اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة قد تحل أزمة الطاقة في أوروبا.. ما دور البطاريات؟
نوار صبح

- اتفاقيات شراء الكهرباء التقليدية أصبحت أقل شيوعًا في الأسواق الأوروبية.
- المشترون يسعون حاليًا إلى صفقات ذات مدد أقصر وأحجام أقل.
- الأسعار السلبية أقل إثارة للقلق في اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة نظرًا إلى مرونتها.
- في اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة يُعد كل كيلوواط/ساعة مهمًا.
يشهد قطاع تخزين البطاريات في أوروبا اهتمامًا متزايدًا بالمشروعات التشاركية؛ إذ سجّلت اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة نموًا ملحوظًا في عام 2024.
وبحسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أظهرت الجلسة الختامية لمنتدى أعمال وتطوير البطاريات 2025، الذي عُقد هذا الأسبوع بمدينة فرانكفورت في ألمانيا، زيادة الاهتمام بهذه المشروعات.
وقالت مُديرة الجلسة مديرة منصة "إي إس إس نيوز" (ESS News) ماريا مايش: "تهيمن الأنظمة المستقلة على نحو 80% من السوق، وسط توقعات بأن يتغير هذا الوضع في المستقبل".
وأضافت: "مع تزايد ساعات العمل بأسعار الكهرباء السلبية في بعض أسواق الطاقة الأوروبية الرئيسة، تتراجع مشروعات البطاريات المستقلة، هذا ليس بالضرورة خبرًا سيئًا لمطوري المشروعات".
مزايا اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة
على الرغم من أن اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة لا تزال غير مُستكشفة؛ فإنها تُتيح ميزة الجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية وتخزين الكهرباء بالبطاريات.
ووفقًا لرئيس الإيرادات لدى شركة "بي إن زد" (BNZ) الإسبانية المستقلة لإنتاج الكهرباء رودريغو لوبيز، فإن اتفاقيات شراء الكهرباء التقليدية أصبحت أقل شيوعًا في الأسواق الأوروبية؛ نظرًا إلى الضبابية بشأن طريقة تطور أسعار الطاقة.

وقال: "يسعى المشترون حاليًا إلى صفقات ذات مدد أقصر وأحجام أقل".
وألمح إلى أن "هذا يجعل اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة؛ بما في ذلك طاقة الرياح والطاقة الشمسية ومرونة التخزين، أكثر جذبًا للاهتمام، معتبرًا هذه الصفقات جديدة تمامًا، وأن المشترين بدأوا يفهمون آلية عملها".
تنفيذ اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة
من الناحية التقنية، يمكن تنفيذ اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة لأصول طاقة الرياح البرية أو الطاقة الشمسية التي تتضمن نظامًا مشتركًا لتخزين الكهرباء بالبطاريات (BESS).
ويوفر هذا المزيج من المصادر مزايا عند التفاوض على الأسعار ومن حيث التزامات الحجم لكل من البائعين والمشترين، وفقًا لرئيس الإيرادات لدى شركة "بي إن زد" الإسبانية المستقلة لإنتاج الكهرباء رودريغو لوبيز.
وقال لوبيز: "ما نحصل عليه هو نوع من التحوط الطبيعي بين التقنيات المختلفة، وهذا أمر جيد للبائع والمشتري".
وأضاف: "بفضل الخدمات المساعدة، نحصل على تدفق إيرادات إضافي يمكن تقاسمه بين الطرفين؛ ما يجعلهما أكثر سعادة"، مشيرًا إلى أن "الأسعار السلبية أقل إثارة للقلق في اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة نظرًا إلى مرونتها".
وتابع: "إنها تشبه إلى حد كبير اتفاقيات شراء الكهرباء التقليدية، ولكنها تتميز بميزات محددة توفر توزيعًا مناسبًا للمخاطر".
الإدارة الاستباقية للطاقة
شدد رئيس قسم التكنولوجيا والابتكار لدى شركة يونيبر رينيوابلز الألمانية (Uniper Renewables) كريستيان فولك، على أهمية الإدارة الاستباقية للطاقة في النهج الهجين الذي يشمل مصادر الطاقة المتجددة والتخزين؛ حيث يجب أن تأخذ في الاعتبار مصادر الإيرادات المختلفة.
وقدّم الرئيس التنفيذي لشركة ريمرز سولار (Remmers Solar) كارل هاينز ريمرز، دراسة حالة بشأن طريقة تطوير مشروع مشترك في ألمانيا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال: "إنه مشروع طاقة شمسية بقدرة 230 ميغاواط، مُخطط لتشغيله مع التخزين، وهو ثاني أكبر مشروع اتفاقية شراء كهرباء في ألمانيا".
وأضاف: "يستعمل المشروع محولات مركزية تُشكّل الشبكة، وهي ضرورية للأنظمة الهجينة المشتركة".
وأوضح أن "عدم نشر هذه المحولات الآن في هذه المشروعات يُعد خطأً فادحًا"، مشيرًا إلى أنه "على الرغم من ارتفاع سعرها؛ فإنها تُوفر مزايا أكبر لتحويل الطاقة".
وأردف "في اتفاقيات شراء الكهرباء الهجينة، يُعد كل كيلوواط/ساعة مهمًا".
وشدد على أهمية التصميم والبناء المناسبين لمحطة المحولات في محطة الطاقة الشمسية".
وقال: "لإتاحة المجال للتحسينات المستقبلية، يُرجى تركيب محول أكبر قليلًا. ثم يُمكن إضافة طاقة الرياح إلى المحطة الفرعية، أو يُمكن إضافة بطاريات، أو يُمكن إضافة كليهما".
وقال فولك: "على مُشغّلي الشبكة أن يتعلموا، ونحن بحاجة إلى منحهم بعض الوقت". يتزايد عدد المشروعات الصغيرة والكبيرة المشاركة في الموقع".
أسعار الكهرباء السلبية
صرحت مديرة فريق التسويق والإستراتيجية لدى شركة "إيه بي أوه إنرجي" (ABO Energy) أنوشه بيلفلور: "في مايو /أيار من هذا العام، شهدنا أسعار كهرباء سلبية من الساعة العاشرة صباحًا حتى الخامسة مساءً في يوم واحد، وكان هذا، بالطبع، تغييرًا هائلًا في نظرة السوق".
وأضافت: "الآن، عندما نتحدث مع الجهات الممولة، نجد أنهم أكثر وعيًا بأهمية المشاركة في الموقع، حتى بالنسبة للمشروعات القديمة التي تندرج ضمن برامج الحوافز".
ووفقًا لبيلفلور؛ فإن "المُقرضين حريصون جدًا على تمويل هذه البطاريات المُشتركة في الموقع من جانب الديون؛ لأن هذا يُعزز المشروع الحالي ويضمن قدرته على سداد ديونه".
موضوعات متعلقة..
- اتفاقيات شراء الكهرباء في أوروبا تواصل عصرها الذهبي في 2024
- سعة تخزين الكهرباء في أوروبا.. هل تنتعش بخطة "حزمة الشبكة"؟ (تقرير)
- سوق بطاريات تخزين الكهرباء في أوروبا تسجل نموًا بطيئًا خلال 2024
اقرأ أيضًا..
- سقف سعر النفط الروسي يهبط إلى 45 دولارًا للبرميل.. عقوبات جديدة
- صادرات الغاز المسال العربية في 6 أشهر.. انخفاض جزائري ودولة تظهر لأول مرة
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تهبط 10%.. والجزائر تنفرد بزيادة الصادرات
المصدر..