيلوغرام.

بالإضافة إلى ذلك، انخفض متوسط تكلفة الهيدروجين الأخضر بنسبة 18% في أحدث المزادات التي نظمها الاتحاد الأوروبي، في حين شهدت العطاءات المقدمة في ألمانيا انخفاضًا تجاوز 55%.

إحدى مصافي التكرير الأوروبية
مصفاة نفط - الصورة من لوكسمبورغ تايمز

مستقبل الهيدروجين الأخضر في مصافي التكرير الأوروبية

أشار التقرير إلى أن إزالة الكربون من قطاع التكرير تمثل أفضل فرصة استثمارية على المدى القريب، لكن الطيران والنقل البحري يقدمان فرص نمو على المدى الطويل لمشتقات الهيدروجين الأخضر، ولا سيما أنهما من القطاعات الأصعب في مسارها نحو الكهربة.

وتلزم مبادرة الاتحاد الأوروبي (ReFuelEU Aviation) -التي تفرض نسبًا إلزامية لاستعمال الوقود المستدام في الرحلات داخل أوروبا- أن يشكل الوقود المستدام 6% من استهلاك الطائرات بحلول 2030، مع تخصيص 1.2% من هذا الوقود لمشتقات الهيدروجين الأخضر.

وبحلول 2050، قد ترتفع الحاجة إلى 8 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر لتلبية متطلبات وقود الطيران المستدام، أي بمعدل نمو سنوي مركب يتجاوز 15% للقطاع وحده.

وبالموازاة، تدفع التشريعات الخاصة بالقطاع البحري اتجاهات السوق نحو الوقود المشتق من الهيدروجين.

ويرى التقرير أن تحقيق النمو داخل مصافي التكرير الأوروبية على المدى الطويل يتطلب العمل في 3 مجالات رئيسة، وهي التكاليف والتقنيات والبيئة التنظيمية.

وكشف عن أن السياسات تمثل العقبة الأبرز؛ إذ تنص الحزمة الثالثة في توجيه الطاقة المتجددة على أن يشكل الوقود المتجدد غير العضوي 1% من استهلاك الطاقة في قطاع النقل بحلول 2030، وهو هدف متواضع يكشف عن حجم الصعوبة في توفير المعروض.

ويضاف إلى ذلك بطء الدول الأعضاء في تطبيق الحزمة الثالثة، وأدى ذلك حالة من عدم اليقين التنظيمي أثرت في تطوير المشروعات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. دور مصافي التكرير الأوروبية لتعزيز قطاع الهيدروجين الأخضر من وود ماكنزي
  2. مصافي التكرير الأوروبية من وود ماكنزي
  3. رسم عن عدد مشروعات الهيدروجين الأخضر الملغاة من وحدة أبحاث الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق