10 مليارات برميل نفط مكافئ في ليبيا تجذب 3 شركات عربية
سامر أبووردة

رصدت منصة الطاقة إقبالًا كثيفًا من عمالقة الطاقة الدوليين على جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، في ظلّ مساعٍ حثيثة من مؤسسة النفط لاستكشاف مناطق جديدة ورفع مستويات الإنتاج.
وتُعدّ الجولة الحالية، التي انطلقت رسميًا في مارس/آذار 2025، الأولى من نوعها منذ عام 2007، ما يمنحها أهمية إستراتيجية مضاعفة وسط تغيرات عالمية في أسواق الطاقة وسباق متجدد على الموارد غير التقليدية.
وبينما تتواصل الترتيبات النهائية لتفعيل غرفة البيانات الافتراضية، بعد نجاح المرحلة الأولى من الجولة، أكدت مؤسسة النفط الليبية، الثلاثاء (22 يوليو/تموز 2025)، استمرار تنفيذ مراحل العطاء العام للاستكشاف، بدعم من فريق فني متخصص تولّى التنظيم والإشراف على المراحل التمهيدية.
ووفقًا لتفاصيل حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تقدّمت 43 شركة وائتلاف واحد بطلبات المشاركة في الجولة، نُظِّمت من خلالها سلسلة لقاءات تعريفية في عدد من العواصم العالمية، إذ أسفرت عمليات الفرز عن تأهُّل 29 شركة بصفة مشغّل، و8 شركات بصفة مستثمر، بعد استيفائها الشروط الفنية والتجارية المعتمدة.
وتُقدَّر الموارد الإجمالية المطروحة بأكثر من 10 مليارات برميل من النفط المكافئ، تتنافس عليها عدّة شركات عالمية، من بينها 3 شركات عربية، هي" قطر للطاقة، وسوناطراك الجزائرية، وأوكيو العمانية.
جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا
أعلن رئيس مؤسسة النفط مسعود سليمان موسى، في 3 مارس/آذار الماضي، انطلاق جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، مؤكدًا أن المساحات المعروضة تُمثّل جزءًا كبيرًا من الأراضي الليبية التي ظلّت مهمَلة لأكثر من 17 عامًا.
وقال موسى، إن نحو ثلثي مساحة ليبيا ما يزال غير مستكشَف، ما يجعلها هدفًا واعدًا للتنقيب والاستثمار، مشيرًا إلى أن أغلب الدراسات الجيولوجية تتوقع احتواء هذه المناطق على مكامن ضخمة من النفط والغاز، يمكن أن تُحدِث تحولًا اقتصاديًا كبيرًا في البلاد.
ودعت المؤسسة الشركات العالمية إلى الانخراط في جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا، مؤكدةً أن الإعداد لها استند إلى رؤية علمية وخطة تقنية متكاملة شارك فيها خبراء دوليون ومحليون.
وتسعى المؤسسة من خلال هذه الجولة إلى مضاعفة إنتاجها المستقبلي، ليصل إلى ما بين 2 و3 ملايين برميل من النفط يوميًا، معتمدة على موقع ليبيا الإستراتيجي بوصفه بوابة رئيسة لتصدير الطاقة نحو أوروبا، في ظل تزايد الطلب العالمي على بدائل سريعة وآمنة للنفط الروسي.
أبرز الشركات المتأهلة
تشمل قائمة الشركات المؤهلة للمشاركة في جولة التراخيص كبرى الشركات العالمية، مثل:
- بي بي البريطانية، عبر شركتها "إكسبلوريشن ليبيا".
- شيفرون الأميركية.
- إيني الإيطالية.
- إكسون موبيل.
- توتال إنرجي.
- شل.
- أو إم في النمساوية
- سوناطراك الجزائرية.
- قطر للطاقة.
- أوكيو للاستكشاف والإنتاج العُمانية.
- لوك أويل الروسية.
- يو إي جي الصينية.
كما تضم القائمة مشغّلين من بولندا، وتركيا، وباكستان، والمجر، إلى جانب شركات آسيوية وأفريقية أخرى.
وفي فئة المستثمرين، برزت شركات مثل "شيرون بتروليوم"، و"غران تيرا إنرجي"، و"شركة النفط الهندية المحدودة"، بالإضافة إلى كيانات من إيران وباكستان وسوريا.
ويُظهر تنوُّع الجنسيات المشاركة عمق التنافس الدولي على الدخول إلى قطاع الطاقة الليبي، وسط رهانات على جدوى الاكتشافات المقبلة، واستعداد المؤسسة الوطنية للنفط لتوفير بيئة استثمارية مرنة وآمنة.

أبرز مناطق التنقيب
تضم جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا نحو 22 منطقة بحرية وبرية، بمساحة إجمالية تقارب 235 ألف كيلومتر مربع، وفق ما ورد في الكتيب الرسمي الذي حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
- المناطق البحرية: تغطي 128 ألفًا و714 كيلومترًا مربعًا، وتشمل:
- صبراتة (منطقة واحدة).
- سرت (3 مناطق).
- برقة (7 مناطق).
- المناطق البرية: تمتد على 106 آلاف و553 كيلومترًا مربعًا، وتشمل:
- غدامس (3 مناطق).
- مرزق (منطقة واحدة).
- سرت (4 مناطق).
- برقة (3 مناطق).
اكتشافات واعدة
كشفت مؤسسة النفط الليبية 19 اكتشافًا نفطيًا في 9 مناطق، بإجمالي احتياطيات تصل إلى 1.63 مليار برميل نفط مكافئ، موزعة على:
- 7 اكتشافات بحرية في 4 مناطق.
- 12 اكتشافًا بريًا في 5 مناطق.
وتُعدّ منطقة "أوه 13" البحرية في حوض صبراتة الأبرز، باحتياطيات تبلغ 730 مليون برميل، كما يبرز حوض مرزق من بين أهم المناطق البرية، مع احتياطيات تبلغ 181 مليون برميل.
وتوزعت الاكتشافات الأخرى كالآتي:
- "أوه 1 بي": 147 مليون برميل.
- "أو 1 سي": 206 ملايين برميل.
- "جي 4": 159 مليون برميل.
- "إس 4": 100 مليون برميل.
- "جي 2" و"أوه 1 إيه": اكتشافات بين 50 و53 مليون برميل.
- "إس 2": اكتشاف صغير.
مستقبل قطاع الطاقة في ليبيا
تعكس جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا توجهًا إستراتيجيًا طويل الأجل لتحديث القطاع، مع إدماج تقنيات الاستخلاص المعزز، والاستفادة من الطاقة المتجددة ضمن رؤية بيئية شاملة.
ولا تقتصر الرؤية على التنقيب والإنتاج، بل تشمل إعادة هيكلة البنية التحتية، وزيادة القدرة التخزينية، وتطوير الحقول الناضجة، بما يعزّز موقع ليبيا بصفتها فاعلًا مهمًا في أسواق الطاقة العالمية.
وبينما تستعد البلاد لمرحلة جديدة من استقطاب الاستثمارات، يبقى الرهان على نجاح تنفيذ الجولة وتطوير الاكتشافات إلى مرحلة الإنتاج التجاري، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الليبي واستقرار سوق الطاقة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- تفاصيل جولة تراخيص التنقيب عن النفط والغاز في ليبيا.. موارد بـ10 مليارات برميل
- تهريب الوقود في ليبيا.. قصة "الصندوق الأسود" وأول رد رسمي
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في المغرب يدخل المنافسة عالميًا (خاص)
- اكتشاف غاز في مصر احتياطياته 9 مليارات قدم مكعبة.. واستكمال بئر جديدة
- مصر تبدأ تطوير حقل غرب مينا للغاز.. واستثمارات جديدة لـ"شل"
- العراق يستعد لإنشاء مدينة الذهب العالمية.. تطور مهم
المصدر: