رئيسيةأخبار منوعةمنوعات

تمهيدًا للتحول إلى الطهي النظيف.. ولاية مكسيكية تطرح موقدًا هجينًا

3.3 مليون شخص يعتمدون على الحطب

حياة حسين

ضمن جهود التحول التدريجي إلى الطهي النظيف المكسيك، تستعد الحكومة لإطلاق موقد الطهي الهجين في إحدى ولايات الدولة اللاتينية.

وأعلن وزير تنمية الطاقة في ولاية تاماوليباس والتر جوليان أنجل جيمنز، خلال منتدى الطاقة الوطني للمكسيك، الأسبوع قبل الماضي، إطلاق التقنية الجديدة، وفق تفاصيل طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وجاء تطوير موقد الطهي الهجين في ولاية مكسيكية لتسهيل تحول المجتمعات بعيدًا عن استعمال الحطب في طهي وجبات الطعام؛ إذ يمكن الاعتماد على كل من الحطب وغاز النفط المسال؛ ما يسهل التحول التدريجي إلى الطهي النظيف.

وجاء القرار بسبب اعتماد نحو 78% من المجتمعات الأصلية في المكسيك على هذين النوعين من الوقود: الحطب وغاز النفط المسال.

موقد الطهي الهجين في ولاية مكسيكية لتجنب الآثار الصحية

تقرر الاعتماد على موقد الطهي الهجين في ولاية مكسيكية، لمكافحة التلوث الناجم عن استعمال أنواع من الوقود غير صحية.

وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن 2.1 مليار شخص، أي ما يعادل ربع عدد سكان الكرة الأرض تقريبًا، يستعملون وقود طهي غير نظيف مثل الكيروسين أو حرق الخشب (الحطب)، ومخلفات الحيوانات، وفحم الخضراوات، والنفايات بصورة عامة.

ويُسبب ذلك تلوثًا للهواء داخل المنازل؛ ما يؤدي إلى أمراض عديدة يُصاب بها مستعملو هذا الوقود غير النظيف، ويسهم بدوره في 6.7 مليون وفاة سنويًا.

وترتبط هذه الوفيات بالأمراض المُعدية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والرئة الناتجة عن التعرض المُطول لدخان الوقود المُحترق.

لذلك وضعت الحكومات في كل أنحاء العالم تقريبًا خططًا لاستبدال وقود الطهي الملُوث والمُسبب للأمراض والاعتماد على بدائل أنظف، لكن هذا التحول يمثل تحديًا في العديد من المناطق النائية، حيث يفتقر السكان إلى طرق تسهل عليهم الوصول إلى الكهرباء أو غاز النفط المُسال.

ولا يزال استعمال وقود الطهي غير النظيف شائعًا ومنتشرًا على نطاق واسع في المناطق النامية مثل أميركا اللاتينية؛ إذ إن 12% من السكان، ما يعادل 78 مليون شخص، يعتمدون عليه.

وتعتمد دول أميركا اللاتينية بكثافة على وقود الطهي غير النظيف، ومثّل نحو 8% من إجمالي مصادر الطاقة خلال العقدين الماضيين، وكان 7% خلال 2024، ما يعادل 46.5 ألف طن من إجمالي 664.2 ألف طن من مكافئ نفط.

ولا يزال الحطب يحتل المركز الثاني بين أنواع الوقود الأكثر استعمالًا بعد الكهرباء منذ 20 عامًا، رغم انخفاض استهلاكه من 43% قبل عقدين إلى 31% من مزيج الوقود في 2024.

وهذا يعني أن استهلاك سكان أميركا اللاتينية المتوقع من الحطب خلال العام الجاري سيبلغ 43.5 ألف طن مكافئ نفط من 110.8 ألف طن مكافئ نفط.

موقد طهي من الطاقة النظيفة
موقد طهي من الطاقة النظيفة - الصورة من منصة منظمة الطاقة المتجددة الدولية

الأكثر استهلاكًا للحطب

تحتل البرازيل والمكسيك المركزين الأول والثاني في الأكثر استهلاكًا للحطب بوصفه وقود طهي في أميركا اللاتينية، وبلغت نسبتهما 22% و18% في 2024 على التوالي.

ووفق إحصاءات حكومية، لا يزال 3.3 مليون شخص يستهلكون الحطب للطهي في المكسيك، خلال الوقت الذي يبلغ معدل استهلاك سكان وسط القارة للحطب للفرد الأعلى في المنطقة، ويصل إلى 0.62 طنًا للشخص، مقابل متوسط في دول الكاريبي وأميركا اللاتينية يبلغ 0.16 طنًا.

وسلطت منظمة الطاقة لأميركا اللاتينية (أولاد) الضوء على تحول كبير عن الحطب في الطهي إلى وقود الطهي النظيف، متوقعة أن يصل هذا التحول ليشمل 97% من السكان.

وترى المنظمة أن إمكانات القارة الهائلة في الحصول على الكهرباء النظيفة من مصادر متعددة لم تُستغل بعد، إذ تحظى بوفرة في مصادر الطاقة المتجددة، متضمنة: الطاقة الكهرومائية والرياح والشمس والطاقة الحرارية الأرضية، موضحة أن استغلالها يمنح الدول طاقة رخيصة وموثوقة.

غير أن المنظمة تستعرض تحديات استهلاك الحطب في الطهي بشكل واسع في المناطق الريفية والنائية، بل إن استعمال الحطب يمثل جزءًا من ثقافة تلك المناطق، ما يعقّد عملية تحول السكان إلى وقود الطهي النظيف في تلك المناطق.

وقد يفسر ذلك قرار إطلاق موقد الطهي الهجين في ولاية مكسيكية، والذي قد يساعد في تخطي تحدٍّ ثانٍ، وهو كثافة الطاقة المُستعملة في تسخين المياه والطهي.

وترى المنظمة أن التحدي الثاني يحتاج إلى كثافة في توليد الطاقة النظيفة، وتوسع البنية التحتية للنقل والتوزيع، خاصة في المناطق التي تفتقر لمثل هذه المنشآت.

وقدرت المنظمة أن تحول 95% من السكان في أميركا اللاتينية إلى وقود الطهي النظيف بحلول عام 2035، يحتاج من الحكومات إلى توفير غاز النفط المسال أو الكهرباء لنحو 50 مليون شخص.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق