التقاريرتقارير السياراتتقارير دوريةرئيسيةسياراتوحدة أبحاث الطاقة

حصة مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين ترتفع.. هل تسرع ذروة الطلب على النفط؟

راقب اتجاهات الدعم الحكومي أيضًا

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الحصة السوقية للشاحنات الكهربائية في الصين تصل إلى 22% خلال النصف الأول
  • مبيعات الشاحنات الكهربائية تسجل رقمًا قياسيًا خلال شهر يونيو الماضي
  • حصة الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال تنخفض إلى 26% في الصين
  • توقعات بانخفاض الطلب على الديزل في الصين بنسبة 6.3% خلال عام 2025
  • محللون في ريستاد إنرجي يتوقعون ذروة الطلب على النفط في الصين خلال عام 2025
  • أنس الحجي يفنّد مغالطات المحللين في حساب ذروة الطلب على النفط

تسارع نمو مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين خلال عام 2025، على حساب الشاحنات العاملة بالغاز المسال والديزل، مدفوعة ببرامج الدعم الحكومي السخية، وسط جدل حول تأثير نمو المبيعات في الطلب على النفط.

وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- ارتفاع حصة مبيعات الشاحنات العاملة بالبطارية إلى 22% من إجمالي مبيعات المركبات الثقيلة في الصين خلال النصف الأول من عام 2025، بزيادة 8.6% عن حصتها خلال المدة نفسها من عام 2024.

كما سجّل إجمالي مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين رقمًا قياسيًا شهريًا تجاوز 18 ألف وحدة خلال شهر يونيو/حزيران 2025.

وتشمل مبيعات الشاحنات الكهربائية أو مركبات الطاقة الجديدة (NVE)، كلًا من مركبات خلايا الوقود والمركبات الهجينة، لكن الطرازات الكهربائية العاملة بالبطارية فقط تهيمن على قطاع شاحنات النقل الثقيل.

وبحسب البيانات، قفز إجمالي مبيعات شاحنات الطاقة الجديدة بنسبة 175% على أساس سنوي، ليصل إلى 76 ألف شاحنة خلال النصف الأول من عام 2025.

انخفاض حصة شاحنات الغاز المسال

فقدت مبيعات الشاحنات العاملة بالغاز الطبيعي المسال زخمها في الصين، مع انخفاض حصتها السوقية من 30% عام 2024 إلى 26% خلال النصف الأول من عام 2025.

وتفوقت مبيعات الشاحنات الكهربائية الشاملة لشهرَيْن متتاليَيْن خلال النصف الأول على نظيرتها العاملة بالغاز الطبيعي المسال في قطاع الشاحنات الثقيلة، بحسب التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي -مؤخرًا-.

وتتأثر مبيعات الشاحنات العاملة بالغاز بشدة بأسعار الغاز المسال والديزل، إذ يؤدي ارتفاع أسعار الغاز المسال إلى زيادة أجل استرداد تكاليف الاستثمار في القطاع.

وتزيد التكلفة الأولية للاستثمار في هذا النوع من الشاحنات بنسبة 18% عن طرازات الديزل في الصين، لكن يمكن توفير مبالغ أخرى من خلال انخفاض تكاليف الوقود فيما بعد.

وكانت أسعار الغاز المسال مستقرة نسبيًا في الصين خلال النصف الأول من عام 2025، لكن أسعار الديزل شهدت انخفاضًا كبيرًا؛ ما قلّص الفارق بينهما إلى أقل من 16% لصالح الديزل مقارنة بالعام السابق.

وسجّلت مبيعات الشاحنات الثقيلة العاملة بالغاز المسال أرقامًا قياسيًا شهرية خلال عام 2024، عندما وصل فارق أسعار الديزل والغاز المسال إلى ذروته.

ورغم ذلك، فقد أدى ارتفاع مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين إلى انخفاض مبيعات الشاحنات العاملة بالغاز المسال والديزل، على الرغم من أن الشاحنات العاملة بالغاز باتت مؤهلة للحصول على حوافز حكومية لدعم الشراء في مارس/آذار 2025.

نماذج من مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين
نماذج من مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين - الصورة من Sustainable Truck&Van

نمو مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين

يرجع السبب الرئيس لنمو مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين إلى انخفاض تكلفة ملكيتها مقارنة بنظيرتها العاملة بالغاز المسال أو الديزل.

فرغم أن تكلفة هذه الشاحنات كانت أعلى بنسبة 62% إلى 255% من طرازات الديزل خلال شهر مايو/أيار 2025، فإن التكلفة الإجمالية لملكيتها كانت أقل بنسبة 10% إلى 26%.

ويرجع ذلك إلى انخفاض تكاليف الوقود، وزيادة كفاء الاستهلاك لمحركات البطاريات الكهربائية مقارنة بمحركات الاحتراق الداخلي في المركبات التقليدية.

ومن المتوقع أن تشجع سياسات الدعم التي تقدمها الصين إلى المستهلكين على شراء الطرازات الكهربائية وتفضيلها، خاصة في ظل التطورات الحديثة في مجال تبديل البطاريات.

ويقلّل تبديل البطاريات زمن التزوّد بالوقود (الكهرباء) إلى مستويات قريبة من تزوّد مركبات الديزل؛ ما يرجح زيادة معدلات استعمال الشاحنات الكهربائية، ويعزز من هوامش الربح لمشغلي أساطيل الشاحنات في الصين.

ويحول تبديل البطاريات تكلفة البطارية من مالك الأسطول إلى مشغل المحطة، ونظرًا إلى أن البطاريات تمثّل أكثر من نصف التكلفة الحالية للشاحنات الكهربائية فإن هذا التحول يمكن أن يقلّل مدد استرداد تكاليف الاستثمار في القطاع.

وبحسب تقديرات شركة كاتل (CATL) أكبر مصنع للبطاريات الكهربائية في العالم، فإن الشاحنات الثقيلة المزودة بأنظمة تبديل البطاريات تتمتع بميزة تكلفة تشغيلية تبلغ 8.32 ألف دولار لكل 100 ألف كيلومتر، أي أقل 3 مرات من تكلفة طرازات الغاز المسال.

ويتوقع الرئيس التنفيذي للشركة أن تحقّق سوق الشاحنات الثقيلة معدل تحول إلى الكهرباء بنسبة 50% بحلول عام 2028، في حين تبدو شركة "ساني" أكبر المصنعين لهذه الشاحنات أكثر تفاؤلًا، إذ تتوقع معدل انتشار يتراوح من 70% إلى 80% خلال المدة نفسها.

وإذا تحقّقت هذه التوقعات فلن تتضرّر الشركات المصنعة للشاحنات العاملة بالغاز المسال، إذ تُصنّف أكبر 5 شركات مصنعة لهذا النوع من الشاحنات ضمن أكبر 7 شركات مصنعة للطرازات الكهربائية في الصين، بحسب تقرير معهد اقتصاديات الطاقة.

كما تمثّل هذه الشركات أكثر من نصف مبيعات الشاحنات الكهربائية الثقيلة في الصين؛ ما يُرجع عدم مقاومتها إلى اتجاه كهربة أساطيل الشاحنات في البلاد، لقدرتها على تغيير تشكيلة مبيعاتها بسهولة.

ورغم ذلك، فإن التوسع في نشر الشاحنات الكهربائية والتقدم في تقنيات البطاريات وتوسيع شبكة تبديل البطاريات، يمكن أن يحدّ من الدور طويل الأمد للغاز المسال في قطاع النقل بالصين.

جدل ذروة الطلب على النفط في الصين

أدى ارتفاع مبيعات الشاحنات الكهربائية في الصين وشاحنات الغاز المسال إلى خفض توقعات الطلب على النفط في البلاد، وتسريع توقعات وصوله إلى الذروة عند بعض شركات أبحاث الطاقة المتخصصة، مثل ريستاد إنرجي، وسبلايم تشاينا إنفورميشن (SCI).

ويتوقع بعض محللي ريستاد إنرجي وصول استهلاك النفط في الصين إلى ذروته خلال عام 2025، بعد أن كانوا يتوقعون حدوثها في عام 2026، بسبب الزيادة المفاجئة في مبيعات الشاحنات الكهربائية الثقيلة.

كما تتوقع شركة سبلايم تشاينا انخفاض استهلاك الديزل في عام 2025 بنسبة 6.3%، أو ما يعادل 11.3 مليون طن (84 مليون برميل)، وهو الانخفاض نفسه خلال عام 2024.

وتشير تقديرات محللين آخرين إلى أن الشاحنات الكهربائية في الصين أصبحت توفّر أكثر من مليون برميل يوميًا من الطلب المفترض على الديزل.

الدكتور أنس الحجي مستشار تحرير منصة الطاقةويختلف خبير أسواق الطاقة الدكتور أنس الحجي مع التوقعات التي تلحّ على أن ذروة الطلب على النفط في الصين أصبحت وشيكة، بسبب ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية.

ويستند الحجي في تقديره إلى أن عملية تصنيع المركبات الكهربائية تستهلك كميات إضافية من النفط لا تستهلكها السيارات العادية؛ ما يشكّل طلبًا إضافيًا على النفط غير محسوب عند الذين يركزون على الأثر المباشر في تحليلاتهم الجزئية.

كما تشير التحليلات الإحصائية إلى أن 75% من التباطؤ في نمو الطلب على النفط في الصين يرجع إلى تباطؤ النمو الاقتصادي، وليس إلى نمو مبيعات السيارات الكهربائية، بحسب تقديرات الحجي في برنامج "أنسيات الطاقة" الذي يقدمه على منصة إكس.

بالإضافة إلى ذلك، فهناك تلاعب في آليات الدعم الحكومي للسيارات الكهربائية في الصين، إذ يشترط أن يكون عداد السيارة صفرًا للحصول على الإعانة، وهو ما استغله البعض عبر تصفير عدادات سيارات مستعملة وبيعها مجددًا كأنها جديدة للحصول على الدعم.

ويظهر هذا التلاعب أن الأرقام الرسمية صارت محل شك، وتنطوى على مبالغات كبيرة في تقديرات تأثير السيارات الكهربائية في استهلاك النفط، التي لا تتجاوز في تقديرات الحجي 700 إلى 750 ألف برميل يوميًا فقط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق