4 مناطق مؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب (تقرير)
داليا الهمشري

يمثّل الهيدروجين الأخضر في المغرب رهانًا واعدًا في ظل الموقع الجغرافي الإستراتيجي للبلاد بالقرب من قارة أوروبا، وما تتمتع به من موارد طبيعية غنية من طاقتي الشمس والرياح.
ويسعى المغرب ليصبح منصة إقليمية لإنتاج وتصدير الهيدروجين من خلال وضع خطة متكاملة تستهدف بناء منظومة صناعية جديدة تشمل التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتحلية المياه وتصنيع المشتقات مثل الأمونيا والميثانول، مع استقطاب استثمارات وتحالفات دولية ضخمة.
وفي هذا السياق، عُقدت ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي -تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بعنوان "إمكانات الطاقة الشمسية في المغرب.. من قلب الصحراء إلى تحلية المياه".
وسلّطت الندوة الضوء على مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب، وأهم التحديات التي تعوق النقل والتصدير إلى الخارج في ظل عدم وجود أنابيب للغاز في البلاد.
تمويل المشروعات
أكد مدير معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة بالمغرب (IRESN) الدكتور سمير الرشيدي -خلال الندوة- تطلُّع بلاده للريادة في قطاع الطاقة المتجددة، لا سيما الهيدروجين الأخضر.
وأكد أن المغرب يتبنّى رؤية شاملة للهيدروجين الأخضر، لا تقتصر على الإنتاج الأولي، بل تمتد لتشمل سلسلة قيمة صناعية تبدأ من الإنتاج، الذي يعتمد على تحلية المياه ومصادر الطاقة المتجددة والشبكة الكهربائية لإنتاج الهيدروجين، ثم تنتقل إلى تخزين الهيدروجين ونقله، واستغلال التقنيات الحديثة لالتقاط الكربون.
ولفت إلى أن المغرب يستهدف من خلال رؤيته تصدير الهيدروجين الأخضر لتعزيز مكانته لاعبًا رئيسًا في سوق الطاقة العالمية.
ويؤدي معهد أبحاث الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة في المغرب -الذي تأسس عام 2011- دورًا محوريًا في دعم الإستراتيجية الوطنية للطاقة من خلال تعزيز سلسلة قيمة الابتكار الأخضر بصفته مؤسسة تمويلية للمشروعات البحثية التعاونية.
كما يسهم المعهد في تطوير خرائط الطريق التقنية في قطاع الطاقة النظيفة، ولا سيما فيما يتعلق بالمنظومات الشمسية والتنقل الكهربائي ودعم مشروعات الهيدروجين الأخضر في المغرب.
ريادة مغربية
سلَّط الدكتور سمير الرشيدي الضوء على أهمية قطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب، مشيرًا إلى أن العالم يتوقع ريادة بلاده في هذا القطاع؛ نظرًا لما يتميز به من موارد طبيعية من طاقتي الشمس والرياح.
وأشار إلى أن المغرب يتطلع إلى استغلال هذه الثروات الطبيعية لتحقيق الانتقال من الاعتماد على النفط والغاز الطبيعي إلى الصناعات القائمة على الطاقة الخضراء .
ولفت إلى أن إنتاج الهيدروجين الأخضر يتطلب التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، ولا سيما المنظومات الشمسية وتوربينات الرياح، مشيرًا إلى توافر موارد ضخمة من هذه الطاقات في الصحراء المغربية.
وأبرز الجهود الحكومية لدعم هذا القطاع من خلال "عرض الهيدروجين" الذي أعلنته المملكة في مارس/آذار 2024 لوضع قواعد عملية لجذب الاستثمارات والنهوض بالمشروعات محليًا ودوليًا من خلال رؤية واضحة لشروط التنفيذ والتحفيز الحكومي.
تحديات الهيدروجين الأخضر في المغرب
أوضح الرشيدي أن مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحلية المياه، وتستمد طاقتها من موارد البلاد من الشمس والرياح.
وأشار إلى أن هناك عدّة مناطق مؤهلة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في البلاد بتكلفة معقولة، مثل:
- ميناء طنجة.
- المنطقة الصناعية الكبيرة في كازابلانكا.
- ميناء الجرف الأصفر.
- ميناء الداخلة.
وأكد أن المغرب يعتزم تصدير الهيدروجين إلى أوروبا على شكل أمونيا خلال المدى القريب والمتوسط، كما سيُخصص جزءًا للاستعمال المحلي.

ولفت الرشيدي إلى أنه رغم التوسع في المشروعات، فإن هذا القطاع ما يزال يواجه عقبة في النقل والتوزيع نتيجة عدم وجود أنابيب لنقل الغاز في البلاد، مشيرًا إلى ضرورة تأسيس بنية تحتية قوية.
وأوضح أن هناك مشروعًا كبيرًا لنقل الغاز من نيجيريا إلى أوروبا عبر المغرب يمكن أن يكون مصحوبًا بأنبوب لتصدير الهيدروجين.
موضوعات متعلقة..
- الهيدروجين الأخضر في المغرب.. 6 معلومات عن مشروع استثماراته 25 مليار دولار
- سعة الطاقة الشمسية في المغرب تنتظر قفزة كبيرة بحلول 2028
- أول محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية في المغرب.. تحوّل وجه الصحراء
اقرأ أيضًا..
- غاز تركمانستان إلى العراق لن يصل في 2025.. ومفاجأة بشأن قطع الكهرباء (خاص)
- النفط والغاز في ليبيا.. 3 شركات عالمية تجدد اهتمامها بالاحتياطيات الضخمة
- عبدالله العبري: 4 دول عربية توفر طاقة متجددة منخفضة الكلفة
- توقعات الطلب على النفط في 2026.. وكالة الطاقة الدولية تخالف الاتجاه