التقاريرتقارير النفطرئيسيةنفط

تلوث صادرات النفط من أذربيجان يعيد قازاخستان إلى روسيا.. ماذا حدث في 20 يومًا؟

هبة مصطفى

كان تلوث قد رصدته شركة النفط البريطانية بي بي في صادرات النفط من أذربيجان، قبل 3 أسابيع، كفيلًا بالتأثير سلبًا في السوق على أصعدة عدة.

واتخذت الشركة موقفًا صارمًا حيال صادرات النفط في خط النقل "باكو-تبليسي-جيهان"، المعروف باسم "بي تي سي BTC"، لحين اكتشاف مصدر التلوث، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وتعرّضت السوق لمتغيرات عدة منذ كشفت الشركة عن التلوث في 24 يوليو/تموز 2025، من بينها: ارتباك أسعار النفط الأذربيجاني، وتغير المشهد الجيوسياسي بين قازاخستان وروسيا، وتعطّل الصادرات.

وتُعدّ أذربيجان نقطة التقاء لخامات 3 دول، تمهيدًا لتصديرها إلى الأسواق الأوروبية بعد وصولها إلى ميناء جيهان التركي.

خط باكو-تبليسي-جيهان

يضم خط باكو-تبليسي-جيهان مزيجًا من صادرات النفط من أذربيجان وقازاخستان وتركمانستان، حيث يجري مزج الإمدادات في مجمع "سانجاشال".

وبعد رصد التلوث بنحو 5 أيام، في 29 يوليو/تموز الماضي، أعلنت شركة النفط البريطانية حالة القوة القاهرة، ما أدى إلى توقف استقبال الشحنات المنقولة بحرًا من قازاخستان وتركمانستان، وفق ما نشره موقع إس بي غلوبال.

مرافق لنقل وتخزين النفط في ميناء جيهان التركي
مرافق لنقل النفط وتخزينه في ميناء جيهان التركي - الصورة من رويترز

وتعكف شركة بي بي حاليًا على فحص عينات لصادرات النفط من أذربيجان عبر الخط، تضم مزيجًا من خامات الدول الـ3.

ورغم التقديرات الأولية أشارت إلى أن التلوث تم بالكلوريدات العضوية، لكن شركة بي بي أكدت أن السبب غير واضح حتى الآن.

واستمرت التحميلات في ميناء جيهان التركي، ولم تتأثر بعض مرافق التخزين بها، وفق تأكيد الشركة البريطانية، لكن نظام الصادرات في البحر المتوسط تعطّل بالكامل.

تداعيات تلوث صادرات النفط من أذربيجان

أدّى تلوث صادرات النفط من أذربيجان بالكلوريدات العضوية إلى 3 نتائج مباشرة، نذكر منها:

1) النفط القازاخستاني:

لم يستسلم النفط القازاخستاني لتوقف الصادرات عبر خط "باكو-تبليسي-جيهان" الذي يصل طوله إلى 1800 كيلومتر.

وعُدل مسار الشحنات إلى خط أنابيب بحر قزوين الروسي (سي بي سي CPC) الواقع جنوب روسيا، ويتسع إلى 1.8 مليون برميل يوميًا.

وكشف منعطف توقف الصادرات في الخط الثلاثي -نتيجة التلوث- عن مدى "هشاشة" البنية التحتية البديلة، المتاحة أمام المنتجين في المنطقة للاستقلال بعيدًا عن التعاون مع موسكو.

ونُظر إلى خط "باكو-تبليسي-جيهان" بوصفه بديلًا إستراتيجيًا، وتوقع مسؤولون أن ترتفع صادرات النفط القازاخستاني عبره إلى 35 ألف برميل يوميًا (أو ما يعادل 1.7 مليون طن متري) العام الجاري، خاصة أن صادرات النفط عبر خط بحر قزوين تأثرت بتداعيات الحرب مع أوكرانيا.

وتأتي العودة إلى خطوط نقل النفط الروسية، في حين كانت قازاخستان تتطلّع إلى زيادة صادرات النفط عبر الخط الثلاثي.

وتزوّد قازاخستان خط بحر قزوين بشحنات من إنتاج حقلَي "تنغيز" و"كاشاغان" الأكبر في البلاد.

2) النفط الأذربيجاني

تلقّى النفط الأذربيجاني ضربة من الكشف عن تلوث في صادرات النفط، وانعكس ذلك على الأسعار والصادرات والشركات.

وتأثرت الأسعار بالكشف عن تلوث في صادرات خط "باكو-تبليسي-جيهان"، وقُيّمت أسعار خامها الشهير بـ"أذري لايت" بنحو 45 سنتًا فقط للبرميل، انخفاضًا من سعر فاق خام برنت بـ4 دولارات.

النفط والغاز في أذربيجان
منصة نفط بحرية في بحر قزوين بالقرب من عاصمة أذربيجان – الصورة من رويترز

ولا تُعد الأسعار المتغير الوحيد في هذه المعادلة، إذ تُشير التوقعات إلى تراجع الصادرات أيضًا إلى أقل من 550 ألف برميل يوميًا، بتراجع من 586 ألف برميل يوميًا صُدرت في النصف الأول من العام الجاري.

ومن جانب آخر، قد تتعرّض باكو إلى أزمة "عدم ثقة" بعدما أبلغت 3 شركات (إيني الإيطالية، وأورلين البولندية، وأو إم في النمساوية) بتلوث بعض شحناتها المستوردة ضمن صادرات النفط من أذربيجان.

ويُنتَج الخام الأذربيجاني الخفيف في مجمع "إيه سي جي ACG"، ويُستعمل في إنتاج: (الديزل، والبنزين، ووقود الطائرات).

وعادة ترتبط صادرات النفط من أذربيجان بإمدادات قازاخستان، بهدف زيادة شحنات الأولى.

3) تعطّل الصادرات

توقفت صادرات النفط من أذربيجان عبر خط "باكو-تبليسي-جيهان" نهاية يوليو/تموز الماضي، وحاولت قازاخستان البحث عن بدائل وعادت أدراجها إلى خط أنابيب بحر قزوين الروسي.

ولم تُشر المعلومات المتاحة إلى بحث النفط التركمانستاني عن بدائل، في حين استمرت التحميلات في محطة جيهان بالتوازي مع عينات لفحص خامات الدول الـ3 لرصد مدى انتشار التلوث.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق