مشروع هيدروجين أخضر عالمي يتعرض لانتكاسة

محمد عبد السند

2025-08-12

0 307

يواجه مشروع هيدروجين أخضر في أوروبا عدم يقين نتيجة تأخيرات في التنفيذ؛ ما يعكس مناخ التحديات المحيط بصناعة الوقود منخفض الانبعاثات، ويهدّد الآمال المعقودة عليه بصفته مصدر طاقة واعدًا منخفض الانبعاثات.

وعزت شركة فاتنفول (Vattenfall) السويدية للطاقة المتجددة وشركة كوبنهاغن إنفراستراكشرز بارتنرز (Copenhagen Infrastructure Partners)، واختصارها سي آي بي (CIP)، تأجيل المشروع إلى عدم اكتمال البنية التحتية ذات الصلة.

ومن المخطط أن يضم المشروع الواقع في هولندا مزرعة رياح بحرية سعة 2 غيغاواط، ومحطة شمسية بحرية عائمة سعة 50 ميغاواط، إلى جانب محلل كهربائي سعة غيغاواط واحدة.

وكانت الشركتان قد أعلنتا خطط المشروع في شهر يونيو/حزيران (2024)، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال القائمون على المشروع المشترك بين فاتنفول و"سي آي بي"، المسمى زيفونك (Zeevonk)، إن الأمر لم يَعُد مجديًا اقتصاديًا أو ماليًا لتنفيذ المشروع، وفقًا للترخيص الحالي نتيجة تأخر بناء خط أنبوب الهيدروجين دلتا راين كوريدور (Delta Rhine Corridor).

سعة المشروع

اضطرت فاتنفول و"كوبنهاغن إنفراستراكشرز بارتنرز" إلى خفض نطاق مشروعهما المخطط لإنتاج الهيدروجين سعة 1 غيغاواط في هولندا، إلى جانب تأجيل موعد تنفيذه، وفق موقع "إتش 2 فيو".

وأرجعت فاتنفول و"سي آي بي" قرارهما إلى التأخير في تنفيذ البنية التحتية الرئيسة للمشروع، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المخطط أن تلامس سعة محطة الهيدروجين البرية حاليًا 500 ميغاواط على الأقل، تراجعًا من غيغاواط واحدة. كما تقلص التزام الشركة بشأن استثمارات الطاقة الشمسية البحرية إلى 6 ميغاواط.

وستُبنى مزرعة الرياح البحرية "1 جومويدن فير بيتا" (The IJmuiden Ver Bet) التي ستزود المشروع بالكهرباء، على مرحلتَيْن: ستدخل المرحلة الأولى منهما حيز التشغيل في عام 2029 وسعتها غيغاواط واحدة، أما الأخرى فستدخل حيز التشغيل في عام 2032 بالسعة ذاتها، بعد اكتمال بناء خط أنابيب الهيدروجين دلتا راين كوريدور (Delta Rhine Corridor).

وقال زيفونك إن الخطط الأصلية للمشروع لم تعد مجدية ماليًا أو اقتصاديًا بموجب الترخيص الحالي، بسبب تأجيل مشروع "دلتا راين كوريدور" الذي من المتوقع دخوله حيز التشغيل في عام 2028، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

توربين رياح يحمل علامة فاتنفول السويدية - الصورة من الموقع الرسمي للشركة

موعد تشغيل المشروع

بموجب التأجيل، يُتوقع تشغيل المشروع في عام 2033 نتيجة عوامل عدة، بما في ذلك بطء استصدار التراخيص والتحديات التقنية وتضارب رؤى أصحاب المصلحة.

ومن المخطط أن ينقل الأنبوب الهيدروجين الأخضر من ماسفلاكت في ميناء روتردام إلى العملاء في هولندا وبلجيكا وألمانيا.

ودون هذا الأنبوب، لا يمكن للمشروع أن يسلم الهيدروجين إلى السوق من الناحية الاقتصادية.

ويعني البناء التدريجي لمشروع الهيدروجين الأخضر أن مزرعة الرياح ستظل تُسهم بتحقيق أهداف المناخ 2030 التي تتبناها هولندا على الرغم من أن التأخير سيرفع بالتبعية التكاليف بالنسبة إلى مشغل الشبكة، وهو شركة تينيت (TenneT).

مشروع هيدروجين أخضر بجوار محطة رياح - الصورة من energycapitalpower

المستهلكون ضحايا

في حال حصول المشروع على الضوء الأخضر من قِبل الهيئة التنظيمية الهولندية إيه سي إم (ACM)، من الممكن تمرير التكاليف الإضافية الناجمة عن تعرفات الشبكة إلى المستهلكين النهائيين.

وخُفّضت الشروط المالية الخاصة بإصدار تراخيص الموقع، وسيدفع المشروع المشترك "زيفونك" للحكومة الهولندية 400 مليون يورو (464 مليون دولار) في المجمل، تراجعًا من المبلغ الأصلي؛ ما يعكس تقليص حجم المشروع ومد المهلة الزمنية المحددة لإنجاز بنائه.

*(اليورو = 1.17 دولارًا أميركيًا).

وستدفع الشركة المطورة للمشروع 20 مليون يورو (23.2 مليون دولار) سنويًا لأول عامَيْن، مع زيادة المدفوعات ما إن تدخل مزرعة الرياح حيز التشغيل، وفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي رسالة إلى البرلمان، قالت وزيرة المناخ والنمو الأخضر في هولندا صوفي هيرمانز، إن التعديلات ضرورية لإبقاء المشروع على قيد الحياة في ظل ظروف السوق الصعبة، محذرة من أنه من غير المرجح أن يمضي المشروع قدمًا نحو التنفيذ دون تلك التعديلات.

وأوضحت: "إذا لم تتحقق تلك التغييرات، فمن المرجح ألا يتمكّن زيفونك من بناء مزرعة الرياح".

وأشارت كذلك إلى أنه نظرًا إلى ظروف السوق الصعبة بالنسبة إلى طاقة الرياح البحرية، تتوقع الحكومة اهتمامًا قليلًا من قِبل مطوري مزارع رياح بحرية آخرين لبناء المشروع.

وكانت شركة وود (Wood)، ومقرها المملكة المتحدة، قد اختيرت لتنفيذ أعمال الهندسة والتصميم الخاصة بمشروع هيدروجين زيفونك في شهر فبراير/شباط الماضي.

وكان من المتوقع أن تحقّق مرحلة تصميم هندسة الواجهة الأمامية (FEED)، البالغة مدتها 10 أشهر، تقديرات تكلفة تفصيلية قبيل عمليتَي الشراء والبناء؛ ما يبرز نطاق الخطة الأصلية وطموحها.

موضوعات متعلقة..