منصات النفط والغاز البحرية المتوقفة في أستراليا تخلّف أطنانًا من النفايات (تقرير)
نوار صبح

يخلّف إيقاف تشغيل منصات النفط والغاز البحرية في أستراليا أطنانًا من النفايات التي يتطلب تفكيكها أو إعادة تدويرها إجراءات عديدة.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يواجه هذا القطاع أطنانًا من الفولاذ، وأكوامًا من الألياف الزجاجية، وكميات هائلة من البلاستيك المُبلمر الملوث خلال السنوات الـ25 المقبلة، مع تزايد أعمال إيقاف تشغيلها.
وقد تُصبح هذه الصناعة، قريبًا، رفقاء غريبين لأصحاب مشروعات الطاقة المتجددة، ولو لمجرد تقديم إرشادات بشأن طريقة تجنُّب التعامل مع الأصول المُتقاعدة.
وقد تزايدت عمليات إيقاف تشغيل منصات النفط والغاز البحرية عام 2019، عندما أعلن مالك منصة النفط العائمة المتهالكة "نورثرن إنديفور" في بحر تيمور إفلاسه، وأصبحت عملية التنظيف مشكلة الحكومة الفيدرالية.
الأصول المُستَبعدة
فُرضت ضريبة على الشركات لتغطية تكاليف إيقاف تشغيل منصة "نورثرن إنديفور"، وتغيير في طريقة إشراف الهيئة الوطنية لسلامة البترول البحري "نوبسيما" (NOPSEMA)، الجهة التنظيمية، على الأصول المُستَبعدة.
والآن، قد يُوفر هذا نموذجًا لطريقة تعامل قطاعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والبطاريات مع معالجة المواد التي يصعب إعادة تدويرها، مثل شفرات التوربينات.
وقال الرئيس التنفيذي لمركز إيقاف التشغيل في أستراليا "سي أوه دي إيه" (CODA)، فرانسيس نورمان: "كان تأثير ذلك (لمحطة نورثرن إنديفور) في الأساس هو تحفيز الكثير من النشاط في مجال إيقاف التشغيل".
وأوضح أن "العمل كان مُتوقعًا، لكنّه سلبَ بعض المرونة في الجداول الزمنية للمشغّلين".

وأضاف: "تُعدّ أستراليا الآن واحدة من أكثر البلدان نشاطًا في أنشطة إيقاف التشغيل، ومثل بقية العالم، فإننا نتعلم مع مرور الوقت".
وأوضح نورمان أن هناك 740 بئرًا بحرية للنفط أو الغاز يجب إزالتها وإعادة تأهيل الأراضي المحيطة بها بين عامي 2024 و2050.
بدوره، يقدّر مركز إيقاف التشغيل في أستراليا أن ذلك سيكلّف 40.5 مليار دولار أميركي على مدى السنوات الـ50 المقبلة.
قطاع الطاقة المتجددة
في قطاع الطاقة المتجددة، تُعدّ شفرات توربينات الرياح الأبرز والأكثر صعوبة في التخلص منها، نظرًا لحجمها الهائل وموادها المركبة، وتقنيات تفكيكها.
وتُستغلّ مجموعات مُضلّلةٌ لتفكيك طاقة الرياح خلال عمليات التخطيط، ما يُجبر أصحاب المبادرات الأولى على دحض ادّعاءاتٍ غريبة، مثل دفن شفرات التوربينات في الكثبان الرملية (وهو أمرٌ لن يحدث).
ويُواجه تفكيك منصات النفط والغاز مخاوفَ مماثلةً لتلك التي تُثيرها المجموعات التي تُريد أن تُحسّن أداء مصادر الطاقة المُتجددة مقارنةً بقطاع الوقود الأحفوري، حسبما قال خبير التفكيك لدى شركة كينت الاستشارية (Kent)، ريان جيلبرت.
وستشمل هذه المخاوف إعادة التدوير، واستعادة المواد، والحماية من الإفلاس والهجر، وترميم المواقع، وهي أمورٌ تُلزِم بها الهيئة الوطنية لسلامة البترول البحري "نوبسيما" في المناطق البحرية، بينما تُدار المناطق البرية من خلال اتفاقيات مع مُلّاك الأراضي.
ويُعدّ أول مشروع رياح "تجاري" يُفكَّك في أستراليا مشروع كودرينغتون التابع لشركة ""باسيفيك بلو (Pacific Blue)، بقدرة 18.2 ميغاواط؛ وقد اضطرّ إلى التعامل مع ادّعاء الكثبان الرملية في وقت سابق من هذا العام.
إزاء ذلك، يجب تحديد طريقة هدم الأبراج، وطريقة التعامل مع شفرات الألياف الزجاجية والبوليمر، وإعادة تدوير البنية التحتية المتبقية التي تشمل القواعد الخرسانية والكابلات والمحطات الفرعية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى الرغم من أن شركة "باسيفيك بلو" تبدأ من الصفر من حيث وضع دليل إرشادي لتفكيك مزارع الرياح، فإن الأجهزة اللازمة للتعامل مع العمل إمّا موجودة حاليًا أو في طور الإنشاء، وفقًا للمستشارين العاملين في المشروع.

إعادة تدوير توربينات الرياح
صرّح شريك شركة إيفروز (Everoze)، ديفيد ميلار، في مايو/أيار الماضي، بأن أستراليا لديها المرافق والطلب اللازم لإعادة تدوير نحو 95% من توربينات الرياح.
وقال خلال مؤتمر في ملبورن: "هناك [مقاولو هدم] يتطلعون إلى التأسيس في أستراليا، وهم يرون أن الصناعة ستنمو في مجال تفكيك التوربينات، ويريدون الحضور للمساعدة في إدارة هذه المشروعات والقيام بذلك على النحو الأمثل، لذا فهم مستعدون ومنتظرون".
وأضاف: "هناك مقاولون يقولون، إنهم مهتمون بإبرام عقد هندسة وتوريد وبناء (EPC) لتفكيك التوربينات، لذا فهم يتحملون مسؤولية المشروع بأكمله، بما في ذلك إعادة التدوير".
وقال الرئيس التنفيذي لمركز إيقاف التشغيل في أستراليا "سي أوه دي إيه"، فرانسيس نورمان: "إنه مع مرور 5 سنوات على العمل الجاري حاليًا، فإن صناعة تفكيك منصات النفط والغاز البحرية التكميلية تتمتع بإمكانات كبيرة لصناعة الرياح".
ويوجد حاليًا صناعة واسعة النطاق راسخة في أستراليا لإعادة تدوير ومعالجة المواد المستعمَلة في قطاع النفط والغاز.
موضوعات متعلقة..
- إكوينور النرويجية تتقدم بمشروع كهربة منصات النفط والغاز البحرية
- منصات النفط والغاز في بحر الشمال تشهد أكبر إضراب في تاريخها
- طاقة الرياح البحرية في إسكتلندا تشغّل منصات النفط والغاز ببحر الشمال
اقرأ أيضًا..
- تحميل 4 ناقلات بشحنات من أركتيك2.. أين يذهب الغاز المسال الروسي؟
- أكبر صفقة كهرباء وتمويل الغاز.. ماذا فعلت قطر لإنقاذ سوريا؟ (تقرير)
- تحول الطاقة العادل في أفريقيا.. ضرورة بيئية وعدالة اجتماعية (مقال)
المصدر..