تقارير الغازالتقاريرسلايدر الرئيسيةغاز

سوريا تستقبل الغاز الأذربيجاني خلال أيام.. واتفاق مع الأردن

تستعد سوريا لاستيراد الغاز الطبيعي من أذربيجان بدءًا من الأول من أغسطس/آب المقبل، بخطوة تهدف إلى تعزيز قدرات توليد الكهرباء في البلاد التي تعاني من أزمة طاقة خانقة منذ أكثر من عقد من الصراع. ويمرّ الغاز عبر الأراضي التركية، باستعمال خط أنابيب "كيليس" الحدودي.

ويأتي هذا التطور في إطار اتفاق وُقِّع مؤخرًا بين شركة النفط الوطنية الأذربيجانية (SOCAR) والحكومة السورية، ويتضمن تزويد دمشق بنحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا، على أن يُستعمَل الغاز أساسًا في محطات توليد الكهرباء بمحافظتي حلب وحمص.

من جهة أخرى، أعلنت الحكومة الأردنية أنها تدرس تزويد سوريا بما يصل إلى 40 ألف أسطوانة غاز منزلي يوميًا، بموجب اتفاق تعاون مع مصفاة البترول الأردنية، وتهدف الخطوة إلى تخفيف أزمة الغاز المنزلي في سوريا، التي تعاني من نقص حادّ في إمدادات الطاقة المخصصة للاستعمالات اليومية.

ويُعدّ المشروعان -الأذربيجاني والأردني- أحدث محاولات دمشق لإعادة تأهيل منظومة الطاقة في البلاد، في ظل صعوبات كبيرة تواجهها الحكومة بتأمين مصادر مستقرة للوقود والغاز، وسط العقوبات الغربية والانهيار الاقتصادي المتفاقم.

الغاز الأذربيجاني إلى سوريا

أفادت وسائل إعلام رسمية في باكو أن تصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا سيبدأ 1 أغسطس/آب 2025، وذلك بعد اكتمال التحضيرات الفنية اللازمة لتشغيل خط الأنابيب الممتد من مدينة كيليس التركية إلى شمال سوريا.

وبحسب الاتفاق، ستُضخ نحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، وستُوجَّه الإمدادات مباشرة إلى محطتي توليد الكهرباء في مدينتي حلب وحمص، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

لقاء يجمع الرئيسين السوري والأذربيجاني في باكو
لقاء يجمع الرئيسين السوري والأذربيجاني في باكو - الصورة من موقع إذاعة أرمينيا

ومن المتوقع أن يُسهم الغاز الأذربيجاني في إنتاج ما بين 1200 و1300 ميغاواط من الكهرباء، وهي طاقة كفيلة بتحسين التغذية الكهربائية في عدد من المناطق السورية.

ويعكس هذا المشروع تطورًا في العلاقات الاقتصادية بين دمشق وباكو، كما يعزّز موقع تركيا بصفتها ممرًا إستراتيجيًا للطاقة في المنطقة، خاصة في ظل مساعيها لأداء دور محوري في نقل الغاز بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.

فائدة كبيرة للاقتصاد السوري

من جهته، قال الباحث في المركز العربي للدراسات في عمان، أسامة بو رشيد، إن اتفاق تصدير الغاز الأذربيجاني إلى سوريا سيعود بفائدة كبيرة على اقتصاد الدولة، التي تواجه أزمات متعددة، منها البنية التحتية المدمّرة التي ورثتها الحكومة الجديدة من النظام البائد.

وأضاف: "بالإضافة إلى ذلك، لا تتوفر الطاقة بشكل كبير، إذ تنقطع الكهرباء في سوريا لساعات طويلة، كما أن حقول النفط والغاز ليست تحت سيطرة الحكومة المركزية حتى الآن، ويسيطر عليها الأكراد في الشمال".

ولفت الباحث إلى أن دمشق تحتاج إلى مصدر موثوق للطاقة، والآن يتمثّل هذا المصدر في الغاز الأذربيجاني الذي سيأتي عبر تركيا، بمقدار 6 ملايين متر مكعب يوميًا، إلى محطة استيراد الغاز في حلب، التي تعدّ من أكبر المدن السورية.

وأكد أنه في حالة تعزيز البنية التحتية للطاقة في حلب، فإن ذلك من شأنه أن يعود بنتائج كبيرة على سوريا بالكامل، كما أن الأمر لا يقتصر على توصيل الغاز، بل أيضًا الاستثمار بالبنية التحتية للطاقة في البلاد، وتحسين البنية القائمة حاليًا.

وتابع: "نتحدث اليوم عن معادلة جديدة بالنسبة إلى الاقتصاد السوري، بالإضافة إلى تخفيف الكثير من العقوبات ورفع بعضها، وهذا كلّه سيتكامل في إحياء -أو إعادة إطلاق- الاقتصاد السوري، الذي يحتاج إلى استثمارات بعشرات المليارات من الدولارات".

وأردف: "رأينا إعلان السعودية استثمارات قادمة، وقطر كذلك لديها استثمارات قادمة، بجانب ما نتحدث عنه من هذا الخط المستمر الذي سيكون بمقدار 6 ملايين متر مكعب يوميًا من الغاز الذي سيصل إلى سوريا، وهذا كلّه سيسهم في تحريك عجلة الاقتصاد".

الغاز المنزلي من الأردن إلى سوريا

في السياق ذاته، كشفت شركة مصفاة البترول الأردنية وجود مباحثات متقدمة مع الجانب السوري لتوريد ما يصل إلى 40 ألف أسطوانة غاز منزلي يوميًا إلى الأسواق السورية، وذلك من خلال اتفاق يشمل التكرير والتحميل في منشآت المصفاة بمدينة الزرقاء.

وأوضحت الشركة أن المشروع ما يزال في مرحلة الدراسة الفنية واللوجستية، وأنه سيُنفَّذ بموجب موافقات رسمية من وزارة الطاقة الأردنية والجهات المختصة، مع مراعاة شروط النقل والعبور عبر المعابر الحدودية بين البلدين.

وتأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه سوريا نقصًا حادًا في الغاز المنزلي، مع اعتماد ملايين الأسر السورية على الأسطوانات في الطهو والتدفئة، وسط ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية.

مصفاة البترول الأردنية

ويُتوقع أن تُسهم هذه الإمدادات -إذا تمّ الاتفاق عليها- في تخفيف الضغط على السوق المحلية، وتحسين توفُّر المادة الأساسية خلال الأشهر المقبلة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتشير التقديرات الأولية إلى أن الطاقة التشغيلية لمرافق التعبئة في مصفاة الزرقاء قادرة على تلبية الطلب السوري المستهدف، دون التأثير في احتياجات السوق الأردنية، خاصة خلال الصيف الذي يشهد عادة انخفاضًا نسبيًا في الاستهلاك المحلي.

من جهتها، ترى دمشق في هذا الاتفاق فرصة لتعويض جزء من الفجوة الكبيرة بسوق الغاز المنزلي، في ظل عدم كفاية الإنتاج المحلي وصعوبات الاستيراد بسبب العقوبات والعوائق المالية.

ومن المنتظر أن يسهم المشروع، حال تنفيذه، في تقليص أوقات الانتظار الطويلة التي يعاني منها المواطنون السوريون للحصول على الأسطوانات، والتي تمتد أحيانًا لأسابيع.

كما أن هذا التعاون يعكس تنامي التنسيق بين الأردن وسوريا في ملفات اقتصادية حيوية، رغم التحديات السياسية والإقليمية، ويُعدّ امتدادًا لمسار إعادة الانفتاح التدريجي بين البلدين منذ إعادة فتح معبر جابر–نصيب الحدودي قبل أعوام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق