أخبار الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طاقة الشمس والرياح في أميركا تختنق بقيود جديدة

أسماء السعداوي

تلقّت طاقة الشمس والرياح في أميركا ضربة من إدارة الرئيس دونالد ترمب، ضمن حملة شرسة بدأت في أول أيام عودته إلى البيت الأبيض خلال يناير/كانون الثاني (2025).

وتنفيذًا لقانون الميزانية الذي وقع عليه الرئيس قبل أكثر من شهر، كشفت وزارة الخزانة النقاب عن قواعد أشد صرامة لتأهل مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح للحصول على إعفاءات ضريبية فيدرالية.

ويرى ترمب أن القانون "يدفع الاقتصاد بقوة صاروخ فضائي"، لكنه يلغي إعفاءات ضريبية لمشروعات طاقة الشمس والرياح والسيارات النظيفة وكفاءة الطاقة المنزلية من بين أخرى، بحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ويحذر مراقبون من أن الإجراءات تدمر تنافسية أميركا وترفع فواتير الكهرباء وتهدد بتشريد مئات الآلاف من العاملين، فضلًا عن تحذيرات من عجز الطلب المتزايد على الكهرباء من مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.

صناعة طاقة الشمس والرياح في أميركا

قرار إدارة ترمب الأخير بشأن مشروعات توليد الكهرباء من طاقة الشمس والرياح في أميركا هو الأخير ضمن سلسلة إجراءات تأتي انطلاقًا من رؤية قطب العقارات السابق بأن مصادر الطاقة المتجددة مكلفة وغير موثوقة وتهيمن على تصنيعها وتوريدها قوى معادية أجنبية في إشارة للصين.

والآن، يواجه مطورو مشروعات الطاقة الشمسية والرياح قواعد جديدة بموجبها تتغير تعريفات كان راسخة قبلًا مثل أن مشروعًا ما قيد البناء.

إذ أصبح يُطلب من الشركات إنجاز أعمال البناء وليس مجرد إظهار استثمارات رأس المال للحصول على الإعفاءات الضريبية.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد التوقيع على قانون الميزانية
الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد التوقيع على قانون الميزانية - الصورة من شبكة "إن بي سي"

وعلى نحو خاص، سيكون على مشروعات الطاقة الشمسية والرياح على نطاق المرافق إنجاز أعمال كبرى ومستمرة لتصبح قادرة على الحصول على الإعفاءات التي ستستمر على مدار 4 سنوات فقط.

ووفق التعريف الجديد، لا يشمل العمل "الكبير" داخل المشروع الحصول على التراخيص أو التصميم أو الاحتفاظ بالمكونات داخل المخازن.

وعلاوة على ذلك، سيتعين على المشروعات بدء أعمال البناء بحلول شهر يوليو/تموز من العام المقبل (2026) أو دخول مرحلة التشغيل بحلول نهاية عام 2027 للحصول على إعفاءات ضربية بنسبة 30% بالإضافة إلى علاوات تجعل قيمة الدعم أكبر.

يُشار هنا إلى أن قانون الميزانية الذي وقع عليه ترمب في يوليو/تموز الماضي (2025) يطلب من وزارة الخزانة أن تبدأ في غضون 45 يومًا إنهاء إعفاءات ضريبية وتطبيق قواعد تمنع التسريع "المُصطنع" لأهلية المشروعات للحصول على الدعم الحكومي وتقييد طلبات "الملاذ الآمن" وضبط القواعد الحاكمة لموعد البدء الرسمي لأعمال البناء.

وبموجب الأمر، سيتعين على الوزارة بقيادة دوغ بورغوم مراجعة كل اللوائح والتوجيهات والسياسات لضمان عدم حصول مصادر الطاقة المتجددة على معاملة تفضيلية على حساب المصادر القابلة للتوزيع مثل الغاز الطبيعي والفحم أو الطاقة النووية.

مشروعات الطاقة الشمسية والرياح في أميركا

ستتضرر من القواعد الجديدة مشروعات طاقة الشمس والرياح في أميركا كان من المقرر أن تبدأ أعمال البناء بدءًا من 2 سبتمبر/أيلول المقبل (2025).

وعلى مدار 10 سنوات مضت، كان يحق لمطوري المشروعات الحصول على دعم ضريبي خاص يحمل اسم "الملاذ الآمن" بعد تكبد 5% من التكاليف الإجمالية، بما يسمح بالاستفادة من الإعفاءات قبل انتهاء مدتها أو انخفاض قيمتها.

لكن الآن أصبحت المشروعات التي تقل سعتها عن 1.5 ميغاواط قادرة على استعمال بند الملاذ الآمن، وهو أمر إيجابي لمشروعات الطاقة الشمسية المنزلية.

ودافع وزير الطاقة الأميركي كريس رايت، عن إنهاء بعض الدعم الفيدرالي لصناعات من بينها طاقة الشمس والرياح في أميركا، قائلًا إنها جاءت في الوقت السليم.

علم الولايات المتحدة وتوربين رياح عائم
علم الولايات المتحدة وتوربين رياح عائم - الصورة من منصة "أوفشور ويند"

وبحسب الوزير، فقد تطورت الصناعة بما يكفي لتكون قادرة على المنافسة دون تقديم الحكومة للدعم المالي، مشيرًا إلى تقديم الإعانات منذ نحو 33 عامًا.

وإذ وصفها بـ"الناضجة وتتطور"، قال إنه يتعين على صناعة الطاقة المتجددة التنافس في السوق مثل مصادر الطاقة الأخرى.

من جانبها، انتقدت الرئيسة التنفيذية لجمعية صناعات الطاقة الشمسية في أميركا (SEIA) أبيغيل روس هوبر، القواعد الجديدة، محذرةً من أنها ستؤخر بناء مشروعات كهرباء تتسم بالموثوقية وميسورة التكلفة.

كما لفتت إلى أنها ستؤدي إلى رفع أسعار الكهرباء وستمنح الصين دفعة لمواصلة التفوق في سباق إنتاج الكهرباء اللامة لتشغيل الذكاء الاصطناعي شديد الاستهلاك.

كما حث أصحاب مراكز البيانات، وعلى رأسهم غوغل ومايكروسوفت وأمازون، وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، على التراجع عن الإجراءات المتشددة لقواعد منح إعانات لطاقة الشمس والرياح في أميركا الحاسمة للنمو والتنافس مع الصين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. قواعد جديدة لإعفاءات مشروعات الشمس والرياح في أميركا من وكالة رويترز
  2. تصريح لوزير الطاقة الأميركي من "أيوا كابيتال ديسباتش"
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق