سلايدر الرئيسيةتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير النفطغازكهرباءنفط

تجديد الثقة في صالح الخرابشة وزيرًا للطاقة الأردني.. ماذا قدّم في 5 سنوات؟

ياسر نصر

جُددت الثقة في الدكتور صالح الخرابشة وزيرًا للطاقة الأردني، ليستمر في التشكيل الجديد لحكومة جعفر حسان، الذي صدرت اليوم الأربعاء 7 أغسطس/آب (2025) موافقة ملكية على إجراء تعديل به، شمل 10 حقائب وزارية.

ونجح الخرابشة طيلة السنوات الـ5 الماضية، منذ تعيينه وزيرًا للطاقة في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021 -وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- بإحداث نقلة نوعية في العديد من الملفات، في مقدّمتها استدامة الكهرباء وخفض فاتورة الواردات وإنعاش قطاع التنقيب عن الثروات الطبيعية.

وأحدثَ رئيس الحكومة الأردنية جعفر حسان تغييرات في 10 مقاعد في تشكيلته الحكومية التي تضم 32 وزيرًا، بخطوة تهدف إلى دعم الفريق الوزاري بقدرات جديدة تبني على ما أُنجِز، وتواكب السّرعة التي يتطلَّبها تنفيذ مشروعات التحديث الاقتصادي.

وشهدت السنوات الأخيرة منذ أن تولّى صالح الخرابشة مسؤولية قطاع الطاقة في الأردن، تطورات عدّة، في مقدّمتها تأمين إمدادات الكهرباء والغاز، وعدم اللجوء لتخفيف الأحمال، وزيادة عدد مشروعات الهيدروجين، والتركيز على قطاع التعدين.

ونرصد في هذا التقرير أبرز التطورات التي شهدها قطاع الطاقة في الأردن خلال السنوات الـ5 الأخيرة.

الكهرباء في الأردن

نجح قطاع الكهرباء في الأردن -بقيادة وزارة الطاقة، وإشراف مباشر من الوزير صالح الخرابشة- في تجاوُز العديد من التحديات، مع ارتفاع الطلب محليًا خاصة خلال أيام الشتاء القارسة، أو موجات الحر الشديدة.

ولم يلجأ الأردن إلى تخفيف الأحمال، كما فعلَ العديد من الدول، بل عمدَ إلى استمرار التغذية خاصة للقطاع السكني والصناعي، وعمل على إيجاد حلول لإدامة التيار عندما انقطعت إمدادات الغاز من إسرائيل جراء الحرب مع إيران.

ويمتلك الأردن مزيجًا متنوعًا من إمدادات الطاقة في قطاع الكهرباء، ما بين الغاز الطبيعي، والطاقة المتجددة، والصخر الزيتي.

ويشكّل الغاز الطبيعي الغالبية العظمى من مزيج الكهرباء في الأردن، إذ يسهم بنحو 61.1% من إجمالي إنتاج بالمملكة، وفقًا للتقرير السنوي لوزارة الطاقة 2023.

وتجاوزت إسهامات الطاقة المتجددة في الأردن 26%، بقدرات بلغت 2681 ميغاواط من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد خلال 2023، وسط خطط طموحة لرفع النسبة إلى 50% بحلول 2030.

ويسهم الصخر الزيتي -الذي بدأ الأردن فيه خططًا طموحة لاستغلال الاحتياطيات الضخمة التي تحتضنها المملكة- بما يقرب من 13%، من إجمالي توليد الكهرباء في البلاد.

وبلغت كمية الكهرباء المولّدة من مختلف أنواع الوقود في محطات الكهرباء في الأردن نحو 24.182 ألف غيغاواط/ساعة خلال عام 2023، تشمل: "غاز الشمال، والغاز المصري، والغاز المسال، وغاز الريشة، والصخر النفطي من مشروع العطارات، والطاقة المتجددة، والربط المصري".

الإنفوغرافيك التالي يستعرض -وفق أحدث البيانات- مزيج الكهرباء في الأردن (2020- 2023):

مزيج توليد الكهرباء في الأردن 2023

الطاقة المتجددة في الأردن

يمضي قطاع الطاقة المتجددة في الأردن بإشراف من صالح الخرابشة في تنفيذ خطط طموحة لرفع مساهمة القطاع بنسبة 50% من مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030.

ويعمل الأردن على تذليل كل العقبات أمام استثمارات الشركات العالمية في المجال، مع التوسع في مشروعات دعم الألواح الشمسية للمناطق السكنية، وكذلك السخانات الشمسية من خلال منح وقروض من صندوق دعم الطاقة المتجددة الذي يرأسه وزير الطاقة صالح الخرابشة.

وفي سياق تعزيز استعمال الطاقة المتجددة في الأردن على المستوى المحلي، شهدت البلاد تركيب 3 آلاف و487 سخانًا شمسيًا خلال العام الماضي (2024)، إلى جانب إطلاق مرحلة جديدة من برنامج دعم تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية بنسبة تمويل تصل إلى 30%.

هناك خطة لتزويد 33 مستشفى حكوميًا بسخانات شمسية حرارية بتمويل من الحكومة الإيطالية بين عامي 2025 و2027؛ ما يعكس حرص الحكومة على دمج الطاقة المتجددة في القطاعات الحيوية، وفي مقدّمتها قطاع الصحة.

كما تبنّت المملكة سياسات مشجّعة، منها إعفاء نظم الطاقة المتجددة من الرسوم الجمركية وإخضاعها لضريبة مبيعات بنسبة صفر، وطبّقت نظامًا جديدًا لتنظيم ربط منشآت مصادر الطاقة بالشبكة الكهربائية، الذي يتيح 4 آليات لتغطية احتياجات مختلف القطاعات، مثل الصناعية والزراعية والمنزلية.

يشار إلى أن الأردن يحتلّ المرتبة الأولى بنسبة القدرة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة دون احتساب الطاقة الكهرومائية، وفقًا لتقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل لعام 2022، الذي يُعدّه المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يستعرض أهم 5 مشروعات طاقة شمسية في الأردن:

أهم 5 مشروعات طاقة شمسية في الأردن

الهيدروجين الأخضر في الأردن

يقود الوزير صالح الخرابشة، جهودًا في سبيل جذب الاستثمارات العالمية في إطار خطط المملكة لتكون مركزًا إقليميا لإنتاج الوقود الأخضر.

وتسعى المملكة إلى الاستفادة القصوى من إمكاناتها الطبيعية، ولا سيما في قطاعات الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، ضمن جهودها لتقليل الاعتماد على واردات الطاقة التقليدية، التي تُمثِّل عبئًا على الاقتصاد الوطني.

بلغ عدد مشروعات الهيدروجين المعلنة في الأردن 15 مشروعًا، عبارة عن 14 مذكرة تفاهم واتفاقية إطارية واحدة مع أحد المستثمرين، وفق تقديرات منظمة أوابك حتى نهاية الربع الأول من عام 2025.

‎يُذكَر أن 7 من المستثمرين قدّموا دراسات الجدوى الأولية لمشروعاتها، و3 منهم في المراحل النهائية من إعداد الدراسة، إذ يُتوقع أن يصل حجم الاستثمار في مشروعات الهيدروجين الأخضر قيد الدراسة إلى 28 مليار دولار بحلول 2030.

وتعمل وزارة الطاقة على تعزيز دور الأردن بصفته مركزًا إقليميًا لإنتاج الطاقة الخضراء، من خلال الاستفادة من وفرة مصادر الطاقة المتجددة، والموقع المركزي للمملكة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

النفط والغاز في الأردن

نجح قطاع النفط والغاز في الأردن في تحقيق عدّة إنجازات خلال السنوات الأخيرة، ضمن إطار الرؤية التي يشرف عليها وزير الطاقة صالح الخرابشة، لخفض فاتورة الاستيراد والتوسع في الاعتماد على المصادر المحلية.

وشكّل إعلان استكشافات الغاز في حقل الريشة واحدًا من أبرز الإنجازات التي حققتها الوزارة، إذ أعلنت احتياطيات تُقدَّر بنحو 14.6 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ضمن السيناريو الأعلى الذي وضعته شركة شلمبرجيه العالمية.

ويعمل الأردن على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز بحلول 2032 بخطّة طموحة تستهدف رفع مستويات الإنتاج الحالية عبر استهداف حفر ما يصل إلى 250 بئرًا.

وتستهدف خطة الأردن بشأن استخراج غاز حقل الريشة، للسنوات 2030-2046، إنتاج 630 قدمًا مكعبة يوميًا، وتتضمن خطة العمل للسنوات 2025-2029 استهداف 150 مليون قدم مكعبة يوميًا.

كما نجح الأردن في خفض فاتورة استيراد النفط، إذ هبطت وارداته من الخام في 2024 بأكثر من 6 آلاف برميل يوميًا، وبنسبة 9%، على أساس سنوي.

وتراجع متوسط واردات الأردن من الخام ومشتقاته المنقولة بحرًا إلى 68.13 ألف يوميًا خلال 2024، مقابل 74.55 ألف برميل يوميًا في عام 2023.

ويستورد الأردن معظم احتياجاته النفطية بنسبة تصل إلى 90%، مع واقع أنها ليست دولة نفطية، ولا تستطيع الحقول المنتجة تلبية الطلب المحلي من الوقود.

الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- يستعرض واردات الأردن من النفط شهريًا منذ عام 2022 حتى 2024:

واردات الأردن من النفط شهريًا منذ عام 2022 حتى 2024

وشكّل تأمين إمدادات الغاز للمصانع وقطاع الكهرباء إحدى أبرز الخطط التي يتبنّاها الدكتور صالح الخرابشة، إذ ترتكز الإستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة للمدة 2020-2030 على الاستمرار في تغطية احتياجات المملكة من الغاز الطبيعي من المصادر المتاحة حاليًا، التي تُغطّي احتياجات المملكة حتى عام 2035.

كما عمل على تطوير حقل الريشة الغازي، واستقطاب الشركات العالمية للاستثمار في مجال التنقيب عن الغاز التقليدي وغير التقليدي في المناطق المفتوحة.

كما أبقت الإستراتيجية خيار استيراد الغاز المسال عبر ميناء الشيخ صباح في العقبة لضمان أمن التزوّد بالطاقة، إذ يجري العمل حاليًا على بناء وحدة تغويز شاطئية، بالإضافة إلى استئجار وحدة تخزين عائمة بالتعاون مع مصر.

وقفزت واردات الأردن من الغاز المسال خلال النصف الأول من العام الجاري بمقدار 270 ألف طن، وبنسبة 96%، على أساس سنوي.

واستورد الأردن نحو 0.55 مليون طن خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يونيو/حزيران 2025، مقابل 0.28 مليون طن في المدة المقابلة من العام الماضي.

ويعود أحد الأسباب الرئيسة وراء انتعاش واردات الأردن من الغاز المسال خلال النصف الأول من العام الجاري، إلى الاتفاقية الموقّعة بين قطر والأردن منتصف مارس/آذار 2025 لضخّ كميات من ذلك الوقود إلى سوريا عبر خط الغاز العربي.

التعدين في الأردن

يشكّل قطاع التعدين في الأردن أكثر من 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي الأردني، ويُعدّ من أكبر مصادر العملة الأجنبية من خلال تصدير الفوسفات والبوتاس.

ويستهدف الأردن رفع إسهام قطاع التعدين إلى 11% من الناتج المحلي الإجمالي، مقابل 7.7% عام 2019، لتُشكِّل أكثر من 19% من مجموع الصادرات.

وتسعى الحكومة إلى توسيع الاستثمار في قطاع التعدين في الأردن، من خلال منح تراخيص استكشافية جديدة وتحفيز الصناعات التحويلية المرتبطة بالمعادن.

ويمتلك الأردن ثروات كبيرة، في مقدّمتها خامات الفوسفات والبوتاس والبرومين، بجانب مجموعة من الصخور الصناعية مثل رمل السيليكا، بخلاف المعادن الإستراتيجية مثل النحاس والذهب، والعناصر الأرضية النادرة وكميات ضخمة من خام الصخر الزيتي.

ومنحَ موقع الأردن الواقع داخل الدرع النوبي العربي فرصة فريدة للاستفادة من الثروة المعدنية فيه، فالدرع النوبي العربي هو تكوين جيولوجي قديم، ويعدّ إحدى أغنى المناطق الجيولوجية بالثروة المعدنية المحتملة في العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق